الأقباط متحدون | مذود وشهيد (إلى أوطاننا النازفة)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:١٧ | الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ | ٢٥كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مذود وشهيد (إلى أوطاننا النازفة)

الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجدة سيدهم
"وأنت يا مدينة الانتهاك العظمى منك يخرج ثائر يصنع للشعب حياة أفضل"


ديسمبر مفعم بالوجوم والترقب، والصقيع بالخارج حاد المواجهة، هذا الموسم جف حلقه لكنه يراوغ المخيلة الشرسة بكثير من الاحتياج والكيان المـُلـّح، تلم المدينة أطراف ليلها الغامض، وصوب المرتفع الصاعد تنزح بتألق الرداء المستحيل، هناك داخل الرؤيا الأولى تنتشر أغنيات "أنا الإنسان"، تتشابك الحنائن اللطيفة ويمتد جسر صلب في قوة سحق العتمة- يحك كفي الحلم فيشعل جمر الروح كي يزداد الصفير نصوعًا واشتعالًا، يحث قدميها المتصلبتين لفعل الاستقامة والركض من جديد، شجرة هذا المساء تنتصب.. ترتفع على غير العادة- لونها أخضر كلون المياه الكثيرة، وأجراسها تصفق بنداءات التهليل "هنا يعبر شهيد"..

"بيت لحم" المدينة الضاجة بالقسوة والكبرياء تترنح سكرى لفرط النهب والكذب والانحناء لطغيان "بيلاطس" الشره لدم الحقول، وولع "هيرودس" باللذة القذرة، بينما في الطرف القصي من الكرامة ينكفئ مذود مرفوض، كريه، مختنق بالخرس الذهبي، لا ثقة به فصار ضريحًا لحيوانات مقهورة بالحقارة والاغتراب.. في كل الأيام الرطبة تلوك قيئها كي تتغاضى عن صوتها ورفضها. هلم في هذا الجليد الملتهب نصنع من العوسج والأعشاب المرة نجمًا حيًا.. يسطع في بهو المدينة العاهرة.. يحرق مآذن البصق وسر الاعتراف المسبق لفعل قد لا يأتي.. هلم نحمل من الضوء الفارع نصلًا بارع الحصد القويم. المجد للغضب الناطق بتسابيح الصرخة وسحق ذاك المذود المكلَّل بالازدراء يـُسقط ملوكًا وكهنة، ويتعقب أثار قبح تتلوى بالقذر ومعاودة التحايل من جديد. يا رؤساء المدينة المنتهكة، ما عاد يفلح المضي إلى الوراء، وقد غادر النعاس وسائد الرطوبة اللزجة. لذا، أحضرنا الآن مشهيات البناء الملونة من أحلام العشق ونزيف الوطن وطهارة الغناء. المذود الحقير صار مهدًا للخلاص. وكؤوس الدماء المنسكبة على أرصفة الغبار صارت مهدًا للحياة الأشرف. اتركوا مدينتنا لرحيل يلائم الخيانة. هكذا أتقنت الطيور الداجنة الصهيل المبارك كي تصنع الاحتفال المغاير بما يليق بأجنحتها الممتدة عاليًا، لذا ترقبوا اخترع جـُل البناء..

هذا الديسمبر المتحفز للارتباك لن يخلو من العناق والثورة والنبيذ.. المجد لفتيان مدينة الشمس، قربان الحضارة، والجمال، والحرية..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :