الأقباط متحدون | الليبرالية الدينية المنبطحة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٢٦ | الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٠كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الليبرالية الدينية المنبطحة

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : عادل جرجس

مع تنامى وصعود التيار السياسى الدينى تبرز التيارات الليبرالية المختلفة كقوى متصارعة سياسياً مع هذا التيار ذلك الصراع الذى يتمحور وجودا وعدماً حول فكرة " الأضداد السياسية " والتى يستحيل منهجياً أن تتلاقى أو تتحالف نظراً لإختلاف الأسس النظرية التى تنبع منها كل من المرجعيات الدينية والليبرالية، ولكن إذا ألقينا نظرة فاحصة ثاقبة على الواقع السياسى المصرى وحاولنا رصد المشروع الليبرالى فى الشارع نجد أن هذا المشروع يكاد يكون غير متواجد بل لعلة بدأ يتلاشى ويضمحل وتم تذويبة عمداً داخل البوتقة الدينية ليصبح مسخاً وهلاماً غير محدد الملامح والابعاد أختلطت فيه المرجعيات الدينية بالآليات الليبرالية وهنا تقفز أمامنا العديد من الأسئلة أهمها هو:

لماذا تم تدجين المشروع الليبرالى السياسى المصرى ؟
وكيف تنازل انصار هذا المشروع عن ثوابتهم ؟

وهل تم التخريب السياسى لكل التيارات الليبرالية عمداً أم مصادفة ؟ وللإجابة عن تلك التساؤلات وغيرها من الأسئلة المتقاطعة والمتشابكة معها نجد أنفسنا أمام بعض الحقائق التى سوف تساعدنا فى أستقراء ما يحدث وهى :


ــ فشل كل التيارات الليبرالية فى إيجاد مفهوم حقيقى ومحدد لمصطلحهم السياسى ولم يقدموا حتى تعريفاً واضحاً للشارع المصرى بل لعلنا نذهب الى ابعد من ذلك إذا قلنا أن مفهوم " الليبرالية " فى حد ذاتة غير واضح ومحدد لدى معظم أنصارها ومريديها بل أغلبهم لا يعرف كيف نشأ المصطلح وكيف تتطور وبماذا بدأ والى ماذا انتهى وهو ما يجعل المصطلح ومفهومة ضبابياً لدى العامة ومختلطاً لدى الصفوة

ــ إستغلال التيارات الدينية للضبابية التى تغلف الليبرالية فى التهويل على المصطلح حتى أصبح مصطلح " الليبرالية " مصطلح سئ السمعة مرادفاً للكفر والخروج على الدين والدعوة للإنحلال والفجور ليتم التضيق على كل التيارات الليبرالية وعزلها مجتمعياً

ــ فى ظل هذا العزل السياسى لجأ متنطعوا الليبرالية الى الحل الأسهل للخروج من عزلتهم وذلك بمحاولة إيجاد مرجعيات دينية لمشروعهم السياسى بل ذهب البعض الى الهرولة نحو القوى الدينية والتحالف معها سياسياً فى برجماتية واضحة المضمون فى محاولة منهم لمزج الزيت بالماء وهو ما أدى الى الأختراق الدينى لليبرالية

ــ الحرب الشرسة التى تشنها التيارات الدينية والتى تسيطرعلى الشارع السياسى مجتمعة على الفكر الليبرالى بالتهويل عليها تارة وبإختراقها تارة أخرى كما أسلفنا


ــ حصر التيارات الليبرالية لنفسها فى دائرة التنظير السياسى وهو ما أدى الى صراع بين كاريزمات تلك التيارات لتصدير نفسها كرموز سياسية حصرية وأقتصر تفاعلات تلك الكاريزمات على الظهور فى الميديا المختلفة خصماً من المتبقى من رصيدها الشعبوى الذى نفذ منذ زمن بعيد

وهكذا تم أغلاق أبواب الشارع السياسى فى وجه الليبرالية لتقف خارجا تنعق على أطلالها التاريخية بعد أن أطاح بها موج المد الدينى الذى حاولت أن تركبة بعيداً عن شاطئ المعترك السياسى ويتم تدجين تياراتها المختلفة وترويضها ونزع أظافرها بعد أن أنبطح أنصارها وقدموها وجبة شهيةعلى طبق من الفضة لكل ما هو دينى .

ولكن هل خرجت الليبرالية من الحياة السياسية الى حيث لا رجعة غير مأسوف عليها؟ وحتى نكون منصفين فالليبرالية المصرية لم تصل الى هذا المنعطف بعد وإن كانت فى طريقها الى ذلك إذا لم تتغير الأمور وأستقرت على ما هو علية ويبقى أمام كل التيارات المختلفة المنتمية الى الليبرالية الفرصة الأخيرة فى إعادة إنتاج مشروعها مستفيدة من أخطاء الماضى وصراعاتة بعيدا عن حوارات الصفوة وأحتكاكاً بالشارع مع اعادة صياغة مصطلحاتها التى أصبحت مصطلحات "مسجلة خطر" سياسياً وتطوير المشروع السياسى الخاص بها ليتناسب مع الواقع المجتمعى المصرى بكل أطيافة السياسية وليست الدينية .. فهل هناك من يعى ؟ لا أظن
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :