آيات من الكتاب المقدّس تساعدكم حتماً على تخطّي اليأس ونوبات القلق
في زمن التجربة العظيمة لا يتركنا الله وحدنا ، يقول البابا فرنسيس. عندما انفرد يسوع للصلاة في الجتسماني، سيطر على قلبه يأس لا يوصف – هكذا قال لتلاميذه – واختبر الوحدة والهجر. لقد كان وحيدًا مع ثقل مسؤولية خطايا العالم على كاهله؛ وحيدٌ ويشعر بيأس لا يوصف.
لقد كانت التجربة مؤلمة لدرجة أنّه حصل أمر غير متوقّع. إنَّ يسوع لا يتسوّل الحب لنفسه أبدًا ولكنّه في تلك الليلة شعر بنفسه حزينة حتى الموت وطلب قرب أصدقائه: “أُمكُثوا هُنا واسهَروا مَعي” (متى ٢٦، ٣٨). إنَّ الرسل، كما نعلم، قد ناموا إذ أثقلهم النعس بسبب الخوف.
في زمن الألم يطلب الله من الإنسان ألا يتركه ولكنَّ الإنسان ينام. أما الله فيسهر في الوقت الذي يتعرّض فيه الإنسان للتجربة. في أسوأ لحظات حياتنا وفي الأوقات الأليمة وأوقات اليأس الشديد، الله يسهر معنا، الله يحارب معنا وهو قريب منا على الدوام؛ لماذا؟ لأنّه أب! وهكذا نبدأ الصلاة “أبانا”. إنّه أب لا يترك أبناءه أبدًا.
إن ليلة العذاب والكفاح تلك التي عاشها يسوع هي الختم الأخير للتجسّد: الله ينزل ليلتقي بنا في هاويتنا وفي المحن التي ترافق تاريخنا. إنها لتعزية لنا عند ساعة التجربة أن نعرف أن هذا الوادي، منذ أن عبره يسوع، لم يعد مهجورًا، بل تبارك بحضور ابن الله؛ وهو لن يتركنا أبدًا!
الإنجيل هو شافي القلوب من اليأس والقلق واليكم بعض الايات التي ستساعدكم حتماً:
– “لأنه ليس بشيء غير ممكن لدى الله ” لو ( 1: 37 ).
– “غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله ” لو ( 18 :27).
– إن كنت تستطيع أن تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن ” مزمور ( 9 : 23 ).
– “لاتضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فأمنوا بي ” يو ( 14 : 1).
– “سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطيه العالم أعطيكم أنا”. يو (14 : 27).
– “قد كلمتكم بهذا ليكون لكم سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم “. يو ( 16 : 33 ).
– “لاتخف لأني معك تتلفت لأني إلهك فديتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري “. إش ( 41 : 10 ).
– ” تشدد وتشجع لاترهب ولا ترتعب لان الرب إلهك معك حيثما تذهب “. لاتخف أيها الرجل الحبوب سلام لك . تشدد وتقوى ” دا ( 10 : 19 ).
– ملقين كل همكم علية لانه هو يعتني بكم ” ( 1 بط 5 : 7 ).
– “الرب نوري وخلاصي ممن أخاف الرب عاضد حياتي ممن أرتعب إن نزل على جيش لايخاف فلبي إن قامت علي حرب ففي ذلك أنا مطمئن ” ( مزمور 27 – 1: 4 ).
– “قولوا لخائفي القلوب تشددوا لاتخافوا هوذا إلهكم يأتي ويخلصكم ” ( إش 35 : 4 ).
– “أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقويني”.
صلاة في وقت القلق
يا رب، كُن نوراً في ذهني، وسلاماً في قلبي، وحكمة في قراراتي، وحباً في علاقاتي. أحتاج إليك أنت وحدك القادر على تسكين أوجاعي. فيك فقط أضع رجائي، وفيك فقط سأتمكن من إيجاد مكان أحتمي فيه ولن أترك مجالاً للخوف ولمختلف أشكال الشر.
كثيرة هي المخاوف التي تتملكني يومياً. لذلك، أعترف اليوم أمامك أنني مليء بالبؤس، وألتجئ إليك كصديقي وأخي لكي تملأني بفرحك، وتجدد قوة الرجاء التي ترتفع من الأرض إلى جميع الذين يبحثون عن المساعدة واثقين بك.
يا ربي، أنت تعرف أن كل الفراغات في كياني تُملأ فقط من نعمتك وحضورك. وإن مخاوفي وهمومي وآلامي وحيرتي تجد لها الحلول والشفاء فقط فيك. إنني أعلم أنني بمعونتك سأتمكن من تخطي كل تلك المخاوف التي لا تسمح لي بالتقدم. حرّكني بروحك القدوس. أنت الذي ترافقني وتعطيني الشجاعة لمواجهة تلك الظروف التي تسبب الارتجاف في ركبتيّ. سأظل مخلصاً لك لأنني متأكد أنك لن تردّني خائباً. خذ حياتي يا ربي، خذ عقلي وقلبي واجعلني تلميذاً أميناً لمحبتك.
أنت الذي تعطيني الثقة برجاء هادئ ومليء بالفرح عندما تقول في عدة مناسبات في إنجيلك “لا تخافوا”. من يؤمن بك، لن يخيب أمله أبداً، ولن يشعر بأي خوف يزعزع إيمانه.
أريد السماح بأن تقترب مني على الدوام فأعيش في شركة معك طوال حياتي، وبألا تفرّقني زلاتي أبداً عن حبك لأنني دوماً أسعى إلى نيل المغفرة منك. كل خوف موجود في داخلي يتلاشى عندما أقبلك ويقول فمي بثقة: “إنني أؤمن بك يا ربي”. المس قلبي واشفه وحرره من الخوف ومن الظروف المعاكِسة التي تبعث فيه القلق. أنت قوّتي وأنا واثق أن محبتك ورحمتك لا تبتعدان عن روحي.
إنني أثق بوعدك المخلص، أثق بكلمتك التي تعزيني. وأرغب في أن تقول لي أيضاً كلمات الرجاء التي قلتها ليشوع: “لا ترهب ولا ترتعب لأني أنا الرب إلهك معك حيثما توجّهت” (1، 9).
انفخ يا ربي، انفخ بقوة، انفخ عليّ البركات التي تحمل معها روحك القدوس لكي يساعدني على الإيمان وتقديم شهادة حقيقية عن حبّك للعالم، من دون أي خوف. حرّكني يا يسوع بروحك القدوس فيرافقني على الدوام في كل تحدياتي وفي لحظات الحزن والضعف التي أشعر أحياناً بأنها تجعلني أسقط على الأرض فأصبح عاجزاً عن متابعة النضال الرامي إلى أن أكون أفضل يوماً بعد يوم.
امنحني القوة وقدرتك لكي أتغلب على المخاوف وأتحرر من القلق. أرشد قلبي وعقلي من خلال الروح القدس، ذاك الحضور القوي الموجود في أقانيمك الإلهية الثلاثة الذي ينير حياتنا ويجعلنا أشخاصاً ثابتين وشجعاناً في الإيمان.
أحبك يا يسوع وأثق بأنك في هذه اللحظات تحطم تلك السلاسل التي تجعلني متعلقاً باليأس، وعلى الرغم من أنني أسير على طرقات مظلمة، لن أتردد ولن أخاف لأن قوّتك وقدرتك معي، وهما تلهمانني الثقة. آمين
ثق بالرب إلهك! واترك وراءك تلك المخاوف وتجرأ بشجاعة على مكافحة تلك المشاعر التي ترغب في طرحك أرضاً وجعلك تشعر أنك لا تساوي شيئاً. لا تستسلم! أنت أحد أبناء الله! وكل الجهود التي تبذلها باسم يسوع القدير ستُثمر بين وهلة وأخرى. إلهك قدير وعظيم ومملوء محبة. وهو قادر على جعل المستحيل ممكناً. إسأل الله في هذه اللحظة أن يعمل في حياتك وفي عائلتك. إسأله أن يحوّل محنك وصعوباتك إلى أفراح وفرص.
الصلاة التي يجب أن تكررها اليوم هي التالية: “يا رب، حين تكاثرت فيّ الهموم، أنعشت نفسي تعزيتك” (مز 94، 19). إنني قادر على التغلب على جميع المخاوف والكروب على الدرب، لأنني أسير معك، وأتواجد معك وأعيش معك. آمين”.