الفرق بين المصري والأجنبي
بقلم: فادي ميخائيل
أترددت كتير أوي قبل ما أكتب المقالة دي.. كنت خايف أتكلم وأطلَّع كل اللي في قلبي وأفضح كل حاجة، بس أنا فاض بيا ومعدتش قادر أستحمل، واللي أنا هقولهولكم ده ميخصنيش، لا ده يخصنا كلنا، وفيه منه تجارب شخصية، وكتير منه تجارب آخرين، وكل اللي هقوله حالات عامة. فياريت محدش من الأغبياء اللى بيطلعولي في كل مقالة ويعارضوا بغباء وخلاص؛ لأن المقالة لا تنطبق عليهم، وده ليه شق تاني هتفهموه لما تقروا المقالة كلها وبتركيز، وأنا أوعدكم إنكم هتستفادوا كتير.. المهم.. أنا هقسّم اللي أنا عايز أقوله في عناوين كالتالي:
نظام الأسرة
البيت المصري من البيوت الغريبة جدًا اللي أثبتت بالدليل القاطع أن الإنسان كان أصله جلدة حنفية.. تلاقي أبوك شغال 24 ساعة في اليوم علشان يطفحك أنت وإخواتك بس للأسف نسى يربيكوا ويعمل منكم بني آدمين وهو فاكر إنه كده بيحميكوا! للأسف لا هو بيطلَّع جيل جديد من الحمير اللي بيلاقوا نفسهم بقم ذيه بالضبط "كلاب فلوس وبس"، وطبعًا تحس إنه كائن هلامي وجوده في البيت ذي عدمه، يعني لو شلناه وجبنا خزنة مش هنحس بفرق!!!!.
أما الست الوالدة فحدث بلا حرج، أكيد غبية.. أيوه.. لأننا بنعيش في مجتمع ذكوري لا يعترف بوجودها إلا في حالتين: الهروب من مسئولية الراجل كرب للبيت ومنظم لأموره، أو على السرير يوم الخميس. وغالبًا وظيفتها الأساسية بتبقى شغالة تمسح، تطبخ، تغسل، تنزل السوق، وبس كده.. طبعًا الأم دي مستحيل تطلَّع عالم أو مُبدع أو شاعر أو حتى بني آدم بالمعنى اللي أنا أعرفه، وأهم حاجة عندها إن ابنها يدخل كلية ليها مستقبل وينجح وبس، مش مهم نفسيته أو شخصيته أو علاقاته أو أخلاقة.. "كل دي حاجات مش مهمة هههههههه"، المهم إنه ينجح حتى لو اضطرت إنها تنزِّل آية جديدة باسم "ذاااااااااكر يقول الرب"، يعني من الآخر أمك بالنسبة لك مجرد خدَّامة بس أنت بتحبها!!!!!!.
إخواتك بقة أنت مضطر إنك تقبل غبائهم وأنانيتهم حتى الموت، وعاديك من المقارنات اللي تحرق الدم لما هو ينجح وأنت تسقط، ويتحوَّل بقدرة قادر لملاك فردوسي وأنت تبقى ابن البطة السودا!!. ده طبعًا لأن والديك مش فاهمين أساسًا يعني إيه فشل؟ وإيه هي معاييره؟؟؟؟؟
النظام العائلي
وهنا هنكبَّر الدايرة أكتر لأعمامك وعماتك وخالك وخالتك وسلسفين أم العيلة كلها، طبعًا الشعب المصري مترابط بطبيعته "هههههههه يالا الكذب"، هتلاقي كل أفراد العيلة بيكرهوا بعض أكتر ما بيكرهم الغريب، وطبعًا ده بيظهر جليًا لما تلاقي حد منهم بيقولك أنا ابني عمره ما عمل ذيك كدة، أنا ابني طول عمره مريحني، حرام عليك أبوك وأمك... أنا ابني.. هو المسيح! هع هع هع.. بجد حاجة تموت من الضحك. وفي الآخر هيقولولك إحنا بنحبك وخايفين عليك، مع إنهم بيحاولوا يثبتوا طول الوقت إنك "عيل سيس" ملكش لازمة، وإن ابنهم- اللي اتبقاله ديل ويندبح على العيد- ضفره برقبتك!!!!! ويا سلام لو سقطلك سنة ولا اتعرف عنك حاجة كدة ولا كدة، هتتذل يا معلم..
الحب
الحب عندنا مختلف عن أي منطقة في العالم، وأنتم صغيرين ولاد وبنات كنتم مع بعض في الفصل علشان كدة كان لما طفل يحب طفلة كان يبقى حب قوي وبجد وطاهر ونضيف، بس ده مش علشان هما أطفال ومش فاهمين حاجة، لا ده علشان هما متاحين لبعض طول الوقت، وعندهم متعة الاختيار، وهنا الاختيار متاح، لكن بعد ما انفصلوا في إعدادي وثانوي كل واحد فيهم بيبقى عايز يستكشف الآخر بأي شكل وبأي طريقة وبأي تمن، وهي غالبًا بتبقى علاقة جنسية 100 % مفيهاش أي عاطفة، والمساكين فاهمين إن ده حب! يعني أنا لو جبت أي شاب وسألته: "تتجوزها بكرة أنا بتكلم جد؟"... الإجابة: "لا طبعًا".. طيب سؤال تاني: لو جبت معاها من الآخر هتحتاجها بعد كدة.. الإجابة: لا.. سؤال آخير: أنت كدة بتحبها؟ الإجابة: أأأأأأأأأه!!!. طيب لو سمحتي يا آنسة لو جالك بكرة واد ذي القمر ومعاه عربية سبور وغني جدًا غير الواد اللى معاكي تتجوزيه؟.. الإجابة: آه.. طيب ده الواد اللي معاكي ده عمل معاكي كذا وكذا وكذا بأمارة الحسنة اللي في ضهرك.. ترد ببرود: محدش يعرف عني حاجة وحشة، أنا محتشمة ومش بتكلم مع ولاد غيره، وعفا الله عما سلف.. وبكل ده بتبقى العلاقة ما بين الشمبانزي الدكر والنتايه أرقى منكم بكتييييييييير ..
وتلاقي في الكلية كل الشباب والبنات داخلين علشان كل واحد يصطادله موزة وكل بنت تجيب الواد البطل اللي هياخدها ويهرب بالحصان الأبيض و يهروا بعض بوس ورا المدرج، وفي الآخر البيه دخل الجيش ولسه هيكوِّن نفسه. ف نفس الوقت إن الموزة قربت تولد لأنها إتجوَّزت من 5 سنين هههههههههههههههههههه وهو واخد واحدة فاكرها قديسة مع أنها كانت بتتباس في المدرج اللي جنبه.. كما تُدين تُدان..
اللي يجنّن بقة إن البيه اللي قلتلكم عليه لو عرف إن أخته بتحب حد ممكن يموتها من الضرب، ويقول لا، أنا ضامن إني محترم لكن مضمنش اللي مع أختي ده.. يا راجل؟؟ شيزوفرينيا..
الجنس
الفرق بين المصري والأجنبي إن المصري بيفكَّر في الجنس 24 ساعة ويمارسه في 10 دقايق، أما الأجنبي ممكن يعمل العكس، أنا طبعًا مقصدش إن حياة الأجنبي جنس وبس، لا أنا أقصد إن كلمة Science في أوروبا والدول المتقدِّمة هي بالضبط كلمة Sex في البحث على جوجل للمصريين؛ لأننا لازم نفهم إن الجنس حاجة طبيعية بس إحنا مش معانا فلوس نتجوز وفي نفس الوقت عايشين في مجتمع متخلف، تلاقي شاب بيتجوز فقط لأنه محتاج يسد خانة الجنس في حياته "متخلف غبي حيوان"، مع إن الجواز ده حاجة راقية جدًا، والجنس هو أتفه وأبسط حاجه فيه، مش هشرح لأنه موضوع كبير ميخلصش في مقالة..
وهنا في نقطة تانية، إن الأنثى في مجتمعنا الذكوري ملهاش أي حقوق جنسية، يعني مينفعش تطلبه أو تحدد شكله، تبقى جثة هامدة بلا حراك أو تفاعل، وده اللي علمتهولها أمها؛ لأن هي كمان أمها علمتها كدة "جهل".
الكلام عن الجنس لا هو عيب ولا حرام، دي علاقة جميلة جدًا ومعبِّرة عن الحب. الإنسان هو الكائن الوحيد اللى ممكن يمارس الجنس في أي وقت مش موسمي ذي الحيوانات، فاهميني؟؟ بس لازم إن إحنا نبقى صرحاء مع نفسنا، ولو جالك تفكير سلبي في الجنس، اعرف/ اعرفي إن دماغكم فاضية..، وأكيد أي حد جعان هياكل زباااااااااااالة.
الدين
هنا بقة ركزوا معايا.. خدعوك فقالوا.. الشعب المصري شعب متدين.. أنا أعترض.. الشعب المصري شعب بيحب الدين، وأنا هنا بتكلم على مسلمين ومسيحيين، تلاقي شاب بيدافع عن دينه باستماته وهو آخر مرة صلَّى فيها كانت من 3 أو أربع سنين، وأنا مش بقول الاتنين علشان الوحدة الوطنية "فلتذهب الوحدة الوطنية إلى الجحيم"، ده مفيش وحدة أسرية هتبقى وطنية إزاااااااااااااااااااااي؟؟!!.
تلاقي واحد بيقرى كتاب الله كل يوم وفي نفس اليوم وكل الأيام عنده 100 جيجا أفلام Porno، على فكرة ده حقيقي، وأنا شفته بعنيا، وده مش غريب على مجتمع فاشل منافق مع الناس ومع نفسه.
الدين في "مصر" شكلي باللبس والدقن، يعني لو أنت شاب مسلم ربي دقنك وقصَّر البنطلون واقرا كتب دينية للوهابية تكره نفسك وتكره المجتمع وكل حاجة حرام ونجيب محفوظ كافر. ولو أنت مسيحي البسلك الحتة الكلاسيك وميدالية صليب ومتنساش تخدم في الكنيسة وتبقى عامل نفسك متواضع وتتكلم في الدين علطول ومتختلطش بالبنات "علشان تلفت نظرهم"، والناس تقول عليك ابن كنيسة بصحيح.
لو أنتِ بنت مسلمة، اهبدينا اسدال، ومتتكلميش مع أولاد، وإدعى الأخريات من المتبرجات الكافرات الكاسيات العاريات إنهم يبقوا ذيك، ويبقى كل طموحك إن إحنا نبقى ذي "السعودية" ويبقى عندنا 50 % من الرجالة شواذ، مع إنك لما بتطلعي برة "مصر" بتمشي بالبكيني في الشارع "عن تجربة".
لو سيادتك بنت مسيحية عندك أوبشن كويس إنك معندكيش حجاب "حر وعرق وكبت"؛ لأن الشعر مش عورة أساسًا، ده حتى خشن وكله قمل، وبيبقى ناعم "مؤقتًا" من لفة البكر والسشوار، بس متلبسيش ضيق وبصي في الأرض، ولو واحد كلمك وشك يحمر، لكن لو في الخفاء قشطة ميضرش، وابقي تعالي الكنيسة كل حد وجمعة، أهو الناس تعرف إنك متدينة يمكن يشقطك عريس، وبعد الجواز ابقى قابليني لو رحتي الكنيسة تاني.
أما المؤسسة الدينية أصلًا بقت عاجزة عن التواصل مع الشباب، وهنا قسمين:
الكنيسة: المشكلة هنا مش الكنيسة كمؤسسة، لا المشكلة في الناس، وأنا بتكلم بعدل وبصراحة. لو رحت دلوقتى كله يتفزلك، تروح يقولك منافق، متروحش يقولك ده ميعرفش ربنا، الناس نسيت إن الدين هو العطاء والتعامل الحسن والمحبة والصدق. وتلاقي كاهن بيعاملك بشكل غريب؛ يشخط وينطر وكأن الكنيسة بقت باسم القمص فلان، وتيجي تتكلم يقولك أنت مهرطق.. كافر.. توووووب يا ابني. أنا أساسًا حاسس إن كمان 10 سنين مش هيلاقوا حد يرسموه كاهن؛ لأن الناس مفيهاش واحد متدين محترم مشهود له بالصلاح والأمانة يوافق عليه كل شعب كنيسته، طاب هيجيبوه منين؟؟ كل ده طبعًا مستحيل يجذب شاب ناحيته.. بالذات بقة لو اتعرف في الكنيسة إن فلان وفلانه بقوا Couple، هتشوف أيام سودا.
الدين الإسلامي: لو كنت عايش في الثلاثينات كنت كتبت الأزهر وكنت هبقى فرحان قوي، لكن للأسف بعد هجوم الفكر الوهابي في "مصر" بقى فيه إخوان وسلفيين بوظوا الدنيا، مما أدى إلى ظهور القرآنيين وغيرهم كفكر مقاوم والكلام الزفت اللي أنا متأكد إن ملوش علاقة بالدين بصلة. وهديكوا مثال صغير من ضمن آلاف الأمثلة علشان محدش يزعل "د. ياسر البرهامي نائب رئيس الدعوة السلفية قال على قناة CBC: أبغض المسيحي ولا أؤذيه. وكيف لي أن أحبه لمجرد أن الله خلقه، فالله خلق الشيطان أيضًا. ورد عليه الشيخ "الجفري" وقاله: كيف لديني أن يمكنني من الزواج من الذمية وفي نفس الوقت لا أحبها. وكان رد فاحم ساحق ماحق.. "بس السؤال هنا إزاي واحد ذي البرهامي يبقى ليه شعبية؟؟؟".
لازم الأزهر يرجع قوي، ساعتها (...) ستذهب إلى مراعيها. ولازم المسلمين بنفسهم هم اللي يعملوا ده لأن المركب أم ريسين بتغرق، أمال أم عشرة بتعمل إيه؟؟ وإزاي بقى انتقاد الأشخاص ذيه ذي انتقاد الدين؟؟؟ الحقوا قبل فوات الأوان.
لو حد فيكم اتفرَّج على أفلام زمان هتلاقوا الدين ده مش بيتذكر خالص لييييه؟ لأن الناس وقتها كان عندها أخلاق والأخلاق مش بيعملها الدين "إبراهيم النبي مكانش عنده دين".. الأخلاق بيعملها المجتمع، والأفراد هي اللي بتشكِّل المجتمع. زمان كانت الناس عايشة في رخاء و"مصر" كانت في رخاء اقتصادي، والدولار كان ب 20 قرش، بمعنى الناس وقتها كانوا بني أدمين بجد، وكونك إنك توصل لكلمة بني آدم ده لوحده هيخلي عندك أخلاق وحب وعطاء.. أما الفقر بيوجه الناس للدين- التظاهر بالتدين- غلابه ومش لاقيين حاجة يتميزوا بيها.
لازم تفهم كإنسان إنك لو معشتش الجنة- اللي أنت مؤمن بوجودها- على الأرض عمرك ما هتعيشها في السما. الدين مش كلام ولبس وتصريحات وأحزاب ومصالح وقنوات وعربيات وفلوس من الأمراء.. لالالالالا.. الدين علاقة خاصة بين العابد والمعبود لا يعلم أحد عنها شىء، فاهمين حاجة؟ ولا هتشتموا وخلاص؟؟.
الدراسة
إلى أولادي الطلبة: أنت جهاز بأربع أطراف وذاكرة 100000000000 جيجا، تحفظ الكلمتين وتذاكر ذي الحمار ملكش أي أنشطة؛ لأنك معندكش وقت، ومتقراش كتب، اقرى المقرَّر عليك الأول يا فااااااااااشل، تدخل الامتحان تكب اللي حفظته تجيب مجموع تدخل كلية تلاقيها ألعن من اللي قبليها، يجيلك دكتور ديكتاتور يدرّسلك مادة ملهاش أي علاقة بشغلك ويحسسك إنها أهم مادة في العالم، يفقك امتحان صح الصح، تسقط تعيد، تُدمَّر نفسيًا وتطلع أفشل واحد في الدنيا!! مبرووووووك اللي بعده.
لو عايز تنجح ممكن تبقى سيكا.. يعني إيه؟.. تفتن على زمايلك وعلى المعيدين اللي بيدوا كورسات، أو تمشي ورا الدكتور تشيله الشنطة تمسحلوا الجذمة...، أو تحافظ على كرامتك ومنظرك قدام زمايلك وتبقى محترم وتسيب دور السيكا ده لواحد تاني.
وبلاش ننسى رعب الامتحان وقلة النوم، ذل يا ولداه، وعياط، وبطنك توجعك، وزميلك الأول على الدفعة اللي أنت مش قادر تحفظ ذيه "حتى في الكليات العملية قوانين كتير جدًا وخطوات من الآخر حفظ برده"، مش هاين عليك تبقى حمار مع أنك ذكي جدًا، بس هنعمل إيه يا حبيبي، أنت إتولدت هنا، اشرب بقة. واللي ماشي عليك ماشي على غيرك، أوعى تلعب رياضة أو تتعلم الموسيقى أو أي نوع من أنواع الفن، أنت معندكش وقت تتنفس، فاهم يا فاااااااااااشل..... أنت فعلًا فاشل! لأنك أكيد بعد كل ده هتتجه يا إما للنسوان يا إما المخدرات، والاتنين هيجيبوا أجلك!!!!!!!!!!!!.
فيه حل تاني.. العالم الافتراضي، عيش ع النت، شيت وفيس واكتبلك تويته، والدنيا ياكش تولع، طب بالذمة ده يرضي حد؟ طاب دي حياة؟
الثلاثي المَرِح
إديني تعليم وإعلام وثقافة أديك شعب ومجتمع.. واحد منهم فاسد راح المجتمع في 60 داهية، عندنا التلاتة بايظين، لما تقرى الأهرام أو أي جريدة قومية تحس إنك عايش في بلد تانية، فنانين في نفاق الحكام، وكذلك الإعلام الحكومي حاجة قلة أدب، واللي يتابعهم يتحول بقدرة قادر إلى حيوان وحيد القرن كلب سلطة عايش في التوهان.. الغريب أن الناس عارفة إن ده كدب وبرده بتصدق أغلب اللي بيقوله الإعلام علشان يضحكوا على نفسهم ويحسوا إن الدنيا تمام ومفيش مشاكل والدنيا ذي الفل؛ لأنهم ببساطة خايفيين من التغيير، ولو دخلت أي مكتبة هتلاقي الكتب الدينية هي الأغلبية الساحقة، ده إذا مكانتش كلها، وياريتها بتنفع! من الآخر الله يمسيه بالخير "جوزيف جوبلز"- وزير الإعلام النازي بـ"ألمانيا"- قال المفيد في 3 جمل: "اعطني إعلامًا بلا ضمير أعطيك شعبًا بلا وعي"، و"كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي"، "اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الناس"..
الخوف
الخوف تعريفه في "مصر": هو الدينامو الوحيد القادر على تحريك المصري من أوضة النوم للحمام علشان ميعملهاش على نفسه.. أنت بتذاكر علشان خايف من الفشل مع إنه مش فشل، وبتنجح علشان خايف من نظرة الناس وهم أفشل ناس، وبتصلي لأنك خايف من النار مع إنك مؤمن بالجنة، وبتشتغل بقوة لأنك خايف من الفقر مع إن العربية في الدول المحترمة ذي الجذمة بالظبط، وتفضل عايش خايف من بكرة مع إنك ممكن تموت إنهاردة، وأعدائك كتير: شرطة عسكرية، وداخية، وجماعات إرهابية، ومن كل لون يا باطيستا... ده غير إنك لو ممتش من الطرق أو الغرق في عبارة أو قطرك يتحرق أو الأيادي الخفية تطولك، هتموت لوحد من الخوف اللي أنت عايش فيه..!!
ولا لما تلاقي أبوك ولا حد غالي عندك بيتكلم مع ضابط تحس إنه بيكلم إله مع إنه بيتكلم مع بلطجي برخصة، ده خوف برده. ولا لما تتكلم مع أستاذك الحقير بكل احترام وهدوء وتقدير!.
أخلاقيات
من ضمن الحاجات اللي تجيب الضغط بدعة اسمها "احترام الكبير".. يعني تتشتم وتتهزأ.. ليه يا عم؟ أصل الباشا كبير! مع إن البيه الكبير وهو في سنك يا صغير كان زبالة، وللأسف لسه زبالة ومعندوش شخصية وحد مش محترم وتافه وغبي وفيه كل العبر، ولو أنت رديت عليه هتبقي قليل الأدب وأهلك معرفوش يربوك، وعلشان يعرفوا لازم تبقى ضعيف الشخصية وتاخد بالجذمة وتتكتم.. هىء أصله كبير.. كبير أوي يعني ميغركش.. لو الحكمة بالسن كانت السلحفاء بقت ملكة الغابة مش الأسد.. يعني أنت يا فادي عايزنا نبقى لسانا طويل؟؟.. لا.. الاحترام مينفعش يبقى من طرف واحد، لازم يبقى من الطرفين، بمعنى إنه علاقة تكاملية... يعني نعمل إيه؟ نشتم الكبار اللي أنت بتقول عليهم؟.. برده لا.. إتكلّم معاهم باحترام يوقفهم عند حدهم.. فهمتوا؟.
كمان مينفعش إنك تشرب سجاير قدام أهلك وأبوك بالذات، لكن لو شربت حشيش مع أصحابك من وراهم عادي! مع إن ربنا شايفك وأنت بتشرب حشيش.. عادي.. يا أخي؟!!!
لو معاك موزة أو معاكي واد موز حافظ على نظافة الشارع وإرمي الـ cane في ال basket مش على الأرض، وأوعى تاكل لب، ومتنساش دايمًا تمسك منديل وبرده ترميه في الـ basket، لكن لو حد فيكم ماشي لوحده، أنتم عارفين هتعملوا إيه.. تقولش عايشين في جبلاية!!.
ننتقل إلى نقطة هامة يا أيها السادة.. هي جت عليه مليش دعوة.. ضع الجملة السابقة في المواقف الآتية: إلقاء الزبالة، مظاهرة على حق، مساعدة فقير، انقاذ كلب أو قطة في الشارع من الموت، فض خناقة، انقاذ فتاة من الاغتصاب أو الاختطاف، التدخل في ضرب ميكانيكي لطفل يعمل عنده، عربجي يضرب حصان أو حمار يجر حمولة اتقل على الأقل 50 مرة وبينضرب ضرب مبرح، موقفك من بنت مش محجبة بتنضرب في وقفة إحتجاجية و.. و..
الرحمة: فاكرينها؟؟ مرة كنت مروح لقيت كلب مربوط بحبل غسيل ورقبته مجروحة لدرجة إن لحمة طالع لبرة، حاولت أساعده خاف وجري. وهنا السؤال: هو فيه إنسان عنده قلب يعمل كدة؟؟ والإجابة تقول: طاب شوف الأول اللي بيحصل للبني آدمين في "مصر".. يادي النيلة..
طاب أقولك، علشان تتخلص من كل ذنوبك ممكن ترشَّح حزب ديني ولك الأجر في الآخرة، ونيجي هنا لملخص أخلاقي، بص لنفسك في المراية وأنت تكتشف الحقيقة.. مُرة.. أنا عارف... لازم تعرف أنت مفيد للي حواليك ولا لا؟.. ناس كتير فاكرة إنهم ينجحوا ويشتغلوا ويجيبوا فلوس ويتجوزوا ويخلفوا ويجوزوا عيالهم ويموتوا، تبقي هي دي الحياة؟؟ .. لالالا.. خالص، على فكرة أنتم ميتين! يعني أنت لو مت هتفرق مع كام واحد غير أسرتك؟ قدَّمت حاجة؟ عملت إيه؟ غيَّرت مين؟ ساعدت كام واحد؟ حبيت كام واحد؟
لالالالا يا فادي، أنت سودتها علينا أوي، مفيش كدة يا عم، يعني نعمل إيه؟ ننتحر ولا نهاجر كلنا لمجتمع تاني؟؟!
الحـــــل
لما اتعملت الثورة الناس مكانتش فاهمة يعني إيه ثورة.. قالو إسقاط نظام.. طاب إنهي نظام؟؟.. ريس وشوية حرامية؟..لا.. الثورة لازم تتعمل على أنفسنا وعلى أخلاقيتنا وعلى تقاليدنا.. كفاية كدة، كفاية جهل وتخلف ورجعية وخوف.
لازم نبقى صرحاء مع نفسنا علشان نعرف نحل مشاكلنا، ونقعد كلنا مع بعض ويبقى عندنا ثقافة الحوار مش الجدال بلا فايدة، وتبادل الآراء وقبول الآخر وقبول التنوع، ونحوِّل الكتلة البشرية إلى طاقة بشرية. ومحدش يستنى الحكومة، إحنا الحكومة، إحنا اللي نقرَّر مصيرنا. حان لوقت يا مصري تتكلم وإلا هتسكت للأبد. والحل لسه في إيديك، يا إما تعيش إنسان يا إما تموت حيوان.. لازم نواجه نفسنا بحيقيقتنا إن إحنا شعب متخلف.. لو قعدنا ننافق نفسنا مش هنطلع خطوة لقدام. المصري بعد ما بنى الأهرامات تقريبًا جاله إمساك.. ريَّح (7000) سنة. كفاية يا مصري، عفنت وريحتك طلعت، كفاية.
***
أنا كنت أمين في كل كلمة قلتها، مع إن أنا جوايا كتير أكتر من ده 100 مرة على الأقل، اخترت العربية العامية علشان الكل يفهمها.
قلت ألفاظ خارجة علشان توجع اللي يسمعها وتجرحه أهو يمكن يحس.
المقالة دي طبعًا مش لكل الناس، بس أكيد فيها ولو سطر يمس قارىء من القراء.
أوصيكم إنكم تنشروا المقالة على قد ما تقدروا يمكن نغيَّر ولو واحد بس.
تحياتي وحبي وفخري بمصريتي/ فادي ميخائيل
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :