سليمان شفيق
ترامب: الديمقراطيون يشنون "حملة مطاردة نتنة"
بدأ الديمقراطيون في الولايات المتحدة اجراءات ترمي إلى عزل الرئيس دونالد ترامب؟ فهل يمكن عزله فعلا؟ وأي تداعيات سياسية لهذه الخطوة؟
حيث أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي،أمس الثلاثاء فتح تحقيق رسمي يهدف لعزل الرئيس دونالد ترامب المشتبه بانتهاكه الدستور في قضية تعني خصمه الديمقراطي جو بايدن. ولكن إذا كان مجلس النواب هو الذي يوجه الاتهام للرئيس بهدف عزله فإن مجلس الشيوخ هو الذي "يحاكمه"، ولا بد لأي تصويت على عزل الرئيس أن يحصل على أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ كي يتم بالفعل عزل الرئيس وهو أمر لم يسبق حصوله في تاريخ الولايات المتحدة، ترامب المشتبه بانتهاكه الدستور عبر السعي للحصول على مساعدة دولة أجنبية (هي أوكرانيا) لإلحاق الضرر بخصمه الديمقراطي جو بايدن.
ووفق وا قالت (فرنسا 24) اعتبرت بيلوسي أن "تصرفات رئاسة ترامب كشفت عن الحقائق المشينة لخيانة الرئيس لقسمه وخيانته لأمننا القومي وخيانته لنزاهة انتخاباتنا". وأعلنت "أن مجلس النواب يفتح تحقيقا رسميا لعزل الرئيس".
وطلبت بيلوسي من اللجان النيابية الست التي تجري أصلا تحقيقات بشأن الرئيس الجمهوري أن تضع نفسها في إطار هذا الإجراء. ويعني هذا الأمر أنه في حال جمعت هذه اللجان أدلة كافية، فسيكون بإمكانها توجيه لائحة اتهام إلى الرئيس، يشار إلى طرحها في جلسة عامة لكي يصوت عليها مجلس النواب مجتمعا.
الإجراءات الدستورية للعزل :
وبما أن الديمقراطيين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب، فإن توجيه اتهام إلى ترامب بهدف عزله هو خطر يحدق بقوة بالرئيس الجمهوري.
ولا بد لأي تصويت على عزل الرئيس أن يحصل على أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ كي يتم بالفعل عزل الرئيس، وهو أمر لم يسبق حصوله في تاريخ الولايات المتحدة. فإذا كان مجلس النواب هو الذي يوجه الاتهام للرئيس بهدف عزله فإن مجلس الشيوخ هو الذي يحاكمه
ونظرا إلى أن الديمقراطيين ليسوا سوى أقلية في مجلس الشيوخ فإن احتمال تصويت أغلبية الثلثين غير ممكنة.
ومن نيويورك حيث حضر أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف ترامب الإجراءات التي أطلقها خصومه الديمقراطيون بأنها "حملة مطاردة نتنة".
وقال في تغريدة على تويتر: "يوم بمثل هذه الأهمية في الأمم المتحدة، كثير من العمل وكثير من النجاح، لكن الديمقراطيين قرروا إفساد كل شيء حملة مطاردة نتنة. أمر سيئ جدا لبلدنا". وفي تغريدة أخرى كتب ترامب بالخط العريض "تحرش بالرئاسة."!!
وتكتب (سي ان ان ) :" من الواضح أننا سمعنا كلمة "عزل" كثيراً خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كثيرا و لكن ترامب لا يزال رئيسا!ً
يطالب الديمقراطيون مجلس النواب بفتح تحقيق عزل بحق الرئيس ترامب، مستندين إلى ما يعتبرونه جرائم متعددة مثل عرقلة العدالة وانتهاك بند المكافآت في الدستور لصالح أعماله
إلا أن الأمر غير سهل، وهناك طريق طويل لعزل رئيس الولايات المتحدة بنجاح. الفقرة الثانية من المادة الأولى من الدستور الأمريكي تنص على أن مجلس النواب "يختار رئيسه والمسؤولين الآخرين، وتكون لهذا المجلس وحده سلطة اتهام المسؤولين". لذا فإن العزل يجب أن يبدأ من مجلس النواب.
ويجب على المجلس أن يخوّل إحدى لجانه، وعادة ما تكون اللجنة القضائية، للتحقيق في الشخص المعني. وفي حال حددت اللجنة وجود أمر ما، فإن بإمكانها إعادة مواد العزل للمجلس ككل، ليقوم بالتصويت بأغلبية بسيطة. وبما أن الديمقراطيين يسيطرون على مجلس النواب الآن، فإن بإمكانهم بسهولة تحقيق ذلك ضمن هذا الحزب غداً على سبيل المثال، لكن هذه الخطوة الأولى فقط.
فالفقرة الثالثة من المادة الثانية للدستور ترسل القضية برمتها إلى مجلس الشيوخ، إذ ينص الدستور على أن "لمجلس الشيوخ وحده سلطة إجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين. وعندما ينعقد مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار. وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس القضاة الجلسات: ولا يجوز إدانة أي شخص بدون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين".
ويتضمن الجزء الخاص بمجلس الشيوخ في عملية العزل محاكمة يكون فيها النواب مدّعون عامّون بينما يكون مجلس الشيوخ أعضاء بهيئة المحلفين. ويجب أن يصوّت ثلثيهم بالإدانة، وبالقيام ببعض الحسابات فيجب أن يكون عددهم 67 سناتوراً على أقل تقدير، وبالتقسيم الحالي للحزب، فهذا يعني أن على 20 سناتوراً جمهورياً أن يصوت لإدانة ترامب، على افتراض بأن كل الديمقراطيين سيصوتون لصالح ذلك أيضا.
وهكذا كما يبدوا ان دعاوي الديمقراطيين لاتعني سوي محاولة التاثير علي الناخب الامريكي في المعركة الانتخابية الرئاسية القادمة .