كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الكاتب والباحث ثروت الخرباوي، القيادي السابق بالجماعة، أنه عبر سنوات وقرون وضعت طوائف من المسلمين تصورًا عن الله سبحانه، فجعلوه وكأنه في السماء قائدًا لجيشهم فيأمرونه بالقضاء على أعدائهم!
مستطردًا في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، لا تتعجب فقد كان هذا هو تصورهم، وقد ساد هذا التصور في زمننا للأسف الشديد، ولذلك تجد خطباء الجمعة وهم على المنابر يدعون الله أن ينصر الإسلام وأن يذل المشركين، لم نسمعهم وهم يطلبون هداية المشركين، ولكنهم يطلبون منه بصيغة الأمر أن يُذِل المشركين! أليس قائدا لجيشهم؟!
وتابع، ثم يطلبون منه أن يجعل كيد الأعداء في نحورهم وأن يبدد رميهم وأن يفعل بهم كذا وكذا، لماذا؟! لأن الله لم يكن عندهم الرحمن الرحيم، الهادي المنير، ولكنه فقط القائد العسكري الذي ليس له إلا ينفذ أوامرهم، حتى عندما يطلبون من الله الصحة والشفاء من المرض ونجاح الأبناء والستر والغنى والعفاف فإنهم يطلبونها لفئة من البشر دون غيرها، فيقولون: اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين! أما لماذا لا يطلبون الشفاء لمرضى العالمين، فلأنهم يعتقدون أن الله هو ربهم وحدهم دون غيرهم، وينبغي أن يسبغ عليهم الصحة والحماية وحدهم دون غيرهم، مع أن نِسب الشفاء المرتفعة في العالم إنما هي لمرضى أهل الغرب من غير المسلمين!
ولذلك أقول إن جمهرة من علماء وشيوخ المسلمين إلا من رحم ربي لا يعرفون كيف يحبون الله، ولم يحدث أن تعلموا الحب في يوم من الأيام، والدليل على ذلك أن ثقافتهم قامت على الكراهية، ومن أجل ذلك يعلمون عموم المسلمين كراهية الآخرين وكأن الكراهية دين!! فبتنا نسمع دروسًا من شخصيات مشوهة المشاعر وهم يطلبون اغتصاب أسيرات الحرب لتلبية احتياجاتهم الجنسية !!
مشددًا، لم يعرف هؤلاء أن الإسلام هو دين الرقي والأخلاق والعفة، ولَم يعرفوا أننا يجب أن نعبد الله لأننا نحبه، فهذه هي أرقى عبادة، فالله سبحانه يقول في القرآن الكريم (والذين آمنوا أشد حبا لله) ومحبة الإنسان لله يجب ألا تكون لسبب أو لعلة، فأنت تحبه وكفى، فإذا أحببته وكفى أحبك، وهو يحبك بغير علة أو سبب، فأنت لن تنفعه ولن تزيد من ملكه، كما أنك لا تستطيع أن تضره.
اختتم الخرباوي قائلاً: اعلم أيها المغرور الذي يظن أنه احتكر الحقيقة (إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)، اترك غرورك يا رجل واذهب إلى الله من باب الحب، ولا تذهب إليه من باب الخوف، أو من باب الطمع، صحيح أن الله فتح لك كل الأبواب كي تذهب إليه، فمن رحمته أن جعل لك الحق أن تعبده خوفا أو خشية أو رهبة أو رغبة، لأنه يحبك ويحب أن يُدخلك الجنة، ولكن هناك من يعتقد أنك لكي تعبد الله فلا طريق لك إلا من خلال تلك الأبواب، أما باب الحب فهو أبعد الأبواب عن قلوبهم!