بعد سنين من الاتجار باسم علاجات السمنة وفقدان الوزن، بدأت أمس محاكمة في فرنسا ضد شركة «سرفييه»، التي تعتبر واحدة من أقوى المختبرات المملوكة للقطاع الخاص في البلاد، والتي روجت لدواء يستخدم في إنقاص الوزن، لكنه في الحقيقة حبوب لمنع الحمل.

 
تعتبر المنتجات والأعشاب والأدوية، التي تساعد على فقدان الوزن "سلاحا ذو حدين"، فغالبًا ما يتم وصف الأدوية التي تساعد على إنقاص الوزن على أنها "علاجات معجزة" لكن في الحقيقة أنها تتراوح بين غير فعالة وخطيرة. ومع ذلك، هناك حالة جديدة ترفع الغطاء عن أدوية وصفها الأطباء في فرنسا طوال سنين للسمنة، لكن ثبت أنها ربما تسببت في سنوات من معاناة لا توصف لأعداد ضخمة من المواطنين.
 
تم إعطاء ما يصل إلى 5 ملايين شخص هذا الدواء بين عامي 1976 و 2009، على الرغم من الاشتباه في أنه تسبب في فشل القلب والرئة، وفي عام 2010 وفقًا لموقع ريفينري، كان عدد الوفيات الناتجة عنه 500 حالة وفاة رصدها المجلس الفرنسي المنظم للمخدرات.
 
ومن الأضرار التي تسبب فيها المنتج، مشاكل في صمام القلب بعد التعرض للمكون النشط Mediator، مما نتج عنه وقوع 2000 حالة وفاة وفقًا لصحيفة الجارديان، بينما يعيش الآلاف غيرهم في ظروف صحية غير متوقعة أو معروفة، وغالبًا ما تؤدي إلى الوهن، كـ "عدم القدرة على صعود الدرج" بالإضافة إلى "مشاكل القلب والأوعية الدموية الدائمة التي تحد من عيشهم لحياتهم اليومية".
 
في الوقت نفسه أصرت الشركة على نفي كل الاتهامات الموجهة إليها وتأكيدها على الالتزام باستجواب المحكمة، جدير بالذكر أن الدواء هو أحد مشتقات الأمفيتامين والتي تم تسويقها في الأصل لمرضى السكري الذين يعانون من زيادة الوزن لمساعدتهم على إنقاص الوزن.
 
ومما يدعو إلى القلق فقد تم وصفه للنساء الأصحاء كقامع للشهية إذا ما أردن خسارة بضعة أرطال"، لكن في الواقع يتعرض مستخدمه إلى مضاعفات عديدة في جسده قد لا يظهر أثرها إلا بعد مرور وقت طويل.