بقلم: جيهان خضير
أقولها من كل قلبي وبكل صدق لأخوتي وأخواتي المصريين المسيحيين، معارضة ما ينادي به من يدعون أنهم مسلمين والإسلام برىْ منهم، فالإسلام لم ولن يكون كما يصوّره هؤلاء.
أقولها حتى ولو وصفني هؤلاء بالكفر أو أقاموا على الحد؛ لأني إن قلتها فإني أنفّذ تعاليم الإسلام.
فأنا بكل فخر مصرية أحب كل المصريين مهما كانت ديانتهم، فأنا جزء منهم وهم جزء مني، فتاريخنا واحد وهمومنا واحدة و"مصر" وطننا.
لن نسمح لأحد أن يستغل عقولنا لتغيير عادات وتقاليد شعب عاش وتربى عليها منذ القدم.
إني أتعجب من أمر التيار الديني السلفي الذي ينادي بتفرقة الشعب المصري وشق صفه، مما يؤكِّد أن هؤلاء من يتخذون الدين شعارًا للضحك على عقول المصريين.. هم ينفذون أجندات خارجية تخص دول بعينها كلنا نعلمها تمامًا؛ من أجل أن يأمن حكام هذه الدول عدم خروج شعوبهم عليهم. فهم يروجون فكرًا فلسفته أن الخروج على الحاكم كفر.
فكيف لهذا التيار الذي يشجِّع على الكراهية بين أبناء الوطن الواحد يطمح من باقي التيارات أن تعتد به وتتعاون معه؟؟!
لماذا يقوم أنصار الفكر الوهابي ببث بذور الفتنة بين أبناء "مصر"؟؟
ماذا يريد أن يحصد من جراء ذلك؟؟.
إن أنصار هذا التيار قد سقطت شرعيتهم، فهم من المفترض أنهم ممثلون للشعب المصري فى البرلمان.. كل الشعب المصري وليس المسلمين فقط. فإذا كانت فلسفتهم زرع بذور الفتنة والتحريض على كره المسيحيين الذين هم جزء من الشعب المصري، فإن هذا المجلس محكوم عليه من قبل أن يبدأ بالعنصرية والتمييز الديني.
وعلى يد هؤلاء نجد "مصر" مقبلة على كارثة بكل المقاييس، فهم لا يريدون غيرهم كما كانت "مصر" في عهد النظام البائد حكرًا على الحزب الوطني دون غيره.
ففي ظل هؤلاء نجد أننا أمام حزب وطني جديد، ولكن بفلسفة مختلفة. فلسفة من كان غير مسلم فهو كافر من وجهة نظرهم!. وهذه الفلسفة أخطر بكثير مما كان يتبعه الحزب الوطني القديم.
فهم أوهموا الشعب المصري أنهم يحكمون بأمر من الله، فهم خلفاء الله في أرضه، محظور على العباد معارضتهم أو حتى مناقشتهم، فمن ليس منهم فهو ضدهم ويصفونه بالكفر.. هم للأسف من اختارهم الشعب.
فالشعب الذي جاء بهم الشعب الفقير- الشعب الأمي- الشعب الذي كان ضحية ستين عام من الظلم والاستعباد والفقر والأمية، وإلى متى سيكون الحال كسابقه؟؟ الله أعلم.
هم من استغلوا الأمية والفقر لشراء الأصوات.. هم من استغلوا شعار الدين للتأثير على إرادة الشعب.. هم من ينطبق عليهم المثل الذي يقول "أسد عليّ وفي الحروب نعامة".. نجدهم يتحدثون بكل دبلوماسية مع من كانوا في الماضي أعداء لهم )أمريكا- إسرائيل)، أما في "مصر" فهم أسود على الشعب!!.
أتوجه لكل المسلمين من أبناء "مصر" أن يقفوا ضد كل من يحرِّض على بث الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. فإن ما ينشره هؤلاء السلفيون ضد الإسلام.
إن الدولة كانت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم دولة مدنية، لم تكن تعرف التمييز الديني، بل كانت الدولة لكل الديانات، كانت دولة تحترم حرية العقيدة وحرية إقامة الشعائر الدينية لغير المسلمين.
فأين هؤلاء من رسول الإسلام؟؟