قبل أيام قليلة، نجحت قوات الأمن في القبض على جاسوس هولندي كان يقيم فى أحد فنادق منطقة وسط البلد، وذلك بعد أن تم ضبط طائرة "درون" بحوزته يستخدمها في تصوير منطقة ميدان التحرير من خلال شرفة الفندق، لنقل التظاهرات لصالح الجماعات الإرهابية بالخارج.
انتقلت طائرة "درون" من دول العالم الأول إلى دول العالم الثالث، وأصبح سعرها رمزي للغاية وفي متناول الجميع، حتى تمكنت الجماعات الإرهابية من استخدامها في تنفيذ جرائمها، وعلى رأسها تنظيم داعش وجماعة الإخوان الذين كانت لهما الأسبقية فى استخدام "درون"، بعد امتناع العديد منهم في تفجير أنفسهم بـ«الأحزمة الناسفة» أو التورط في عمليات حال إحباطها يكون مصيرهم الإعدام شنقًا.
"الدستور" تتبعت طرق ترويج وبيع طائرة "درون" في مصر التي تتم غالبًا عبر السوشيال ميديا، كونها نوعًا من أنواع الكاميرات المستحدثة، وتبين أنها يتم تأجيرها من خلال تجار لأي شخص يستطيع الحصول عليها مقابل 1000 جنيه في اليوم، حيث بدا ظهورها بشكل كبير في تصوير الأفراح والحفلات الموسيقية، بالرغم من وجود قانون يمنع حملها دون تصريح رسمي من الجهات المعنية.
جروب سري على "الفيسبوك" تخصص في بيع الكاميرا الطائرة "درون"، التي تحمل كاميرا عبر طائرة لاسلكية، وتستطيع الطيران لمسافات تتعدى 300 متر لمدة 25 دقيقة، وكان الهدف من بيعها هو تصوير المشاهد الطبيعية التي تحتاج لرؤية كاملة وواضحة، والأفلام السينمائية، ومباريات كرة القدم، بأسعار تتراوح بين 1000 - 1200 دولار.
ينص القانون رقم 215 لسنة 2017 بشأن استخدام الطائرات المحركة لاسلكيًا وتداولها والاتجار فيها، بتجريم تداول أو استيراد أو حيازة أو الاتجار أو استخدام هذه الطائرات دون الحصول على تصريح بذلك من الجهة المختصة «وزارة الدفاع»، وتكون العقوبة بالحبس من سنة إلى 7 سنوات، وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تنجاوز 50 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، والسجن إذا ارتكب لغرض إرهابى، والإعدام لمن تسبب في وفاة شخص.
يوضح الدكتور أحمد الجنزورى، أستاذ القانون الجنائى والمحامى بالنقض، أن مصلحة الجمارك كان لها دور كبير في إحباط عمليات تهريب طائرات "درون" إلى مصر، وتمكنت الجمارك من مكشف هذه الطائرات المحظورة من خلال إجهاز أشعة سينية أو أشعة X-Ray للكشف، بالإضافة إلى أن 40% من المطارات المصرية تحتوي على أجهزة متطورة لكشف أعمال التهريب.
وعن إجراءات استخراج التصريح، "التصوير عبر طائرة (درون) يكون من خلال إذن الجهات الأمنية، التي تحدد من يسمح له الحصول على تصريح استخدامها، فالتصوير في الشارع يحتاج إلى تصاريح رسمية من الأساس، وبالأخص في حالة استخدام تلك الطائرات".
مصلحة الجمارك لعبت دورًا كبيرًا في إحباط عدد كبير من عمليات تهريب الطائرات الممنوعة تلك إلى الداخل المصري، حيث إن المصلحة تعاقدت على 100 جهاز أشعة سينية أو أشعة X-Ray للكشف عن هذه الطائرات المحظورة، كما أن 40% من المطارات المصرية بها أجهزة متقدمة لكشف التهريب، وذلك فى الوقت الذى كانت فيه أحد أسباب وجود هذه الطائرات هو حالة الانفلات الأمني بعد ثورة 25 يناير، وكانت عمليات التهريب تحدث في وضح النهار.
جماعة الإخوان الإرهابية كانت أول من استخدمت كاميرات "درون" أثناء فترة الاعتصام المسلح في ميدان رابعة العدوية والنهضة، واستخدموها في مراقبة محيط الميادين للتأكد من عدم تواجد أي شخص غريب في الاعتصام، كما كانوا يعملون على إرسال الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالاعتصام إلى القنوات المعادية لمصر لنشر صورة كاذبة ومعادية عن مصر.