الأقباط متحدون | رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: الاحتفال بالميلاد فى كنف الوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٥٠ | الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ | ٢٥كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: الاحتفال بالميلاد فى كنف الوطن

اليوم السابع | الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٩: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 لقد حرص الإخوة الأقباط على أن يستقبلوا العام الجديد بمشاركة إخوانهم المسلمين الفرحة على أضواء الشموع فى مشهد رائع وجميل بميدان التحرير وقد كان ذلك تأكيدًا منهم بأنهم من صميم الجسم المصرى المتماسك بوحدة جنسه وقوة صفاته منذ القدم.

وقد اكتملت روعة هذا المشهد حين بدأ موكب الإخوة الأقباط المهيب فى التحرك من أمام الكنيسة قبل أن ينتصف ليل السبت الماضى لتزدان الطريق الطويلة المؤدية إلى ميدان التحرير بالركب الممّيز ببزة العيد ومن بينه حملة الشموع الذين كان ينبعث من بين أيديهم أضواء خافتة لتمتد فوق رؤوس الركب بقليل فتنجاب لها عتمة الليل شيئًا فشيئًا لتكشف هذه الأضواء الضئيلة للناظرين عن وجوه نضرة جميلة قد علتها ابتسامة العيد الحزينة فتبدو فى ليلها السامر وكأنها أسراب الطيور وقد غدت مع غبش الفجر فى جو السماء تملئ الدنيا ابتهاجاً وأملا بالعام الجديد.

من غير شك أن المحتفلين قد احتشدوا فى الميدان وهم يتشحون برداء الأمل القوى وبنظرة يملؤها اليقين والإيمان الخالصين وبوجوه متفائلة وباسمة للحياة وللمستقبل وبإرادة صلبة لا تعرف الذّل ولا الانكسار وذلك بعد أن ارتفعوا بمشاعرهم الصادقة فوق الآلام والأحزان فطوت عقولهم صفحة العام المنصرم المليئة بالمآسى والنكبات واستقبلت قلوبهم المفطورة بالتعاسة واليتم والثكل العام الجديد بشى من السعادة والبهجة والحبور. وقضوا ليلهم فى تأبين الشهداء وفى إنشاد الترانيم الدينية والأهازيج والشعارات الثورية والوطنية بأصوات عذبة وكأنها تعزف لحن الحب والوئام والوفاء على قيثارة الوطن.

فليس غريبًا أن يجتمع المسلمون والمسيحيون تحت لواء واحد حتى يشعر الناس أنه لا فرق بين مسلم و مسيحى فكلاهما نسيج مصرى أصيل لذلك ترى أن الطرفين قد أقبلا على محفلهما ذاك وهم مجمعين على تصور واحد وهو أن حرية اعتناق الدين مكفولة للأفراد طالما كان ذلك بعيدًا عن الغواية بالمنكر وعن نسّج الخطايا وعن إقرار الإثم والفجور والصرف عن المعروف خاصة وقد بين الله تعالى للناس الرشد من الغّى كما بّين لهم أيضا الحلال من الحرام وقد تبدى هذا التصور الرائع فى الدعاء والنجوى بين المحتفلين فكثيرا ما رددوا كلمة المسلم والمسيحى يد واحدة وعبارة يا شيخ قل لأبونا مهما صنعوا فلم يفّرقونا وقد أجمعت آراءهم على أن الدّم المصرى وحرمة النساء خط أحمر.

كل ذلك وأكثر من ذلك أقره المسلمون والمسيحيون جميعا وهم يستقبلون عامهم الجديد أحرارًا لا يخشون تجبر طاغية أو بطشه خاصة وقد شهد لهم العالم كله ببسالتهم وجسارتهم يوم أن أسقطت ثورتهم المجيدة آلهة الشر حين أمست مستعلية فجعلت من منتفعى السلطة وجباة الأموال والعقارات عبادًا ظلوا لها عاكفين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :