سحر الجعارة
عندما ظهر مصطلح «الأيادى المرتعشة»، فى اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار، قال الرئيس «عبدالفتاح السيسى»: (من يتردد فى توقيع ورقة لمستثمر سأوقعها بنفسى).. تخيل لو كانت يد «الجندى» الذى يحارب الإرهاب فى سيناء «مرتعشة» وتردد فى إطلاق الرصاص على أحد عناصر «داعش».. ببساطة كانت ستصل «داعش» إلى العاصمة ويدخل «جناب المواطن» فى كابوس لا يتخيله.. لأنه لم يعرف يومًا معنى «الحرب النفسية» ولا شارك فى «التعبئة المعنوية» لجنوده على الجبهة.. ولا سمع منا ألف مرة عن «آليات حروب الجيل الرابع» التى تحترف «الدعاية السوداء من شائعات وأكاذيب» وتسعى لهدم الأوطان من داخلها بـ«الريموت كنترول» فيكون الشعب هو وقود النيران التى تلتهم الوطن!.
كان الهدف المحدد للمقاول العميل هو: (هدم «الرمز» وإسقاط هيبة «الجيش»).. لم يتذكر أحد حصار «وزارة الدفاع» ومؤامرة «يسقط حكم العسكر» وادعاءات «كشوف العذرية».. ولا الثمن الذى قبضه من قادوا تلك المهمة المشينة من ثروات هائلة كانت ثمنًا «للخيانة»!. بل سقطوا جميعا فى فخ «الشبكة العنكبوتية»، وسلموا أدمغتهم لعملاء «قطر وتركيا»، ودخل الإعلام فى «صمت القبور» الذى أدانه الرئيس.. إلا قلة منا استخدمت نفس سلاح «التواصل الاجتماعى» لإيقاظ الجهلة والحاقدين.
كتبت على صفحة بالفيسبوك أذكر الناس بيوم سقوط بغداد (مارس 2003) وتحطيم جيشها، وتفتيتها إلى دويلات «عرقية وإثنية»: (سنة وشيعة وأكراد) وهو المخطط المعد لأوطاننا، ثم توريط الجيش السورى فى حرب مفتوحة، حتى لم يتبق فى العالم العربى إلا الجيش المصرى: (الثانى عشر على مستوى العالم)!.
لكن الشعب اعتاد أن يعرف الحقيقة من الرئيس نفسه، وليس بيننا من هو أعلم وأكثر صدقًا للوصول إلى الشعب الذى اختاره وأحبه ووثق فيه.. وكان لابد أن يتحدث الرئيس مهما حذروه من أن «القائد» لا يرد على «أفاك».
وسأبدأ من نهاية كلام القائد الأعلى للقوات المسلحة: (الجيش مؤسسة منضبطة وحساسة، جيش صلب وطنى شريف، وصلابته نابعة من شرفه، وتولى الإشراف على مشروعات بـ175 مليار جنيه، بينما تمت فى الدولة مشروعات بأكثر من 4 تريليونات جنيه).. كان الرئيس يتحدث، (فى مؤتمر الشباب الثامن)، وقلبه مع المواطن وعقله مع الجنود فى كل ميدان، ويحاول أن يقمع مشاعره بكبرياء وعزة لأنه لم يعتد (الخوض فى مسائل إنسانية)، ورغم أنه أكد أنه «ليس فوق المساءلة» إلا أنه لم يكن فى خانة الدفاع عن النفس!.
لقد استهدف المقاول «عميل الإخوان» قلب الرئيس، ومن حق «السيسى» أن يتألم، حتى على الملأ.. لكنه «محارب» خرج مدافعًا عن الأمن القومى وصدمتنا الحقيقية بقوله: (لم يكن ممكنا أبدًا أن تبنى سدودًا على نهر النيل إلا فى 2011، أنا أقول كلامًا فى منتهى الخطورة، واللى أخطر منه إنكم تكرروه تانى).. هذا بخلاف ضياع دخل السياحة وإغلاق المصانع وحصار مصر اقتصاديا... إلخ.
فهل وصلكم التحذير من خطورة التحريض على مصر وجيشها ورئيسها؟.. هل أدركتم أبعاد المؤامرة على جيش ليس فيه فرد «مرتزقة» ولا له «جندى» خارج حدوده؟.
لقد قرر المعزول «مرسى» بيع جزء من «سيناء» كوطن بديل للفلسطينيين فسقط.. لكن هذا كله ليس بديلاً عن «الهرى والألش».. فالشعب يسأل: ولماذا نبنى قصورًا رئاسية؟، وقناة «الجزيرة» العميلة تضع صورًا لقصر «أردوغان» وتروّج أنه قصر لرئيس مصر.. تريدونها دولة عصرية إذن: (بعمل قصور رئاسية وهعمل، هو أنا بعمل القصور الرئاسية دى ليا؟ مفيش حاجة باسمى، دا باسم مصر، أنا بعمل دولة جديدة).. هذا ما قاله «السيسى» الذى تم تنصيبه رئيسًا فى قصر «عابدين» التاريخى.. لكن هذا لم يمنع من بناء المستشفيات والمدارس ومساكن لنقل سكان العشوائيات.. فجسر «التنمية المستدامة» واحد.
لن أردد مقولة الرئيس: (ابنكم شريف وأمين ومخلص)، فهذا الشعب نزل بالملايين إلى الشوارع يطالب «السيسى» بالترشح لانتخابات الرئاسة.. فقط احذروا فالمقاول يريدها «ثورة الهاربين».. والمؤامرة لاتزال مستمرة.
نقلا عن المصرى اليوم