عبد المنعم بدوى
أجلس فى الكافيه فى مكانى المفضل " احتسى قهوتى " ، احبها أن تكون ذات طابع فرنسى ... داهمنى شعور أن كل الثوابت التى تربينا عليها ورسخت فى عقولنا ، للأسف أصبحت مزعزعه الحقيقه .
مثال : تربينا ورسخ فى عقولنا أن جزيرتى تيران وصنافير جزر مصريه ، وأن ممر تيران البحرى ، ممر مصرى مائه فى المائه ... ثم جاء من يقول لنا أنه بحث فى الأرشيف السرى لوزارتى الخارجيه والدفاع ، فلم يجد مايثبت ذلك !!! ، أيهما نصدق الثوابت التى تربينا عليها ورسخت فى عقولنا ، أم الكلام الجديد الذى نسمعه لأول مره ؟؟
مثال أخر : ملايين من الجنيهات تصرف على إنشاء مقر صيفى لمجلس الوزراء فى مدينة العلمين الجديده ، لن يستخدم سوى عدد مرات محدوده فى شهر واحد فى السنه ، بينما أبنائنا فى المدارس الحكوميه يتكدسون فى الفصول ويجلسون على الأرض لعدم توافر الإعتمادات الماليه اللازمه !!!
مثال أخر : يخرج علينا مقاول يدلى بتصريحات فى منتهى الخطوره عن تعاملاته مع الجيش ... ولانسمع عن أى رد رسمى على تلك التصريحات !!
هل علينا أن لانفكر ؟؟ هل علينا إعطاء عقولنا أجازه ؟؟ هل المعرفه وإعمال العقل سوف تجلب علينا المتاعب والشقاء ؟؟ .
غالبيتنا يتذكر فيلم لإسماعيل ياسين بعنوان " المجانين فى نعيم " ، يحكى عن رجل إسمه " قنديل " ، خرج بعد عشرة سنوات من مستشفى المجانين ليواجه الحياه خارجها ، لكنه وجدها مليئه بالمفارقات والمتناقضات والكذب ، والتى تدفعه بعد فتره قصيره إلى الذهاب مرة أخرى إلى مستشفى المجانين ، والتوسل إلى البواب لكى يدخله خاصة وأنه رأى إنه فى عالم العقلاء مايؤكد أن " المجانين فى نعيم " !!