الأقباط متحدون | الإيـمـَـانُ الظــَّـالِمُ كـُفــْـرٌ والكـُفــْرُ العــادلُ إيمـَـانْ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٢٥ | الاربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ | ١٨ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإيـمـَـانُ الظــَّـالِمُ كـُفــْـرٌ والكـُفــْرُ العــادلُ إيمـَـانْ

الاربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مهندس عزمي إبراهيم
الله هو العدل ذاته، والعدل صفة من صفاته، وسِمَة من سِماته، واسم من أسمائه. فمن يحيد عن العدل يحيد عن الله. ومن لا يُقَدِّس العدل لا يؤمن بالله.

والعدل- كما قيل- أساس الملك، وأساس الحكم، وأساس التعامل بين الناس. إن لم يكن العدل شريعة عُظمى وتطبيقه بين البشر (أجمعين) بندًا أساسيًا من بنود الدين- أي دين- يكون الدين غير مكتمل. فالعدل في كل الأديان هو معنى الدين وجوهره.

والعدل عكسه الظلم. فإن لم يُرسي الدين قواعده على العدل صار مبنيًا على الظلم، وصار لا قيمة تُذكر له كدين. حيث يصير مثله مثل أي مبدأ سياسي شأنه في ذلك شأن الشيوعية والفاشية والنازية والبعثية والاشتراكية والرأسمالية وغيرها من الأحزاب السياسية والطبقية التي تخدم فئة أو طائفة أو طبقة شعبية دون غيرها، ولا دخل لله بها ولا صلة.

أقدِّم هنا قصيدة رائعة وَجَدتُ أنها تلبس حياتنا من قمّة رؤوسنا لإخمص أقدامنا، وتلمس واقعنا بدول الشرق الأوسط العربي المغلَّف بالظلم والتمييز والتحيـّز حتى بين أبناء الدين الواحد، والدَوس على القوانين الإنسانية في سبيل الدين، والتغاضي عن الشر والإجرام ما دام الجاني من طائفة معينة والمجني عليه من طائفة أخرى بحجة الدين أو بتعاليم معينة من الدين، ولو حكـَّمَنا شعورنا الإنساني وعقولنا التي وهبنا الله إياها نجد أن الدين هو العدل الصريح وإلا ما كان دين. فالدين يفرض العدل ويحرِّم الظلم. والعدل عند الله أهم وأرفع وأرقى وأكثر قبولًا من الصوم والصلاة والتعبُّد السلبي والسطحي.
فالإيمان المغلـَّف بالظلم كـُفر
والكـُفر المدعـَّم بالعدل إيمان

هذه قصيدة، بل لوحة شاعرية فنية بديعة صريحة تخاطب التدين السطحي المغلف بالدروشة، والتدين المعجون بالظلم والرياء والنفاق والتـَلوّن والمكر والدهاء والتقيـَّة وإساءة تفسير الآيات أو تفضيل السَـيء على الخيِّـر منها، واستغفال البسطاء الأبرياء، واستعمال العمم والذقون للضحك على الذقون.

أستسمح كاتبها الشاعر العراقي الكبير، الساخر المبدع، الأستاذ "أحمد مطر" في تقديمها بعنوانها.

هـات العــدل
إدعُ إلى ديـنــِـــكَ بالحــُســنى
ودعِ الـبــــــــاقي للـدّيـــَّــــانْ
أمَّـا الحُـكــمُ فـأمـــــرٌ ثـــــانْ
أمـْـرٌ بالعــَـدلِ تُعـَـادِلـُه، لا بالعـِمـَّـةِ والقفطـانْ!
***
تـوقــــِــنُ أمْ لا تـوقــــِــنُ، لا يعنـيـــــني
مَن يُدريـــــني!
أنَّ لســانكَ يلهَــجُ باســم اللـَّـهِ
وقلبـُــكَ يرقـُـُــصُ للشـيطانْ!
أوْجـِـزْ لـي مضـْـمونَ العـَـدلِ
ولا تـفـلـقـــُــني بالعـنـــْـــوانْ
***
لـَنْ تقــْـوى عِنـْـدِيَ بالتّقــْـوى
إنْ لـَــمْ يَعـْتــــَــدِلِ الميــْــزانْ
شـَـعرةُ ظـُلـْـمٍ تنـسِفُ وزنـَـكَ
لـَــوْ أنَّ صـَـلاتــكَ أطـنــَــانْ!
***
الإيـمـَــانُ الظــَّــالِـمُ كـُـفــْـــرٌ
والكـُـفــْــرُ العــــادلُ إيـمـَــانْ
هـــذا مـا كـَتــَـبَ الرحْـمـَــانْ
***
قــالَ فـــُــلانٌ عــنْ عـــِــلانٍ
عـن فـِلتــَــانٍ عــن عـِلتــَــانْ
أقــــْـــوالٌ فـيـــها قـــــَــوَلانْ
لا تعــْــدِلُ ميــْــزانَ العــَــدلِ
ولا تمنحـُـــني الاطمِئــْـــنـانْ
دعْ أقــوالَ الأمـسِ وقـــُـلْ لي
مــاذا تـفـعـَـــلُ أنـــْــتَ الآنْ؟
هـلْ تفـتـــحُ للـدِيـــنِ الـدُّنيــــا
أمْ تحـبِـسُـــهُ في دُكـــّـــانْ؟!
هَـلْ تُعطيــنا بعـضَ الجَـنــّــةِ
أمْ تحجــِـــزُها للإخــــــوانْ؟!
قــُـلْ لـي الآنْ
فعـــلى مُختـــلـفِ الأزمــــانْ
والطـّغـيــــــانْ
يذبُحـــني بـاســـمِ الرحـمـــانِ
فـــــداءً للأوثــــانْ!
هــــذا يـذبـــَـــحُ بالـتــــَّــوراةِ
وذلـــكَ يـذبــَـــحُ بالإنجـيــــلِ
وهـــذا يـذبـــَـــحُ بالــقــــرآنْ
لا ذنـــْــبَ لكــُــلِّ الأديــــــانْ
الذنـــْــبُ بطـبـــْـعِ الإنســــانِ
وإنــَّــكَ يـا هــــذا... إنـســـانْ
***
كـُنْ ما شـئتَ: رئيسـًا، ملـِـكًا،
خـانـــًا، شــيخـًا، أو دِهـقـــانْ
كـُـنْ أيــّــًا كــانْ
مِـنْ جنـسِ الإنــسِ أو الجــانْ
لا أســألُ عنْ شـكلِ السـُّـلـْطةِ
أســألُ عنْ عــَــدْلِ السـُّـلطانْ
هـاتِ العَــدلَ وكـُنْ طـَـرَزانْ!

أحمـد مطـر (عراقي) (1956م - معاصر)




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :