جديد الموقع
تيجي نهرتل؟!
بقلم: مينا نبيل فرنسيس
كلما أشعر هذه الأيام أنَّ رغبة كبيرة في الكتابة تلح عليَّ، أجد نفسي، مع كامل احترامي للقلم، غير قادر على التوجه نحوه أو حتى رؤيته، إذ ينتابني شعور لا أدري ماذا أسميه.. أهو بالغثيان؟! أم الإحباط؟! أم كل هذا مجتمعًا؟!
فمع كثرة ما أطالع يوميًّا من الصحف والفضائيات، أصبح الحديث في أو عن السياسة، والأوضاع (المقلوبة) التي نحياها حاليًا لا شيء عندي أكثر من "هرتلة فارغة" نملأ بها كثيرًا من الفراغات؛ لأن الأمر برمته صار "سبوبة وأكل عيش" لدي الغالبية العظمى ممن رقصوا قديمًا في بلاط "المخلوع"، ويرقصون الآن في بلاط أتباعه، وسيرقصون قريبًا في بلاط مَن يأتي بعد رحيلهم الوشيك الأكيد.
الوجوه هي الوجوه.. الأشخاص هم الأشخاص، وإن تغيروا، فالفكر هو الفكر، والدونية هي الدونية، فما كان مني إلا أن أخذ إجازة من كل هذا، لدرجة أني، ولأني لا أستغنى يوميًّا عن قراءة الجريدة، قررت أن أشتري كل يوم، ولمدة أسبوع، صحيفة رسمية (نسبة إلى الرسم طبعا!!) وكنت على تمام اليقين أني سأقرأ في مثل تلك الصحف عن بلدٍ غير بلدي، سأقرأ أخبارًا لا علاقة لها من قريب أو بعيد، من حيث مضمونها وجوهرها، بأوضاع البلد المتردية، بل هي وردية لدرجة ساذجة جدًّا، درجة تثير الشفقة على مَن يكتبونها، بل وعلى الطريقة التي تُرسم بها سياسات تلك الصحف (مش قلتلكوا نسبة إلى الرسم)، لكن في النهاية هم يعلمون أنهم يكذبون، وأن الكذب وظيفتهم، فلا حرج عليهم!!
لكن أكثر ما أثار ضيقي ودفعني للكتابة، هو شفقتي بل حزني الشديد على مَن يقرأون هذه الأوراق الصماء متحجرة الفكر، بل يصدقون ما يقرأون بها، وأنا هنا لا أقصد التعالي عليهم ولا السخرية منهم، بل إني أحبهم، وأريد لي ولهم حياة فقط فقط كتلك التي يحياها أي إنسان لديه ولو رصيد قليل يسمح له أن يقول وهو مقتنع (أنا إنسان)، ولكل مَن لا يفهمون معنى التغيير، بل لا يحبون التغيير، وراضون أن يعيشوا ويموتوا، يدخلون الدنيا ويخرجون منها، وهم أشخاص على هامش الحياة، لهم أقول وبالعامية الشديدة وبالفُم المليان هذه الكلمات:
نازل الصبحية على شغلك تجري جري
راكب مواصلاتك تسب وتلعن وتهري هري
لو ف المترو واقف على شباك التذاكر
بيزقك واحد ويقلك اتاخر
وطبعًا لأن بالك طويل.. وصبرك جميل
هتقله بكل سماحة:
أبو أم التناحة..
أبوك واللي خلفوك..
ياتييييييت ياغتييييييت
ولما تركب المترو الفاضي المليان
لو عرفت تقف عشان تقرا الجرنان
هتلاقي تلت تلاف واحد بيقراه معاك
كلاحة وغتاتة على كيف هواك
هتلاقي ناس بتتخانق ع الثورة والثوار
ناس مع وناس ضد، ناس هادية وناس أشرار
وهتلاقي كتير شحاتين.. عارف انهم نصابين
وبردو بتديهم فلوس.. أيوا برافو بقلك: "فلحوس"
هتلاقي باعة جائلين يابيه.. دوشة وصداع مش هحكي عليه
ورجالة لا مؤاخذة زيهم زي الأنطاع قاعدين
يشوفوا ست واقفة وهما عالم لابدين
ف الكراسي ولا هاممهم حاجة
متعصبين ع الدنيا وف الجد تلاجة
طب لما انت مش عاجبك أي شيء ف أم العيشة
اللي عايشها من سنين وبتهرب ف الشيشة
بدل ما تتخلق على واحد زيه زيك مدعوك
روح ياعم اتشطر ع اللي بالقفا ادوك
ع اللي عيشوك كدا، وللذل وصلوك
الثورة اللي كام مية ألف عملوها
وباقي التمانين مليون وقفوا يرجموها
ناس زيي وزيك كانوا عاوزين يعيشوا عيشة بني ادمين
بس التغيير مش بيجي لحد ناس نايمين
ولا مجانين بيطلعوا ورا (عكاشة) ولاد مجانين
بالمناسبة الكلمات اللي بالعامية دي عبارة عن مشاهد بمر عليها كل يوم وانا رايح شغلي الصبح بالمترو، وفي جزء منها عبارة عن حوار بردو بسمعه تقريبًا كل يوم ف المترو بين فريقين، الفريق الأول: ناس قليلة أوي إيجابية وعاوزة تتغير بجد، أو ناس بردو قليلة أوي بقت إيجابية ومُصرة تتغير بجد، ودول عددهم يوم ما بيكونوا ماليين عربية المترو مش بيزيدوا عن واحد!!
والفريق التاني، ودول ناس كتير اوي اوي، يوم ما بيبقى مفيش حد فيهم ف الحوار بيكونوا ع الاقل عشرين واحد، ودول بيمثلوا فئة عريضة م المصريين اللي رافضين عيشتهم كدا، بس راضيين بالأمر الواقع، فبيكون حوار بين واحد وبين حوالي عشرين واحد بيكون نفسهم ياكلوا الواحد دا، وبيتهموه هو واللي زيه انهم خربوا البلد، وشوية كلام م الكلام الاهبل اللي بيتقال ع القناة الأولى (الموزمبقية طبعا)، والفضائية الكولالمبورية، على اساس ان البلد كانت جنة قبل ما يقبضوا على كبير العصابة وعصابته الذكية، ويعاقبوهم العقاب الوحش الفصيع الفصيع اللي هما فيه دلوقتي!!
ولكم يا مَن قرأتم هذا المقال أقول:
معلش لو ف المقال كلام صفيق حبتين
بس ياريت الواحد كان عنده مرارتين
فياترى عرفتوا ليه مكنش لي نفس اكتب
لاني كنت ياهقل أدبي ياكنت هكدب
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :