الأقباط متحدون | وُلِد المسيح.. هللويا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٣٥ | الجمعة ٢٣ ديسمبر ٢٠١١ | ١٣ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وُلِد المسيح.. هللويا

الجمعة ٢٣ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: أنطوني ولسن
عندما يحتفل البشر بأعياد ميلادهم.. طبيعي لابد من وجود المحتفى به ساعة ويوم الاحتفال.. أليس كذلك؟!!
طبيعي ستكون الإجابة.. نعم. لابد من وجود من نحتفل بعيد ميلاده.. على الأقل موجود بين أهله وعائلته وصحبه. فهل عندما نحتفل بعيد ميلاد المخلص الرب يسوع المسيح حقيقة يكون موجودًا وسطنا؟!!.

أستطيع وأنا أكتب الآن أن أسمع من يقول لي: نعم.. وإلا بمن نحتفل ونحتفي بعيد ميلاده!!.. أعود وأسأل: هل حقيقةً نفرح ونحن نحتفل ونقول عيد ميلاد يسوع المسيح ونهلِّل بفرح عظيم ونقول "هللويا"؟؟!!. وهنا سيصمت الجميع.. لأننا في الشرق نقول عيد ميلاد مجيد.. دون ذكر اسم الذي نحتفل به.. وفي الغرب يقولون Merry Christmas دون ذكر اسم المحتفى به يسوع المسيح.. وهذا خطأ وقع فيه المسيحيون في الشرق والغرب، نسوا أو تناسوا اسم المسيح الذي تجثو له كل ركبة على الأرض وفي السماء، واهتموا بـ"سانت كلوز" في الغرب و"بابا نويل" في الشرق، وأين اسم المسيح حتى في المحافل الدينية!!!.. لا يوجد مع الأسف!!..

ياريت الأمر عند هذا الحد، فالعيد يأتي مرة واحدة كل عام إن كان في الشرق أو الغرب.. إنما الأمر يتعدى إلى إيماننا المسيحي الذي اختزلناه وشطبناه من حياتنا في الشرق وفي الغرب.. في "مصر" تميزنا وعُرفنا بـ"الأقباط".. وكأن هذه الكلمة تحمل اسم الإيمان المسيحي.. وفي "لبنان" عُرف المسيحيون باسم "الموارنة" أو "الملكيين" أو الأرثوذكس، ولا أي منهم فيه ذكر المسيح أو المسيحية.. وفي "العراق" مثلًا "كلدانيين" أو.. الخ... فأين ما نفتخر به من إيمان؟!!.. لا أعرف!!.

بل أن أسماء كنائسنا الغربية والشرقية لا تحمل اسم المسيح غير كنيستين تحمل إحداهما كنيسة المسيح، والأخرى تحمل اسم Church of The Latest day Saint of JESUS CHRIST. وهذه الكنيسة تصنف على أنها بعيدة عن الإيمان المسيحي القويم مثلها مثل بعض الكنائس الأخرى الدخيلة على المسيحية.

أما كنائس المؤمنين فلا تذكر اسم المسيح.. على سبيل المثال لا الحصر: كنيسة القديسة العذراء مريم القبطية الارثوذكسية، الكنيسة الإنجيلية، كنيسة القديسة العذراء مريم الكاثوليكية. وبالنسبة لـ"مصر" يمكن إضافة القبطية قبل الكاثوليكية.. إلخ من كنائس لا تحمل اسم من فدانا وخلَّصنا بدمه الغالي الثمين لتكون لنا حياة.

فهل هذا يليق بملك الملوك ورب الأرباب والمخلص؟!! وهل يستيقظ الغافلون من باباوات ومطارنة وقساوسة وخدام للإنجيل على مستوى العالم، ولنبدأ من الشرق المنير، للتصحيح من خطأ غير مقصود؟!! أتمنى هذا.. لأننا لو صحَّحنا هذا الخطأ وأعلنا عن مسيحيتنا بوضع اسم المسيح فوق وقبل أي اسم آخر مهما كانت قدسيته أو طهارته، سنستطيع كأفراد أن نفتخر بالمسيح وصليب المسيح وتكون لنا حياة.

وُلد المسيح، وفرحت السماء، وهلَّلت الملائكة، وخاف من خاف من البشر عندما علموا بمولده.

وُلد المسيح ولم يحتفل به أحد في ذلك الزمان؛ لأنه ميلاد طريق "الجلجثة". وُلد ليموت معلقًا فوق خشبة الصليب وهي عار عند الشعوب القديمة في تلك الفترة وفي تلك البقعة من الأرض. إذن وُلد ليسير في طريق العار.. طريق الصليب. ومع ذلك فرحت السماء وهللت الملائكة بمولده، وترنَّمت بأحلى الترانيم؛ لأن مولده هو مولد الخلاص للبشرية، هو الطريق إلى السلام بين الله الآب الذي في السموات، والبشرية التي أُغلقت في وجهها أبواب السماء منذ خطيئة آدم إلى مولد المخلِّص.

مات المسيح على الصليب، لكنه قام، وبقيامته كسر شوكة الموت "أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية". تمّ الصلح بين السماء والأرض، وإنشق حجاب الهيكل، قبل الآب الذبيحة الابن، وصار للأرض خلاص..

مولد المسيح له المجد الدائم هو ميلاد الخلاص للبشرية، وهو الطريق لهذا الخلاص الذي كانت نهايته تلك الخشبة المعلقة في "الجلجلثة"، والتي صُلب عليها المسيح، وسُفك دمه الكريم من أجل خلاصنا. لكن تحوَّل الاحتفال بمولد المسيح من الاحتفال بالخلاص الذي تم على الصليب، إلى الاحتفال باللهو والعربدة و"شيل" الهّم.

فرحة الخلاص حل محلها كآبة التفكير فيما سأشتري من هدايا إن كان لزوجتي أو زوجي وأولادي، أو للأهل والأصدقاء. ونقول لبعضنا البعض Christmas Merryوكلمة Merry تعني الدوار الذي يبدأ في الرأس، وأستدين لأرضي الاحتفال بالعيد.. مع منْ سأحتفل؟ منْ أُرضي ومن أُغضب؟ إن لم أذهب إلى بيت العائلة فأنا ابن عاق. وإذا ذهبت إلى بيت عائلتي، ماذا عن زوجتي وعائلتها؟ أليس لها حق في ذلك؟ وإذا حاولنا تجميع أكبر عدد من العائلتين تجد رأسك يدور حول منْ تدعو ومنْ لا تدعو؛ لأن هذا مزاجه لا يتفق مع ذاك؟.

المرتب بسيط ومطالب "الكريسماس" باهظة. أهرب من هذا الدوار بدوار آخر تأثيره فعَّال في الحال، حتى لا أشعر إن كنت قد أرضيت هذا وذاك وتلك أم لا، وحتى أنسى ما استدنته من مال لأواجه مطالب هذا "الكريسماس" المكلِّف.

أرتمي إلى الكأس أرتع منها وأشرب حتى الثمالة. أشعر بالـ Merry الحقيقي، دوار ودوار، ودوار.. يخلِّصني الكأس من دوار الكريسماس بدوار آخر، قد ينهي حياتي وأنا أقود سيارتي عائدًا من هذا الحفل أو ذاك.

قد أريح عائلتي أيضًا من التفكير في الكريسماس القادم. وقد أريح أحد أبناء هذا العالم الذي شغلهم الـ Merry عن الـ Happiness الحقيقية، فأصدمه بسيارتي ونذهب جميعًا إلى مكان اللاعودة واللادوار واللاكريسماس، واللا وجع للدماغ بالتفكير في الهدايا وشيل الهم، وإغضاب منْ ومصالحة منْ، ومع منْ أقضي الكريسماس أو أبتعد عن مَنْ؟؟.

نسي العالم معنى "الكريسماس". نسي أنه الطريق إلى الخلاص. نسي العالم أن صاحب هذه الذكرى لم يحتفل به أحد لأنه فقير وهو الغني. وقد عاش كإنسان عادي بين الناس يريهم ملكوت الله على الأرض. صُلب على الصليب من أجل خطاياهم مقدِّمًا ذاته ذبيحة وقربانًا.

فهل يسعد المسيح بطريقة احتفالنا بالكريسماس؟
هل يرضيه ما هو عليه العالم هذه الأيام من حروب ودماء واغتصاب وضياع حقوق ومجاعات وزلازل وخراب؟ هل يرضيه أن لا يشعر بالأمان والاستقرار والعيش الهني فيلجأون إلى المخدرات والجنس الرخيص هربًا من شبح الموت الجاثم فوق صدورهم والمعشش في عقولهم؟ هل يرضيه أن يقتل الأخ أخاه، ويسرق الابن أباه، وتبيع الأم بنيها وتهرب من مسؤوليات الحياة؟

هل يرضيك يا يسوع يا مخلص الجموع أن يوقد لك الأطفال الشموع، بينما يشعل الكبار فتيل النار ويقتلونهم حرقًا أو بالجوع؟..

لا أظن، ولا يظن كل عاقل مفكِّر حكيم.. الاحتفال الذي يُرضي صاحب العيد هو الاحتفال ببهجةخلاصنا، ومسح دمعة أم تبكي، ومساعدة محتاج، وتغطية عريان، وزيارة مريض.

هل نذكر اسم صاحب الاحتفال، الرب يسوع المسيح، ونقول وُلِدَ المسيح.. ويُرد علينا.. هللويا..؟

هل يفيق رجال الدين المسيحي بمختلف الطوائف والعقائد ويضعون اسم المسيح قبل أي اسم آخر بشري مهما كانت قدسيته وطهارته عند التعريف بالكنيسة؟.. لأن مما لا شك فيه الخالق يأتي في المقام الأول قبل المخلوق.

وهل تعرف الشعوب المسيحية في العالم أن الفخر والاعتزاز باسم المسيح يأتي في المقام الأول ليعرف العالم من نعبد وبمن نؤمن؟!!.. وأخيرًا.. هل تحل كلمة مسيحي بدلًا من كلمة "قبطي" أو قبلهاعندما نتحدَّث عن أنفسنا ونخبر الناس بمنْ نكون؟؟

هنا يفرح صاحب العيد ويجعلنا نشعر بالسعادة الحقيقية، ويزيل الغمة التي تكتم أنفاسنا، ويعم الأمن والسلام والأمان والاطمئنان هذا العالم.

في عيد القيامة يقول بعضنا لبعض.. المسيح قـام.. ويكون ردنا.. بالحقيقة قـام.

فهل من الصعب في عيد الميلاد يقول بعضنا لبعض ولـــد المسيـح.. ويكون ردنا.. هللــويـا؟؟.

فهل يمكننا فعل هذا؟ أتمنى أن تساعد الكنائس في فعل هذا العمل العظيم، وتصحيح الخطأ غير المقصود. وكل عام وأنتم متمتعون بنعمة الرب يسوع المسيح، الذي نحتفل بعيد ميلاده ونقول.. وُلد المسيح.. هللويا..
آمين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :