الإسكندرية ... إيهاب رشدي
قال الدكتور محمد عفيفي ، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب، جامعة القاهرة،أنه قد تأثر مثل الكثير من المصريين بمشهد القسيس والشيخ الذي جسده المخرج " حسن الإمام " في فيلم " بين القصرين " ، وأن هذا المشهد وغيره من المشاهد في ذلك الفيلم نستدعيها وكأنها مشاهد وثائقية لثورة 1919 ، وأوضح أستاذ التاريخ المعاصر والحاصل على الدكتوراه في تاريخ الأقباط ، أن القمص سرجيوس والشيخ مصطفى القاياتي وهما الشخصان الحقيقيان لذلك المشهد قد استخدما الكنيسة والمسجد للتظاهر لأن السلطات الانجليزية كانت قد منعت التظاهرات ، وأنه قد تم نفى الرجلين لمدة 4 أشهر بعد ذلك وهو الأمر الذي أشعل ثورة 1919 بالأكثر .
وتابع عفيفي في محاضرته التي ألقاها أمس عن " المواطنة وثورة 1919 " والتي نظمها مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية ، أن شرعية مصر في القانون الدولي تستند على هذه الثورة التي نحتفل بمرور 100 عام على مرورها ، وانه بعد تلك الثورة بسنوات تم إعلان المملكة المصرية ووضع قانون للجنسية المصرية ، وكانت من نتائجها أيضا وضع دستور 1923 والذي يعد من اعلي الدساتير في العالم – في ذلك الوقت – من حيث الحريات .
وأضاف أستاذ التاريخ المعاصر أن المواطنة في ثورة 1919 كانت أشمل من حصرها في المسلمين والأقباط ، حيث شارك فيها اليهود المصريين أيضا ، كما شاركت فيها المرأة التي خرجت لأول مرة لتواجه رصاص الإنجليز ، حتى أن المصريين لقبوا صفية زغلول بأم المصريين ، وقد شارك في الثورة كل فئات المصريين ، وقال عفيفي أن الجاليات الأجنبية في مصر قد تأثرت بتك الثورة حتى أن هناك كاتب يوناني " سركيس " ولد وعاش في مصر ، قد كتب رواية باليونانية عن ثورة 19 وتم ترجمتها للعربية والفرنسية بعد ذلك .
واختتم الدكتور محمد عفيفي محاضرته بالتأكيد على أن معركة مصر الأولى هى الحفاظ على المواطنة لأن كل من أراد أن يضرب مصر يبدأ بسعيه لضرب المواطنة