مع دقات ساعات الصباح الأولى وبينما يعبر عدد من الأهالي شريط السكك الحديدية عند منطقة المعمورة شرقي الإسكندرية عبر إحدى الفتحات غير الشرعية كانت المفاجأة جثة لأحد الأشخاص شطرها أحد القطارات المسرعة إلى نصفين.
ما سبق مشهد يتكرر بشكل شبه يومي على طول شريط السكك الحديدية، وقام الأهالي بإبلاغ الأمن حيث حضرت قوة من قسم شرطة ثان المنتزه وتم إيداع الجثة بمشرحة كوم الدكة تمهيدا لتسلميها لأهليته باعتبارها حادثة قدرية.
الطب الشرعي يكشف مفاجأة
وبينما تهم أسرة المتوفي المتجمعة أمام المشرحة في انتظار تسلم جثمان ابنها المتوفى، كانت المفاجأة في تقرير الطب الشرعي والذي كشف عن أن الوفاة ليست ناتجة عن حادث القطار، والذي لم يفعل سوى شطرة إلى نصفين وهو ميت بالأساس.
وكشف التقرير عن أن المتهم تعرض لعملية تعذيب وتعدي من آخرين قاموا بقتله بواسطة آلة حادة قبل إلقائه على شريط القطار لإخفاء معالم جريمتهم.
فريق بحثي لكشف غموض الجريمة
تم تشكيل فريق بحث جنائي بمشاركة قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية عقب ورود معلومات بوجود شبهة جنائية فى وفاة المذكور.
أسفرت جهود الفريق عن أن وراء ارتكاب الواقعة مسجل خطر و5 أشخاص عمال جمع قمامة، تم استهدافهم وضبطهم.
قتلناه لهذا السبب
وخلال تحقيقات النيابة اعترف المتهمون بارتكابهم الواقعة، نظرًا لوجود خلاف بينهم وبين المجنى عليه.
وبتاريخ الواقعة وحال تواجدهم صحبته بشقة كائنة بدائرة قسم شرطة ثالث المنتزة، حدثت بينهم مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة تعدى على إثرها المتوفى على أحد المتهمين بالضرب بسلاح أبيض كان بحوزته، فقام المتهم باستخلاصه منه وتعدى عليه محدثًا إصابته بجرح طعنى بمنتصف الرقبة بمساعدة باقى المتهمين.
وعقب ذلك قاموا بلف الجثة بقطعة قماش، ووضعها بداخل كيس بلاستيكى، وإلقائها على قضبان السكة الحديد بمحل العثور للإيهام بحدوث وفاته نتيجة حادث قطار، وأضافوا بتخلصهم من الأداة المستخدمة، وقطعة القماش والكيس البلاستيك.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة المختصة لمباشرة التحقيق والتي أصدرت قرارها بحبس المتهمين.