منذ أن اكتشف حقل ظهر فى المياه العميقة للبحر المتوسط أصبح الحقل النفطى علامة فارقة فى تاريخ ومسيرة مصر النفطية بعد أن حققت مصر بسواعد ابنائها الإكتفاء الذاتى من إنتاج الغاز الطبيعى بعدما كانت فى مأزق شح الغاز وتعرضها لأزمات طاحنة إبان ثورة يناير، فضلًا عن أن الكشف البترولى الأكبر فى تاريخ مصر اغناها عن فاتورة الإستيراد المرهقة التى كانت تتكبدها بملايين الدولارات .
ويوما بعد يوم يكشف الحقل البترولى الضخم عن أرقام جديدة تترجم أهمية هذا الكشف منذ أن أعلنت مصر عنه فى 2015 وكان حافزا نحو سير مصر نحو مركز إقليمى لبيع وتجارة الطاقة، وأعلنت وزارة البترول في بيان، الأربعاء، أن إجمالي استثمارات مشروع تنمية حقل الغاز المصري ظُهر بلغ نحو 10.6 مليار دولار حتى الآن.
وذكرت الوزارة أن من المتوقع تجاوز إجمالي إنتاج الحقل 3 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميا قبل نهاية العام.
فيما أعلن الأسبوع الماضي وزير البترول عن زيادة الطاقة الإنتاجية لحقل ظهر الواقع في البحر المتوسط إلى 2.7 مليار قدم مكعبة يوميا، وهو ما يسرع خطى مصر صوب التحول إلى مركز للطاقة في المنطقة.
ويعد حقل ظهر من أهم مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي الجاري تنفيذها، حيث صنفت الشركات العاملة فى مجال النفط والغاز الحقل بأنه أكبر كشف غاز بالبحر المتوسط ومن أكبر الاكتشافات على المستوى العالمي
وكانت شركة إينى الإيطالية أعلنت عن الكشف فى 2015 فى المياة العميقة بالبحر المتوسط ، حيث يعد الحقل الأكبر في البحر المتوسط، ويقدر احتياطيه بنحو 30 تريليون قدم مكعب،
يقع الاكتشاف ضمن امتياز شروق البحري (الذي كان جزءاً من امتياز نيميد المصري العملاق) الذي أعلنت شركة شل في فبراير 2004 اكتشاف بئرين عملاقين KG45 & LA51 (حفرتها في نوفمبر وديسمبر 2003 داخل بلوك "شروق"). وقالت شل في حينها أن الاكتشاف سيغير خريطة أقاليم الغاز في العالم، وأن الاحتياطي يفوق 4 تريليونات قدم مكعب.
تبلغ مساحة الحقل 100 كم²، ويصل أقصى عمق فيه إلى 4131 مترا، ويبلغ احتياطي الغاز المقدر في الحقل 30 تريليون قدم مكعب (تعادل حوالي 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطي)، وبذلك يصبح الكشف الغازي الواقع ضمن منطقة امتياز شروق أكبر كشف يتحقق في مصر وفي مياه البحر المتوسط وقد يصبح من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم.
إزاء ذلك، قال الدكتور ثروت راغب أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة البريطانية، إن وصول استثمارات حقل ظهر لأكثر من 10 مليارات دولار يعد انجازا حقيقيا وفق الخطة المستهدفة التى تستهدف الوصول إلى استثمارات تصل لـ 16 مليار دولار بعد حفر 8 أبار إضافية ليكون إجمالى الآبار التى تم العمل عليها 20 بئرا فضلاً عن الوصول لإنتاج يبلغ 3 مليارات قدم مكعب غاز يوميا قبل نهاية العام الجاري،
وأوضح "راغب"، فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن حقل ظهر حقل لمصر الاكتفاء الذاتى من الغاز ووقف استيراد الغاز المسال الذى كان يكلف مصر 2.2 مليار دولار سنويا، فضلاً عن تصدير شحنات غاز للاتحاد الأووربي وفق العقود المؤجلة.
وأضاف "الخبير البترولى " ، أن احتياطيات إنتاج حقل ظهر فى المتوسط تبلغ نحو 30 تريليون قدم مكعب غاز حيث يعمل بالحقل 200 شركة أجنبية ومصرية استطاعوا أن يحققوا انجازا يوصف بالملحمة بعد ظهور أول إنتاج للحقل بعد 22 شهرا من حفر آبار الحقل فى المقابل يحتاج هذا الكشف لخمس سنوات فى اي شركة يعمل تنفذ ذلك .
ولفت "راغب"، إلى أن إنتاج حقل ظهر الذى وصل لـ 2.7 مليار قدم مكعب فى تخفيض ديون الشريك الأجنبى وتصفير مستحقاته بمطلع العام المقبل، وإعطاء مزيد من الثقة للشركاء الأجانب.
وأشار إلى أن مصر قطعت شوطا كبيرا فى الإتجاه نحو التحول لمركز إقليمى لبيع وتداول الطاقة ليس على صعيد النفط فقط بل الكهرباء ايضا من خلال مشروعات الربط الكهربائي مع دول أوروبا والسودان والسعودية، مشيراً إلى أن توافر البنية التحتية ووجود الإنتاج الضخم من الغاز ، مع محطتى الإسالة إدكو ودمياط ، وإنشاء الموانئ مجهزة ، سيسرع من مكانتها بين عمالقة النفط فى العالم.