الأقباط متحدون | قرع على الأبواب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٤ | الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٠كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

قرع على الأبواب

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: ماجدة سيدهم
يوم باتساع عام، والساعات تقترب من ذيل الوقت الصعب تلامس برقة هدب الذكريات الماضية.. تعيد صياغة التفاصيل المؤلمة على مائدة الافتقاد.. كم فقدنا من أحباء، وكم شوهت فينا مفردات! كم تمنينا ألّا يأتي علينا غبار الوشاية بين الجلد واللحم، وألاّ يترك طعم المخاض في كسراتنا مرارة الذهول.. المتبقي من الوقت يداهمنا.. وقرع الأجراس يكشف عن سره في مئذنة المدينة العارية..

 

هنا تقطن عشوائيات البرد وفوضى الفهم والفتات المتسخة.. مبتل الجسد النحيل بالتشرد والعزلة وتحت النافذة الوحيدة ينمو بين كفي الحب حروف من تضرع.. إلى الحب الأعظم.. فارغة جعبتي من اللعب والهدايا والزينة، لكن لديّ ما يروق لك كي تهتم به.. كبد أم يحترق لغياب ربيع ولدها، وموائد فارغة من الجمع والبهجة، انكسارات آباء لعجز سد الجوع اليومي، وعيون منتفخة تنقب في البقايا كي تقتسم العفن مع القطط والحشرات، أصحاب العمل قساة القلب والولع بالمال والظلم، أطفال متسخون، مهمَلون، يتضورون جوعًا للاهتمام، مرضى كثيرون يرقدون، أسرة عارية من الاحترام والدفء- يحتفي بهم موت محدق عوضًا عن ارتفاع أثمان الدواء، أحلام منسلخة عن طموح الشباب، ومشاريع كلها مؤجل، قطارات بلا كرامة، شوارع مشطوبة، مدارس متهدلة، بيوت بلا مراحيض، فنون على المقصلة، وبريق لأفكار تختزل، وهناك زوايا باردة مظلمة حيث صغيرات يتمزق لحمهن تحت أنياب فحول وقحة، عاملات يخشين ألّا يتقاضين راتبهن النحيل، وطن يتسكع بين تصارع اللصوص والقادة في التهام النصيب الأكبر من جسد المدينة المتهالك، أرصفة الخبز والأحذية وتجارة الدين الرخيصة، وخبث يتحلى بالورع.. الكثير في جعبتي يرهق وسادتي الخالية من الراحة، ونهار يوشك ألّا يكون.. وأكثر أقدِّمه اليك.

في الساعات الأولى من عام جديد.. نجدِّد الإنصات لقرع الأبواب. أصلي من أجل كل منْ يزهو بالبغضة ويفتخر بالتكفير والتخريب والانتهاك، فتشفى القلوب الموصدة، من أجل المسافات الموحشة بين ناس شعبي لترفع غربتها. أصلي من أجل ضعف رئيس بلادي السابق للمغفرة، من أجل عيون تتعلق بمراحمك الكثيرة كي تمسح العناء، من أجل كل قلب ينزف أمانة، كل قلم يحمل شرف الكلمة، كل عقل يضيء الطريق ليخرج بوطني إلى فجر ناصع الحرية والاستقامة، لا تنسى وعدك "من مصر دعوت ابني".

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :