الأقباط متحدون | الكراسي بتغيّر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٤ | الاثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١١ | ١٦ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الكراسي بتغيّر

الاثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر

كنت على معرفة بأن الكراسي والجلوس في كنف السلطة يغيِّر العقول والشخصيات والأفكار، لكنني اكتشفت أنه يغيِّر النفوس والمبادئ أيضًا، وللأسف منْ اكتشفت فيهم تلك المسألة المخزية شخصين طالما احترمتهما وأحببتهما واعتززت بهما وبآرائهما.

 

الشخصية الأولى شكَّلت الكثير من المواقف والأفكار والآراء الشخصية، لها رأي وفكر، احترمتها كثيرًا، لكنني أسقطتها من نظري ومن حساباتي فور إدلائها بتصريحات تبرئة المجلس العسكري من تعرية فتاة "التحرير"- التي أظنهن أكثر من فتاة وليس فتاة واحدة للأسف-. نعم.. المستشارة "تهاني الجبالي" برأت المجلس العسكري من تلك الفعلة الشائنة فور أن أجلسوها على كرسي أو وعدوها بمنصب، فغيَّرت في مواقفها العادلة كقاضية وإنسانة محترمة التوجُّه والفكر. ألهذه الدرجة تتغيَّر المواقف؟!!! ألهذا الحد تتبدَّل الآراء والمبادئ؟!!! تُمحى ما أن يجلس صاحبها على كرسي.

 

والشخصية الثانية شخصية لرجل كنت أهابه، وكنت أعلِّق عليه الكثير من الآمال، رغم أنني كنت أتفق مع الثوار على عدم توليته الوزارة، إلا أنني ومن داخلي كنت أثق أن بإمكانه القدرة على التغيير، أنه قادر على أن يقنعهم بنفسه، وأن عمله وأدائه قادر على إقناعهم به، حتى إنني ظننت أن ما يجري أمام مجلس الوزراء من مذابح وضرب وسحل لإحراجه وإظهاره أمام الناس على أنه كاذب وليس له صلاحيات، أو لتبرئة المجلس العسكري مما حدث في 19/11 الماضي وإلصاقها لـ"عصام شرف" الذي تغيَّر، ورغم التغيير تكرَّرت الأحداث الشائنة، والأداء العنيف للقوات المسلحة. لكنني عدلت عن رأيي هذا كله جملة وتفصيلًا حينما وجدت الرجل "الجنزوري" الذي كان جادًا يخرج يقول تصريحات كلها هزل وتهريج!! مؤكِّدًا أن المتظاهرين هم البادئون بالاعتداء على مجلسي الشعب والشورى، وهم منْ حرقوا المجمع العلمي، وهم من كسروا وحطموا، ونفى عنهم صفة الاعتصام السلمي، بل قال ما هو أكثر سخرية من هذا، إن السلطة زائلة، وإنه خارج منها قريبًا، وإنه غير متمسك بها، ويريد هو والمجلس العسكري تركها اليوم قبل غدًا.. طالما هو كده يا دكتور "جنزوري"، طب ما تعملها وترحل إنت ومن أتوا بك للحكم وللسلطة الزائلة دي، حتى تثبت لنا أنك زاهد فيها، ولا هو الكلام سهل وليس عليه جمارك.

 

ملعونة أنتِ أيتها الكراسي التي تغيِّر أصحاب النفوس الضعيفة، ولكن كيف لي أن ألعنك وأنتِ لست السبب؟؟ وإنما عليَّ أن أعلن لكِ أن النفوس التي تغيِّرها المادة والإغراءات التي تؤثِّر فيها السلطة والمال والنفوذ والمناصب.

 

يا أصحاب النفوس الضعيفة الطامحين والطامعين في كرسي بمجلس الشعب، أو كرسي بمجلس الوزراء، أو كرسي الرئاسة- الكرسي الكبير بتاع الرئيس- ارحلوا عنا، فـ"مصر" بحاجة لشباب يضحِّي بدمائه لأجلها حتى وإن كانوا بلطجية. فهم أشرف منكم؛ فلم يبكوا على شيء، ولم يبقوا على حياتهم، فكله فداء "مصر".

 

المختصر المفيد، الفقر المادي يهون لكن فقر النفس يدمِّر أوطان.

 

 

 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :