الأقباط متحدون | أمنيات أقباط مصر فى العام جديد.. محبة وتسامح وحفاظ على النسيج الوطنى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٥٢ | الاربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ | ١٨ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أمنيات أقباط مصر فى العام جديد.. محبة وتسامح وحفاظ على النسيج الوطنى

الاهرام - سها حشمت | الاربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ - ١٧: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 يحتفل العالم بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة، وبين التقويمين الغربي والشرقي والكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية قاسم مشترك هو إحياء ذكرى السيد المسيح - عليه السلام - وإعلاء قيم التسامح والمحبة التي أرساها (يسوع الناصري) مدة ألفين من السنين وزادت عنها قليلا، بيد أن لهذه الأعياد نكهة مختلفة في ظل الظروف الراهنة، والتي تعصف بالمنطقة العربية بشكل عام.

من أجل ذلك، يقف مسيحيو الشرق مندهشين من حصيلة هذا المشهد، فوتيرة الأحداث التي ألمت بهم مؤخرا جعلت وجودهم التاريخي في المنطقة مثارا لتساؤلات وتكهنات عديدة، وبين التجربة المريرة لمسيحيي العراق وسوريا، يتمنى أقباط مصر مصيرًا مختلفًا عن أقرانهم من مسيحيي الشرق الأوسط.

بدأ العام الجاري بفاجعة تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، والتي لا تزال التحقيقات بشأنها جارية للكشف عن مقترفيها وسط اتهامات عديدة حول هوية الجناة، وعقب اندلاع ثورة 25 يناير تعرض الأقباط لهزات عنيفة مع تعرض كنائسهم لهجمات وحشية في عدد من المحافظات المصرية كان أشدها إيلاما هو مشهد هدم كنيسة (صول) بأطفيح، لتصبح بذلك الكنيسة الأولى التي تتعرض لهذا المصير منذ دخول الإسلام إلى قبل أكثر من 1400 عام، حتى تعرضنا للمصاب الأليم بعد أحداث (ماسبيرو) والتي أحدثت جرحا عميقا في جسد الأمة المصرية.

لأن المشهد السياسي المصري شهد تحولات جذرية كنتيجة طبيعية للثورة المصرية، تخلى الأقباط عن عزوفهم الذي استمر عقودا طويلة عن الحياة السياسية، واشتركوا بفاعلية أملا في مستقبل أفضل يليق بمكانتهم الطبيعية كشركاء أصيلين في هذا الوطن، بيد أن الإصطفاف الطائفي الذي رافق العملية السياسية الوليدة جاء بنتيجة عكسية لتلك الأماني والتطلعات، خاصة مع الإحساس (الهش) بالمواطنة والذي يغمر نفوس قطاعات عريضة من الأقباط جراء ما تعرضوا له من إقصاء وتهميش.

ما أن تم إعلان نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية المصرية والتي أظهرت مؤشراتها تقدم قوى الإسلام السياسي حتى تناقل عدد غير محدود من وسائل الإعلام المحلية منها والعالمية خبر تحرك أعداد كبيرة من الأقباط باتجاه قرار الهجرة خارج مصر.. الأمر الذي أعاد إلى الأذهان مصير العديد من الأقليات التي غادرت البلاد - نتيجة الهجرة أوالتهجير - عقب ثورة يوليو 1952، كاليهود والأرمن وغيرهما.

ولأن معظمنا يرتبط بعلاقات وثيقة الصلة مع أصدقاء أقباط، فمن الضرورى الاقتراب من هخذا الملف ومحاولة إزالة جميع ألغام الحوار الطائفي والكشف عن ألغازه وتسليط الضوء على خطر هجرة الأقباط ومواجهته في مراحله الأولى، كي لا يقوم (حسن) وحده ببطولة الفيلم المصري القادم، في إشارة للفيلم العربي "حسن ومرقص وكوهين" والذي أعقبه بعقود فيلم "حسن ومرقص" لعادل إمام وعمر الشريف.

جورج ثابت، طالب دراسات عليا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بادرني - بأريحية - بنكتة مفادها أن السلفيين يهنئون إخوتهم الأقباط بعيد الميلاد (الأخير)، ضحكنا قليلا ثم أخبرني - وهو يتابع بعض المواقع الإخبارية على جهاز اللاب توب الخاص به - أننا بصدد كارثة اقتصادية نتيجة التراجع المخيف لاحتياطي النقد، فإذا ما استمر الانخفاض بهذا المعدل فنحن إزاء واقع اقتصادي لا نستطيع تخيل عواقبه الوخيمة في الصيف المقبل، ولا أظن أن تلك الأزمة ستطرق أبواب المسيحي دون المسلم.

سألته عن الأخبار المتواترة والتي تشير إلى تنامي ظاهرة هجرة الأقباط عقب التحولات السياسية الأخيرة، فكانت إجابته واضحة بأنه ما من توجه قبطي باتجاه مغادرة البلاد، فليس هناك تعليمات كنسية رسمية بتشجيع الهجرة ولم نرصد - على الصعيد العائلي والإجتماعي - تحركات مكثفة باتجاه تلك الخطوة، وأن معظم الحالات التي تهم بمغادرة البلاد هي تلك التي باشرت إجراءات الهجرة في فترة ما قبل الثورة، وأن الأنباء التي تحدثنا عن هجرة مائة ألف قبطي غير مؤكدة ومضللة إلى حد بعيد.
ويرى (جورج) أن الهواجس التي (تعشعش) في أذهان من ينوي الهجرة هي ذات مرجعيات طبقية - على حد تعبيره - فمن يقتصر مفهوم الاستقرار لديه في (الشقة والعربية) فليس بالإمكان مجادلة هؤلاء إلا بأنه (ليس بالشقة والعربية وحدهما يحيا الإنسان) مع الاعتذار للكتاب المقدس - بحسب تعبير جورج - ومن يخش فقدان هذه الأشياء ويلجأ للهجرة فإن مصر لن يضيرها فقدان هؤلاء.

حاولنا الاقتراب أكثر فأكثر من رد فعله على نتائج الإنتخابات الأخيرة، فأبدى تخوفا من بعض التيارات السلفية والتي أدلى بعض رموزها بتصريحات مثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بوضع الأقباط، أما بالنسبة للإخوان المسلمين فهو يرى فيهم نموذجا معتدلا لا ينبغي التخوف منه على الإطلاق، فعلاوة على الصداقات التاريخية التي يرتبط بها (جورج) مع كثير من أبناء (الجماعة)، فهو قد أعطى صوته في جولة الإعادة لمرشحي (الحرية والعدالة) على مقعدي الفئات والعمال في دائرته، ولم يستطع كتمان سعادته لنجاحهما.

استغربت إطراءه الشديد لحزب (الجماعة) وتوجهت له بسؤال مباشر عن توقعاته لملف الأقباط في ظل نظام سياسي يتصدر الإخوان مشهده القادم، وهل سيشهد هذا الملف تراجعًا ملحوظًا، فكانت إجابته بأن الأقباط لطالما تعرضوا للغبن والإهمال طيلة عقود، وأنه واجه هذا السؤال - مؤخرا - بشكل متكرر وكانت إجابته دوما (إيش ياخد الريح م البلاط ؟!).

بعد ذلك اتجهت إلى صديقة لى اسمها (رانيا نبيل)، وهى خادمة فى الكنيسة وتصنف من ضمن المتدينين، وسألتها عن إذا كانت هناك توجيهات كنسية أو دعم كنسى لهجرة المسيحيين خارج وطنهم مصر، والذى جاء ردها نافيا لكل ما تردد من أقاويل حول هذا الشأن، حيث استطردت قائلة إن الكنيسة لا تقدم إليهم أى دعم للهجرة ولكن السبب وراء هذه الظاهرة من وجهة نظرها، ليس مخاوف من مصر ولكن الظروف الاقتصادية التى تلحق بكل مصرى، فضلا عن أن الأمان لم يعد متوافرا فى مصر بالذات بعد الاكتساح الكبير للتيارات الاسلامية.
وفى الجلسة كانت حاضرة معنا منال ماهر التى قالت إنها خائفة من المستقبل المظلم الذى تشهده البلاد، وما نعانيه حاليا من أوضاع اقتصادية متدهورة، فهى امرأة فى العقد الرابع من عمرها، أبدت تخوفات كثيرة على مستقبل أبنائها، وبدأت فى سرد بعض القصص عن أقرباء لها وأصدقاء قاموا بالهجرة فعلا من مصر ومنهم من يسعى فى ذلك، وأرجعت الأسباب إلى الأوضاع الاقتصادية وتصريحات بعض قادة السلفيين، لكنها أنهت كلامها بأن الأوضاع فى مصر مهما زادت ظلاما، فلن تترك البلد وتهاجر، فعلى حد تعبيرها وطنية وتعشق تراب بلدها".

استوقفني خبر مفاده أن بعض قيادات (الحرية والعدالة) شاركوا إخوتهم من المسيحيين الكاثوليك في قداس عيد الميلاد، شعرت بالغبطة والتفاؤل بمستقبل هذا البلد، وأن الأقباط لا يمكن أن يتحولوا إلى ظاهرة اجتماعية تخضع للدراسة والنقد والتحليل عند أي مناسبة، ولكن كي نتجنب الاندماج المشروط وفق الرؤية الطائفية كما يحدث مع الموارنة في لبنان، أو مصير المسيحيين في السودان والذين آثروا الانفصال عن الدولة، يبقى خروج الأقباط إلى الحيز العام (الشارع السياسي) وبقوة هو الضمان الوحيد لبناء دولة ديمقراطية حديثة تلبي طموحات جميع أبنائها دون تمييز أو إقصاء. وكما يقول قداسة البابا شنودة: " مصر دي بلدنا ومش هنسيبها وهي أحسن من أماكن ودول تانية"..هللويا !.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :