كتب – روماني صبري
تعد "ليليان هنت تراشر"، واحدة من ابرز النساء اللاتي عملن في المجال الخدمي الإنساني ، حيث أسست أول ملجأ للأيتام في مصر سنة 1911 .. وكانت تراشر مبشرة مسيحية بروتستانتية من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي السطور المقبلة نرصد ابرز المحطات في حياتها .
البداية
ولدت "تراشر" في جاكسون فيل بولاية فلوريدا بأمريكا ، يوم 27 سبتمبر عام 1887، وعرفت حب الله مبكرا ، حيث عاشت وسط عائلة متدينة غرست حب الله والخدمة ورعاية الأيتام فيها منذ نعومة أظفارها .
ملجأ ميس بيري
في هذا الملجأ تدربت تراشر على رعاية الأيتام، وبعدها التحقت بمعهد الهناء للتدريب، وعملت هناك في مجال الخياطة والطبخ والاهتمام بالأطفال حديثي الولادة ، وكيف تخدم عدد كبير من الأيتام في وقت واحد .
الذهاب إلى مصر
وفي 26 أكتوبر سنة 1910 وصلت تراشر إلى مصر ، لتقديم الخدمة إلى أطفال الصعيد الفقراء والأيتام خاصة في محافظة أسيوط والتي تعد من أفقر محافظات مصر ، وافتتحت هناك ملجأ تراشر للأيتام في 10 فبراير سنة 1911.
ملجأ تراشر .. حامي المستضعفين
واستهلت تراشر خدمتها في أسيوط بالسفر إلى القرى الأكثر فقرا واحتياجا لتقديم الطعام والمساعدات للأسر الأكثر احتياجا ، وكذلك حتى تخبر الأطفال الأيتام الذين اتخذوا من الشارع مسكنا لهم أن ثمة ملجأ ينتظرهم ليحميهم من برودة الشتاء وخطر الشارع ، وقدم ملجأ تراشر الخدمة لأكثر من 10 آلاف محتاج في أسيوط .
واقعة خطيرة كادت تؤدي بحياتها
وكانت تعتمد تراشر في زياراتها التفقدية على حمار ، حيث كان وسيلة المواصلات المتوفرة وقتها ، كما كانت تعتمد على المراكب الشراعية في أوقات الفيضان ويذكر أنها تعرضت للغرق ذات يوم ، عندما كانت في طريقها من قرية (كوم اسفحت) إلى قرية الدوير بعدما تعطل مركبها الشراعي لكنها سرعان ما التفتت إلى كومة من الحطب فراحت تجلس عليها فترة طويلة حتى جاءت المساعدة ، من مركب كان يمر فراءها طاقمه فشرعوا على الفور في إنقاذها وأوصلوها إلى القرية بسلام .
السيدة راكبة الحمار
وفي احد الأيام رآها حاكم البلدة على الحمار ، فنهرها قائلا : كيف لفتاة جميلة مثلك أن تركب حمار ! .. هذا الأمر محتقر ، فردت عليه قائلة :" ركبت الحمار أمام خالقي ، إذا فهو يصلح لفتاة مثلي أن تعتمد عليه في خدمتها .. فأطلق عليها أهل البلد بعدها "السيدة راكبة الحمار .
رسالة شكر من الرئيس
وبعدما ذاع صيتها في أسيوط، قرر الرئيس جمال عبد الناصر على زيارة ملجأها وترك لها رسالة هذا نصها " أكتب لك شاكرا .. وأريد أن أخبرك أن عملك مع الأيتام يقدره كل مواطن في هذا البلد.. أتمنى لك الاستمرارية في خدمتك الاجتماعية".
الرحيل
