الأقباط متحدون | ونعيش في عالم مجهول مجهول يا ولدي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٢٨ | الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠١١ | ١٩ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ونعيش في عالم مجهول مجهول يا ولدي

الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: حنا حنا المحامي

من أحسن ما قرأت :

"لو أراد الله أن يخلق الإنسان ومعه الإنترنت لفعل ذلك. ولكنه أراد للإنسان أن يفكر ويحقق تقدمًا ورقيًا وحضارة". انتهى الاقتباس.
مفاد ذلك أنه يتعين على الإنسان أن يسعى دائمًا إلى التقدم والحضارة والرقي. أما إذا أراد الانسان أن يعود القهقري إلى الماضي السحيق فهو بذلك يناهض إرادة الله.
لقد خلق الله الإنسان في أحسن صورة إذ خلقه على شبهه ومثاله. لذلك يكون التزامًا على المرء ألا يتوانى عن التفكير والعمل على التقدم, وذلك بالإضافة إلى عبادة الخالق ذلك أن الله ميز الإنسان عن باقي المخلوقات بصفات لا تملكها تلك المخلوقات. فنعمة التفكير تتلازم مع العبادة, ومقتضى العبادة أن يلتزم الإنسان بالمثل العليا من صدق في القول وأمانة في العمل, وحب للغير ونقاوة في القلب والفكر, وكيف يتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان, وكيف يكون رائد ذلك التعامل هو السلام والمحبة بل والتسامح.


وإذا تطرقنا إلى موضوع العبادة فيتعين أن تتسم بالشفافية والصدق والإخلاص إلى الخالق جل وعلا, ذلك أن الله فاحص القلوب, وهو يعلم ما يدور في النوايا والأغراض والأفكار. وقد قيل أن العمل عبادة ذلك أن الله الذي أراد للإنسان التقدم والرقي لا يقبل من الإنسان خمولًا أو تأخرًا أو تخلفًا أيًا كان.
على ذلك يكون سلوك الإنسان نحو أخيه الإنسان نوعًا من العبادة، إذ أنها تحقق إرادة الله. وإذا كان الله قد أحب خليقته أي الانسان بما ميزة به من خصائص سامية دون باقي المخلوقات فيتعين على الإنسان أن يحافظ على العلاقة الإنسانية وينميها في سلام ووئام. والقول بغير ذلك لا يعدو أن يكون تحريفًا لإرادة الله، ذلك أن الله يحب خليقته ولا يكرهها. لذلك لا يمكن أن نتصور إلا أن المحبة والسلام لا بديل لهما في العلاقات الإنسانية، وألا نتهم الذات العليا –لا قدر الله – في أنه يناقض نفسه. وهذا غير مقبول وغير معقول.
نخلص من هذا أن الفضائل جميعًا ليست إلا تحقيقًا لإرادة الله وأنها تنبع من داخل الإنسان وليس من مظهره. وهذا يتم بالسلوكيات وليس بالملبس أو المظهر الخارجي أيًا كان.
تقودنا هذه الحقيقة إلى التعرض لمسألة الغرائز فهناك غريزة الجوع, وغريزة الخوف, وغريزة العطش, والغريزة الجنسية وهى العلاقة بين الرجل والمرأة بهدف الإنجاب وحفظ النسل. وإننا لن نتعرض تفصيلًا لهذه الغرائز جميعًا فهذا أمر تضيق به صفحات, ولكن لكل غريزة حد لإشباعها. فغريزة الجوع مثلًا لا تعنى إطلاقًا النهم في الأكل إذ أن ذلك يشكل ضغطًا على الجهاز الهضمي فيسبب أمراضًا عده. وكذلك غريزة الخوف مثلا فهي إذا زادت عن الحد الذى يهدف حماية الشخص من الخطر يعتبر جبنا.... وهكذا.

أما الغرائز الجنسية فقد أوجدها الله في الإنسان لحفظ النسل فقط. وإذا انحرفت الغريزة عن هذا المقصد اعتبرت زنى. ولذلك نظمت الأديان العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة فيما يعرف بالزواج.
وقد تصور البعض أن إخفاء المرأة في نقاب تخفى فيه صورتها وكيانها بالكامل هو أمر يبعث على الفضيلة. وهذا فهم خاطئ بالطبع, ذلك أن الفضيله تنبع من داخل الانسان وليس من مظهره. فإذا نظر رجل لامرأه نظرة شهوانيه ارتكب خطية الزنى فى قلبه. وكذلك المرأه إذا نظرت ألى رجل نظرة شهوانيه ارتكبت خطيئة الزنى. ذلك أن غريزة الجنس أوجدها الله فى الانسان سواء الرجل أو المرأه لحفظ النسل فقط.
وفى الحياه البدائية لم تكن المرأة ترتدى سوى ما يستر عورتها أى عضوها التناسلى وكذلك الرجل. ومن المعروف أن كليهما خلقا عريانين. وحين دخلت فيهما الخطية شعرا بهذا العري وسترا عورتيهما بورقة تين، إذ أنها كانت تنبت أكبر ورقة حجما. عقب ذلك تطور الإنسان واخترع النسيج، فكانت المرأة تستر به عورتها، أي عضوها التناسلى وكذا صدرها. والرجل ظل يستر عورته أى عضوه التناسلى. ولكن هناك بعض القبائل التي لا تزال تستر عورتها أى عضوها التناسلى فقط. وهو إذن أمر ليس مناطه الدين بل مناطه الحضاره والتقدم والرقى. ذلك أن الدين يمنع الشهوة غير المشروعة أى شهوة الرجل للمرأة وشهوة المرأة للرجل خارج نطاق الزواج، أي أن الدين يتعرض للنوايا والأفكار وليس للمظهر الخارجى للإنسان.


كذلك كانت الدول التى تحكمها قبائل بدائية تغير على بعضها البعض إذا ما وجدت إحدى القبائل قبيلة أخرى تتمتع نساؤها بنسبه عالية من الجمال. ولذلك لجأت تلك القبائل إلى حماية نفسها من الغزو الخارجى بتغطية رداء المرأة بقدر المستطاع ولم يكن السبب فى ذلك إلا بغرض الأمان من أى غزو خارجى.
نخلص من ذلك أن العفة تنبع من قلب الإنسان وفكره. ولا يمكن أن نميز الرجل عن المرأة فى هذه الخطية فكلاهما له مشاعر إنسانية يشملها الميل إلى الجنس الآخر. لذلك لا نتصور أن يخفى الرجل نفسه من طرف الرأس إلى أخمص القدم حماية للمرأة من الغواية.
وكما سبق القول فإن العفة تنبع من داخل الإنسان وليس من خارجه. فإذا تعود الرجل أن ينظر إلى المرأة السافرة لا تتطرق إلى نفسه فكرة الشهوة الخاطئة إذ أن الأمر سيشكل بالنسبة للرجل منظرا عاديا. وهذا ما يعرف "بالتسامى" بالغرائز. فالتسامى بالغرائز يتم بالاختلاط المحترم, بالرياضة بالثقافة. أما حرمان الرجل "فقط" فى أن ينظر إلى امرأة فهذا يجعل إحساسه حيوانى فقط إذا ما نظر إلى أى امرأه. كذلك يكون الامر بالنسبه للمرأه إذا نظرت شابا وسيما يمكن أن تشتهيه لان لها مشاعر جنسيه شأنها شأن الرجل تماما. .


وفكرة عصمة الرجل من المرأة فكرة خاطئة, ولماذا لا نتكلم عن عصمة المرأة من الرجل، فكلاهما له نفس الغرائز. وإذا كنا نحمى الرجل من فتنة المرأة فلماذا لا نحمى المرأة من فتنة الرجل؟ وإذا كان في النقاب حقظ للرجل من الخطيئة فلماذا لا نحمى المرأه أيضا من الخطية؟ وإذا سلمنا جدلًا في أننا نحمي الرجل من الغواية بإخفاء المرأة، فما هى الفضيلة التى تنسب إلى الرجل فى تعففه عن النظرة التى تحمل الشهوة والإثارة، إذا ما أخفينا عنه أى صورة للمرأة؟ نقول على العكس كلما كانت المرأة جميلة كانت صيانة الرجل لمشاعره وتحكمه في شهواته هما أساس الفضيلة, والعكس صحيح. ولا يختلف الأمر بالنسبة للمرأة.


نخلص من هذا أن نقاب المرأة أمر يختلف مع التطور الإنساني والحضارة الإنسانية حسب إرادة الله، ويتعارض مع مفهوم الفضيلة التي تنبع من نفس الرجل وليس من مظهر المرأة, كما أن عفة المرأة تنبع من نفس المرأة وليس من مظهر الرجل مهما كان وسيمًا.
فإذا توقفنا عند تغطية المرأة يتعين أن نغطى الرجل أيضًا ونعيش فى عالم مجهول مجهول ياولدي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :