كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والباحث ثروت الخرباوي، القيادي السابق بالجماعة، سأتوقف قليلا لأحكي لكم قصة صغيرة عن فتى ـ أي فتى ـ أفلت من قبضة جماعة الإخوان أو غيرها من الجماعات الفاشية الإرهابية، لأن الذي يفلت من هذه الخريطة، وتلك البرمجة الذهنية ـ بعد أن انطبعت في عقله ـ إنما هم قلة نادرة.
وتابع الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، وهو يفلت لأن الله يلقي في قلبه وعقله طاقة نور تعيده للحياة مرة أخرى، فإذا به بعد أن أفاق ينظر إلى يديه وقدميه، ويتحسس جسده وكأنه قام من قبره، كأنه بُعث من جديد، أين كنت؟! هل هذا يعقل؟!
ثم يقوم ينفض عن نفسه غبار هذا القبر، ولكن بعض من يعود إلى الحياة ويستفيق يسير في حياته لا يلوي على شيء كأن أمرًا لم يكن.
مستطردًا، هذا لا يشعر به أحد ولا يعلم إنسانٌ عنه أنه كان في قبر من قبور الإخوان، ولعله يشترك في أوقات الرفاهية في الهجوم على الإخوان إذا ما هاجمهم الناس، أما البعض الآخر سيُحَمِّل نفسه مسئولية لم يفرضها أحدٌ عليه، سيأخذ على عاتقه مسئولية كشف ما يدور في "معبد الثعبان المقدس" وسيحاول استنقاذ من كانوا معه.
ولكنهم سيرجمونه وسيسخرون منه وسيتهمونه، سيقولون إنه كان مُندسًا ليحقق مآرب الجهات التي تحارب الإسلام، أو سيقولون: لقد كان فاسدًا واكتشفنا فساده، وسيقولون ويقولون ويقولون، أما بلده وناسه ومجتمعه فلن يصدقوه، سيقولون عنه لقد كان يبتغي منصبا أو مالا من جماعته فلما لم يحصل عليهما تركهم واتهمهم، وسيقول بعضهم إنه يغالي في اتهامهم ويتهمهم بما ليس فيهم.
مشددًا بقوله، إنهم فتية آمنوا بربهم ويتعرضون للاضطهاد ويجب أن نضمهم للمشروع الوطني المصري، وسيقولون ويقولون ويقولون، وبعد سنوات عندما يعرف الناس كلهم حقيقة تلك الجماعة الإرهابية، سيظل الإخوان يقولون عنه: إنه فاسد ومندس وعدوٌ للإسلام، وسيظل الناس الذين لا يعرفون شيئًا يتسائلون: لماذا لم يقل هذا من قبل؟! إنه منهم ولكنه يتخفى.
لا يوجد أحد يمكن أن يخرج من الإخوان، الذي خرج هو الذي مات، فالإخوانية داء لا يشفى منها أحد، وسيقول آخرون: ألم يكن يعلم أنهم أشرار؟ فلماذا ظل معهم إذن فترة من الزمن، نحن لا نصدقه! وفي الحقيقة كلهم لا يعرفون شيئًا!!