الأقباط متحدون | هل مجيء المسيح اعطى حرية ورحمة للانسان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الخميس ٥ يناير ٢٠١٢ | ٢٦كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل مجيء المسيح اعطى حرية ورحمة للانسان

الخميس ٥ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم : الدكتور القس بطرس فلتاؤوس عبد الشهيد

ان الله اعطى الانسان الحرية ان يقبل او يرفض فهو سبحانه من قال لادم " لك ان تأكل من جميع شجر الجنة كما تشاء , هذه الشجرة التي قي وسط الجنة لا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت

ماذا يعني هذا الكلام ؟

1- يعني ان الله اعطى ادم ونسله من بعده الحرية في اتخاذ القرار في ان يطيع او لا

2- أيضا حمل الله ادم ونسله من بعده مسئولية مخالفة وصية الله فمن أطاعه نال خيرا ومن لم يطعه سيتحمل الجزاء

3- الجزاء هنا غير فوري لأننا رأينا انه عندما اُغوي ادم ومد يده إلى الشجرة المحرمة فالله لم يقطع يده ولم يقلع عينيه او يبتر رجله ليبعد عنها بل تركه يتخذ قراره بحريته ويتحمل مسئولية العقاب الكبرى يوم الحساب ( الدين ) – فنحن اليوم كبشر عكسنا أسلوب الله في التعامل مع الذين يخطئون ويتعدون شرع الله . وأقمنا بذلك محاكم تفتيش قسرية تسحق المخالفين سحقا بلا هوادة ونسينا ان الله اقام يوما فيه سيدين من خرج عن رأيه او خالف شرائعه .

ولان الله هو العادل المطلق الأوحد لم يمنح احد من البشر ان يكون وكيلا عنه ليقتص ممن تعدى أمر الله وعصاه ان هذا الكلام لا يبرر العصاة على الله فجزائهم لو استمروا مخذول لهم في يوم الحساب ( الدين ) هذا هو مبدأ مسيحي في التعامل مع من يعصى الله الذين يسميهم الإنجيل بالخطاة فالناس في نظر الله صنفان خطاة وأبرار ولأجل الخطاة جاء المسيح لم يأتي في مجيئه ( ميلاده ) لأجل الأبرار بل جاء لأجل الخطاة
فقد عاش معهم وبينهم وتحمل اذائهم واحبهم ولاطفهم وحاورهم وناقشهم وأوصانا نحن أتباعه ان نحبهم ونكرمهم ونكون لهم المثال الصالح لجذبهم وعودتهم لطريق
الحق من جديد وهذا احد الأفكار المسيحية تجاه حرية الإنسان

وأيضا المسيح أعطى رحمة للإنسان بما لا يتخيله عقل فعندما جاء إلى المسيح رجل أعمى من أريحا وطلب منه أن يرحمه ولسنا ندري ماذا كان يعتقد عندما صرخ الأعمى وقال " يا ابن داود ارحمني " مما لا شك فيه ان الرحمة التي طلبها من المسيح كانت أفاقها أضيق بكثير من الرحمة التي منحه المسيح إياها العل رحمته اقتصرت على بعض الماديات ولعلها لم تتخطى نور البصر لكن الرحمة التي منحه المسيح إياها قد تخطت قبل الماديات إلى الروحيات وتخطت نور البصر حتى بلغت إنارة البصيرة وتعدت الاحسان المنظور الى الغفران غير المنظور فكل ما كان يطمع فيه ذلك الأعمى هو ان يُعطي البصر ليرى العالم الذي حوله والبشر الذين يحيطون به لكن المسيح اعطى له بصيرة روحية لكي يرى المسيح نفسه بجماله الذي هو ابرع جمالا من كل بني البشر وما ارحم قلب المسيح وما اكرمه لذلك ان المسيح في لوقا ( 6 : 36 ) اوصانا ان نكون رحماء فقال " كونوا رحماء كما ا ن اباكم أيضا رحيم " وايضا في نفس الاصحاح في عدد 45 " الانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه "

اما الحرية والرحمة تجسدت في مجيء المسيح للإنسان في أبهى صورها فعندما نتذكر مجيئه بميلاده لا ننسى الحرية والرحمة التي وهبها للإنسان
اننا نصلي ان يهبنا جميعا الفهم الكامل لإتمام مشيئته في حياتنا وأيضا نصلي ان الرب يعطي حكمة وفطنة للقائمين على حكم هذه البلاد لكي يصلوا ببلادنا العزيزة مصر إلى بر الأمان في هذه الظروف العصيبة
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :