سليمان شفيق
في الوقت الذي يحاول البعض تحت دعاوي متهافتة الحياد او البعد عن الهوية والتراث " القبطي المصري" .. الا ان شهور السنة ومواسم الزراعة والري والامثال الشعبية تضحد اي محاولات لضحد هذة الهوية المصرية .
فالنيروز ..عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة... وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية ني - يارؤو) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.. ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.. ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية.
في موقع الأنبا تكلا: كلمة شهر توت، وهو الشهر القبطي الأول من الشهور القبطية المصرية. ،. فيوجد من الأمثال الشعبية لهذا الشهر: "توت، ري ولا يفوت"، أي توفر ماء النيل لري الزروع. واسم الشهر مشتق من الإله "تحوت" إله الحكمة، عند قدماء المصريين الفراعنة.
ويقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط: أن النيروز اختصار (نيارو أزمورووؤو) وهو قرار شعري أيتها لي للخالق لمباركة الأنهار: التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا وباركوا). وعِوضًا عن كتابة القرار كامل بنصه اختصروا إلي كلمة واحدة (مثل صلعم في العربية)( أبشويس القبطية) `P=o=c) وأصبحت نياروس ومعناه الكامل "عيد مباركة الأنهار".
أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الإله تحوت إله المعرفة وهو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن.. وقد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام.. مما يعني أن السنة القبطية، سنة نجمية وليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي احتاجت للتعديل الغريغوري وبالتالي لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعري اليمينية تكبر الشمس بـ200 مرة، مما يعني أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية
ومع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية = 1 قبطية = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء.. وتستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى.. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم. وقد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتى أيامنا فيما يسمونه بالطلعة.. أن عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة.
حارّب فيه شهدائنا الظلم وضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم ولكن يا تُرى ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعا عن القيم الروحية بين الإنسان ونفسه وحرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري وأهمها أن يشعر أنه غريبا في وطنه.. في اوساط تحاول حتي سلب هويتة .
من هذا المنطلق يحتفل المواطنون المصريون الأقباط فى 11 سبتمبر «12 سبتمبر فى السنوات القبطية الكبيسة»، الموافق الأول من شهر توت، فى كل عام بذكرى الشهداء المصريين الذين بذلوا حياتهم حتى الموت من أجل محبتهم للوطن والمسيح من الرومان، فقد أرّخوا لسنة 284 ميلادية، وهى السنة التى اعتلى فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش الإمبراطورية، ومنها يبدأ التقويم القبطى، لذلك ينقص التاريخ القبطى عن الميلادى بمقدار 284 سنة.. يحتفل المصريون بأكل البلح رمزا للون الأحمر، لون دماء الشهداء، والجوافة ذات القلب الأبيض، رمزًا لقلب الشهيد، ويعتقد المؤرخون أن العيد متوارث من الفراعنة، ارتباطًا بفيضان النيل، وفى العصر المملوكى كان المصريون جميعهم يحتفلون به فى شهر توت، يتجمعون ويرشون بعضهم البعض بالمياه، ويأكلون البلح والجوافة، ويغطسون فى النيل..شهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير «النسىء» وهو خمسة أيام فقط، أو ستة أيام فى السنة الكبيسة.
ومازالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر ليس فقط على المستوى الكنسى، بل على المستوى الشعبى المصري أيضًا، خاصة فى الزراعة، ولقد حذف الأقباط كل السنوات التى قبل الاستشهاد، وجعلوا هذا التقويم «المصرى».
وقال المؤرخون إن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين فى كل العالم، وقد جرى المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة.. النيروز، أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، وقد أتت لفظة «نيروز» من الكلمة القبطية «نى - يارؤو» وتعنى الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل. إذن، فالمصريون يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ومن ثم فهم أكثر الأمم احتفالًا بالأعياد «33 عيدًا» على مدى العام، أهمها الأعياد الدينية، مثل: رأس السنة القبطية والهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء «ذكرى وفاتها»، عيد العنصرة، عيد الصعود.
ومازالت الكنيسة تتذكر شهداءها بالقراءة اليومية فى «السنكسار»، وهو كتاب يحوى سير القديسين والشهداء، وتذكارات الأعياد، ومازال الأقباط يدفعون الشهداء من أجل الوطن جنبًا الى جنب مع أشقائهم من المواطنين المصريين المسلمين، فى القوات المسلحة والشرطة، ومن المدنيين ضد الإرهاب، وللكنيسة صلوات يومية من أجل الوطن، ومن أجل النيل، ومن أجل الجيش والجنود، والرؤساء، والكنيسة تعريفها الوطنى يسبق تعريفها العقيدى «القبطية الأرثوذكسية، أو الكاثوليكية، أو الإنجيلية» .
كل ذلك يؤكد علي اصالة تراثنا المصري "القبطي" الممتد من الفراعنة القدماء وحتي الان .