رسالة إلى عزيزي "محمد النجار"
بقلم: مينا ملاك عازر
أشعر دائمًا بالسعادة الغامرة حينما أجد تعليقات على مقالي، سواء كانت تتفق أو تختلف معي وتتمنى لي من ربنا الشفاء كما فعلت الأخت "دينا أحمد"، وكما فعل الأخ العزيز "محمد النجار"، الذي اختلف معي في رؤيتي لبعض الإسلاميين على أنهم إرهابيون ومتطرفون. واسمح لي عزيزي "النجار" أن أرد عليك متمنيًا أن يتقبل الله دعوتك وأن نتفق في النهاية على دعوة واحدة ندعوها لله.
بدايةً علينا أن نتفق أن الإرهاب والتطرف أمران مرفوضان، وأنهما يبدءان من الفكر إلى أن يجد الفكر فرصة على أرض الواقع لينفّذ. وحضرتك تعرف جيدًا أن معظم الهجمات الإرهابية التي حدثت في العالم كله- وأقول هنا
معظمها- نفذها متطرفون إرهابيون، يتخذون من الإسلام ستارًا، وأسموا أنفسهم "الإسلاميون"، وأظن إلى هنا لا يوجد بيننا اختلاف، وإلا ستكون غير منصف.. هل نسيت ما فعلوه بالعالم كله من هجمات بـ"الفلبين" و"أندونيسيا"
و"أوروبا" و"أمريكا" و"مصر" و"الجزائر"، والأخيرة تخطوا مسألة التفجيرات إلى مرحلة المذابح، وأخيرًا "العراق"؟؟ هل كل ما جرى غلى أرضه كان إرهابًا للناس أم تسلية لهم؟ أجبني إن سمحت. كل الدم الذي أُريق كان لتلوين الأرض باللون الأحمر في شم النسيم؟!! أعرف أنك ستقول إن هناك حروب كثيرة قامت، لكنني أرى أن الحروب مع اتفاقي معك في أنها إرهاب، لكنه إرهاب من نوع آخر، فالحروب تقوم لضرب جيوش، وتقاتل بين جيوش مخصصة لهذا العمل التقاتلي، أما الإرهاب الدموي الذي أقصده يحدث ضد مدنيين عزل لا بهم ولا عليهم.
وبالتحديد في "مصر"، تعال ننظر للعام المنصرم. كم من تفجيرات حدثت فيه؟ وكم من كنائس تهدَّمت؟ كم من محاولة لتفجير خط الغاز بـ"العريش"؟ ألا ترى في هذا إرهابًا؟ وقبل هذا العام تفجيرات "طابا" و"شرم الشيخ" و"التحرير"، ومذبحة "الأقصر" بـ"الدير البحري"، ومحاولة اغتيال "عاطف صدقي"، ووزير الداخلية "حسن الألفي"، ومهاجمة محال الصاغة للأقباط وقتلهم وسرق ما بها من ذهب.. لا تقل لي إن النظام السابق هو الذي كان يفعل هذا، فهو أمر غير مقبول؛ ففي كل مرة من تلك المرات كان يعلن المسئول عن مسئوليته عنها، ولم يكذب كما فعل البعض حينما لُفِق لهم حادث تفجير كنيسة القديسين.
عزيزي "النجار"، أحبك وأحترمك، وأشكرك على دعوتك، وأدعو لك أن تتذكر أن الإخوان المسلمين أنفسهم لهم ذراع عسكري مثلهم مثل الجماعة الإسلامية، ويتمثل في "حماس" التي أعرف أنك ستقول لي إنها تكافح المحتل الغاشم لتحرِّر أرضها، لكن تحرير الأرض لا يأت بقتل المدنيين وإطلاق الصواريخ عليهم وتفجيرهم، وإنما بمقاتلة الجيش وجهًا لوجه. ما فعلوه بـ"شاليط" هنا يكون العمل عمل عسكري محمود، كالذي كان يقوم به الفدائيون في "الإسماعيلية" ضد المحتل الإنجليزي. أعرف أنك ستقول لي إن الشعب الإسرائيلي كله جيشهم، لكن مقتلهم في غير ساحة الاقتتال يجعلهم مدنيين مرهوبين. يا عزيزي، مع كامل تقديري لدماء الفلسطينيين العزل الذين تتركهم حماس بلا حمايةـ كتلك التي توفرها لزعمائها ورجالها المقاتلين- أمام غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتتاجر بدمائهم وتظهر الصهاينة كيف هم دمويين.
أخيرًا عزيزي "النجار"، أراك تنسى أن الإخوان في "مصر" أنفسهم استخدموا السلاح غير مرة؛ واحدة في مقتل "النقراشي"، والثانية في مقتل المستشار "الخازندار"، وأخرى في محاولة اغتيال "عبد الناصر" بـ"المنشية"، والتي لا أعرف مدى صحتها. هل ترى أنني منصف؟ فلم ألصق بهم تهمة أشك في نسبها لهم، وأنها كانت مدبرة لإيجاد تكأة لوضعهم بالسجون. عزيزي المحترم، أتمنى تكون المشكلة بيننا فقط في عدم قراءتكم للتاريخ أو حبكم الحب الأعمى لهم، فأتمنى أن تقرأوا ويفتح الله عيونكم وعيون قلوبكم وأذهانكم لتروا الحقيقة كاملة.
المختصر المفيد، آفة حارتنا النسيان.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :