كتب – روماني صبري
حل الكاتب والمفكر المصري يوسف زيدان ضيفا على برنامج "رحلة في الذاكرة"، تقديم المذيع خالد الرشد ، عبر فضائية روسيا اليوم .
وقال زيدان ، أن ثمة خطأن فادحان يقع فيهم الكثيرين في كل بقاع العالم ، وهما عندما يعتقدون أن الإرهاب والعنف الديني ينبثقان من الدول العربية ويرتبطان بالإسلام .
واستطرد :" إذا تصفحنا "التوراة" سنجد جرائم ارتكبها السفاح يشوع بن نون، ذلك الذي سفك الدماء باسم الرب.. باسم يهوة.. باسم ألوهيم.. باسم ما يسمى .. فأباد 31 مملكة" – بحسب وصفه - .
موسى النبي مثلا لم يدخل ارض الميعاد وفقا لزعم الرواية اليهودية ولكن دخلها تلميذه ومساعده المسمى في التراث الإسلامي يوشع وفي التراث العبري يهوشع.
وأوضح ، ثمة تمجيد للعنف باسم الدين ولا ادري كيف يمكن أن يكون الرب الخالق عنيف على هذا النحو !!!.. هذا إشكال في صورة الالوهية في اليهودية ، وهو ما جعلني اشرع في كتابة "اللاهوت العربي"، لبحث الإشكال الكامن في اليهودية والتي جاءت المسيحية لتصحيحه .
ولفت إلى أن الديانة اليهودية مليئة بالتناقضات – بحسب وصفه - ، وأردف :" يقول التوراة أن الرب عندما اهلك الخطاة في قصة نوح رجع وندم فقال :" لا أعود اهلك الإنسان .. هل الرب يندم .. هذا التصور المشوش للإلوهية أدى إلى مواقف متناقضة جدا في اليهودية من هنا بدأت بذور الإشكال تظهر على السطح .
وشدد على أن الديانات القديمة والتي تعرف باسم الديانات (الغنوصية المعرفية)، كانت تعتمد على استشراف الحقائق العليا بشفافية النفس الإنسانية عندما ترتقي وتبتعد عن ملاحقة الماديات والاندماج في الشهوات .
واستطرد :" البوذية ديانة غنوصية كذلك كانت ديانة مصر القديمة .. واعتمدت الغنوصية على أن النفس الفاضلة تستشف المعاني من السماء ولا تحتقر اليقين في جانب واحد ، عكس اليهودية التي نادت بالاحتكار في المجال الأصعب - مجال الاعتقاد - وهو أن هذا هو المعتقد الحقيقي ولا شيء غيره ، ومن هنا سفكت دماء كل المخالفين .
ولفت ، ثم جاء الإسلام وقال "لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ أليهود وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ "فَمَنْ؟".
وأوضح ، وهو ما يؤكد التطابق المذهل في المسارات العقائدية والتجليات الإبراهيمية بين اليهودية والمسيحية والإسلام .