يقلم:مريم عادل
معبد السرابيون -
يوجد به 26 صندوقا ضخما من الجرانيت مُتقن الصنع.
يزن غطاء الصندوق 30 طنا.. وجسم الصندوق نفسه 70 طنا.. أي أن كل صندوق يقارب من 100 طن.. وهذا يعني أنها تحتاج إلى ما يقرب من 500 رجل لتحريك كل صندوق منها.
هل فعلا هذه توابيت العجل أبيس كما كشفها وأخبرنا ميريت باشا؟
لماذا لم يُعثر في أي صندوق منهم لأي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس؟
من صنعها وكيف.. ولماذا صُنعت.. ولماذا هي شديدة الضخامة.. ثم في النهاية كيف نقلوها إلى داخل دهاليز السرابيوم؟
إذا كانت أهرامات الجيزة هي الآثار الأضخم والأعظم فإن السرابيوم هي أكثر الآثار الملغزة المسببة للحيرة والإرباك في العالم!
السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرا بيس، وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر البطلمي لها أبعاد سياسية تهدف إلى جعل كلاً من المواطنين من هم ذات أصول إغريقية ومن هم ذوي أصول مصرية يشتركون في عبادة الإله الحامي الذي توحدت فيه صفات الإلهين الإغريقيين زيوس وهاديس مع صفات الإلهين المصريين أوزوريس وأبيس. كان هناك العديد من دور العبادة لهذه الديانة، وكان يطلق على كل واحدة منها باللاتينية: Serapeum أو بالإغريقية: Serapeiom) Σεραπεῖον).
الإله المصري الهيليني سيرابيس
كلف بطليموس الثالث المهندس المعماري “بارمينيسكو” بمهمة إعادة تأسيس المبنى ويضم المعبد تمثال للإله سيرابيس. يأتي سيرابيس على شكل رجل ملتح جالس على عرش يحمل على رأسه سلة مليئة بالبذور وفي يده اليسرى المرفوعة يحمل صولجان طويل في حين أن يده اليمنى متكئة على رأس الكلب كيربيروس.
يعد سرابيوم سقارة من أهم المقابر التي بنيت في ممفيس وهو يقع في مجمع مدافن العجل أبيس ويعكس مظهر من مظاهر المعيشة للإله بتاح.
إن المدافن الأكثر قدماً للعجول المقدسة المحنطة والمحفوظة داخل نواويس يرجع تاريخ إنشائها إلى عهد أمنحتب الثالث. وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد قام ابن رمسيس الثاني خمواس بحفر نفق في أحد الجبال منحوت على جوانبه محاريب يوجد بها نواويس العجول.
بنى إبسماتيك الأول نفق ثاني يبلغ طوله 350 متر وارتفاعه 5 أمتار وعرضه 3 أمتار، استخدمه البطالمة فيما بعد. من المرجح أن يكون الممر الذي يتكون من 600 تمثال لأبي الهول والذي يربط الموقع بالمدينة أحد اعمال نيكتابيو الأول.
اكتشف عالم المصريات أوجست مارييت السرابيوم وهو الذي نقب عن الجزء الأكبر من المجمع لكن المخطوطات التي كتبها بشأن هذا الأمر قد فقدت وهذا يحد من إمكانية استخدام المقابر لتكوين تسلسل زمني للتاريخ المصري.
تكمن المشكلة في حقيقة أن في الفترة ما بين عهد رمسيس الحادي عشر إلى السنة الثانية والعشرين من عهد أوسركون الثاني وهي فترة تقدر بنحو 250 عاماً تم التوصل فقط إلى تسعة من مدافن العجول، هذا العدد يشمل أيضاً ثلاثة مدافن ليست موجودة حالياً وإنما شوهدت من قبل مارييت الذي قال إنه عثر عليها في غرفة تحت الأرض غير مستقرة تماماً بحيث يمكن التنقيب عنها. يرجح علماء المصريات أنه كان من المفترض أن يكون هناك عدد أكبر من مدافن الثيران في هذه الفترة بما إن متوسط عمر الثور كان ما بين 25 إلى 28 سنة إن لم يمت قبل ذلك.
هناك أربعة مدافن نسبها مارييت إلى عهد رمسيس الحادي عشر تم تأريخهم بتاريخ رجعي، مما خلق هذا فجوة زمنية ما يقرب من 130 عاماً حاول الباحثين سدها بشتى الطرق. ووفقاً للبعض، فإنه يجب إعادة النظر في التسلسل الزمني كله، ووفقاً لباحثين آخرين فإن هناك مدافن أخرى للثور أبيس لم يتم اكتشافها بعد