وفق صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أثبتت الدراسة أن البشر يستطيعون تحمل المزيد من الألم فى حال وجود شريك حنون وعاطفى بجانبهم، مقارنة بمواجهة الضغوطات فرادى.

ووفق قواعد الدراسة التى حددها الباحثون لإجراء هذه التجارب على نماذج مختلفة من المشاركين، لم يُسمح لشركاء المتطوعين بالإمساك بأيديهم أو التحدث إليهم أثناء التجارب، إنما سُمح لهم بالتواصل البصرى فقط.

ووجد العلماء فى النمسا أن تأثير الدعم الاجتماعى العاطفى للشريك، الذى يحدث دون اتصال لفظى أو جسدى، يقلل من الشعور بالألم ويعزز قدرة الشخص على مواجهة الضغوط، وأشاروا إلى أن «القوة الإضافية» التى يكتسبها الشريك من تعاطف شريكه معه، قد تنتج بسبب الوجود المادى للشريك فقط، وفى أحيان أخرى دون حتى إبداء ردود فعل تعاطفية مباشرة مثل الكلام أو التلامس.

ونقلت الصحيفة عن الباحث الرئيسى فى الدراسة، البروفيسور ستيفان دوشيك قوله: «إن التجارب أثبتت أن التحدث واللمس بين المتحابين بشكل متكرر يقللان من نسبة الشعور بالألم».

وأضاف: «الأبحاث أظهرت أنه حتى فى حال الوجود السلبى للشريك الرومانسى، أى وجود الشخص دون تفاعل لفظى أو جسدى، يمكن أيضًا أن يحد من الشعور بالألم، حتى لو كان الشريك الآخر يتصرف بشكل سلبى، لافتًا إلى أنه فى حال التعاطف معهم، فإن ذلك قد يخفف أكثر من حالة الضيق أثناء التعرض لأنواع الألم المختلفة».

وذكرت الصحيفة، أن الدراسة تضمنت عدة اختبارات لتقييم درجات الشعور بالألم، مثل أن يطلب من الشريك، الذى يخضع للفحص وضع إصبعه فى جهاز ضغط إلكترونى، ثم يتولى الباحثون زيادة الضغط على الإصبع، بحيث يصل إلى ٣ كجم بحد أقصى، بشكل تدريجى من ١ إلى ١٠، وببطء، مع السماح للمشاركين بإعطاء إشارة للتوقف عند الشعور بالألم الشديد.

وأوضحت الصحيفة أنه جرى تكرار هذه التجربة مع المشاركين ثلاث مرات، مع تغيير الظروف المحيطة، بحيث جلسوا بمفردهم فى مرة، ثم سمح لشركائهم بالجلوس معهم فى الغرفة نفسها على بعد متر واحد فقط، وأخيرًا جرى فصل الشركاء مع السماح لهم بالتواصل البصرى عبر وسيط إلكترونى دون أن يتحدث أحدهما إلى الآخر.

وأظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين كانت لديهم قدرة أكبر على تحمل الألم عندما كان شركاؤهم بجوراهم فى غرفة الاختبار، وهو ما أظهرته أرقامهم المسجلة على مقياس الألم. وذكرت الصحيفة أن فريق البحث العلمى أراد تقييم مدى القدرة على تحمل الألم الذى تم بفضل تعاطف الشركاء، عندما يرى الشخص شريكه متعاطفًا معه، فطلبوا من الأزواج ملء استبيان من ١٦ سؤالًا لتقييم مدى التعاطف الذى حظى به كل فرد وتأثيره على نتائج تحمله للألم.

وكشفت النتائج عن أن المشاركين الذين كان لديهم شركاء متعاطفون معهم خلال التجارب، زادت قدرتهم على تحمل الألم مقارنة بأولئك الذين لم يحظوا بالتعاطف. وبهدف توضيح الاختلافات فى نتائج التجارب، حددت منهجية الدراسة عدة عوامل، قد تؤثر على درجة الشعور بالألم بين الأشخاص، مثل إدراك نوايا الشريك الآخر، إضافة إلى ذلك خلصت الدراسة إلى أن تفاوت نسب القدرة على تحمل الألم بين شخص وآخر يرتبط بعمق العلاقة بين الشركاء أو الأزواج، إلى جانب الاختلافات الفردية فى العلاقة مع الآخرين والأنماط النفسية الخاصة بمواجهة الضغوط.

وبالنسبة للنساء، أوضحت نتائج الدراسة أن تأثير التفاعل اللفظى مع الزوج يعتمد بشكل أكبر على حالة القلق والتوتر القائمة بين الزوجين، إذ جرى تسجيل درجة شعور أكبر بالألم عندما كان كلا الشريكين يعانيان من بعض القلق والتوترات فى علاقتهما.

وأشارت «ديلى ميل» فى ختام عرضها للدراسة، إلى مجموعة من الدراسات السابقة التى وجدت أيضًا أن التعاطف الصوتى بين الشركاء والأزواج يعزز العلاقة الثنائية بينهما، وبالتالى يقلل من المخاوف المتوقعة. وقال الباحثون إن التجربة اليومية مع شريك أو زوج شديد الرومانسية قد تؤدى إلى الحصول على دعمه العاطفى فى المواقف الصعبة؛ وعلى هذا النحو، فإن وجود الشريك الرومانسى وحده قد يكون أمرًا كافيًا للتقليل من الشعور الزائد بالضيق أو الألم.