الأقباط متحدون | يا شيخ برشومي .. أصل العبارة في الدوبارة !!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٩ | الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢ | ٣٠ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا شيخ برشومي .. أصل العبارة في الدوبارة !!!

الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢ - ٤٨: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل المقدس

كثرت الفتاوي التي خرجت من السادة الشيوخ الذين ينتمون إلي الطوائف السلفية والتي هبت علينا حديثا .. رافعة راية تعليم الإسلام وكأن إخوتنا الأحباء المسلمون كانوا يعيشون حياتهم السابقة بدون إسلام ولا يعرفون عنه شيئا إلا فرائضه فقط . وكانت إحدي هذه الفتاوي والتي أبهرتنا جميعنا وأذهلتنا في نفس الوقت هو عدم جواز تهنئة المسيحيين لعيد ميلاد المسيح ولا حتي التهنئة عموما لإستقبال سنة جديدة .. " بالرغم لو سألت صاحب هذه الفتوي عن عدد سنوات عمره سوف يرد مباشرة عن عمره طبقا بالتاريخ الميلادي " .. خرجت هذه الفتوي المملوءة كره وقُبح وغيرة وكأنها نتيجة توسلات المسيحيين لهم أن يعتمدوا ويسمحوا لهم بالإحتفال بيوم عيد الميلاد ... نحن يا شيخنا البرشومي لا ننتظر فتوي منكم بإعتراف ان هذا اليوم هو عيد ميلاد سيدنا .. نحن لا نأخذ منكم الإذن لكي نفرح بفرحنا ... نحن نفرح غير منتظرين مشاركة الآخرين فرحتنا بالرغم أننا نتمني ان تكون أعيادنا فرح وبهجة يعم وينتشر في ربوع الوادي ... نحن لا نحبذ ان يهنئوننا افراد وفي قلوبهم غل وكراهية من ناحيتنا .


لم يدرك هذا البرشومي وأمثاله أن مثل هذه الفتاوي هو ما إلا تنقيص في عقيدتهم أمام العالم .. وتقليل من قوتها لمن يعتقد فيها . لم يعلم هذا البرشومي وأعوانه أنهم يخسرون أسهما كثيرة من شخصياتهم ويفقدون الكثير من حب اتباعهم .. خصوصا أن هؤلاء الأتباع تربوا وترعرعوا مع إخوتهم المسيحيين ولا يمكن أن يحيدوا عن عادات كريمة متأصلة في وجدناهم منذ مئات السنين.. لم يعي هذا البرشومي ومَنْ مِنْ أمثاله أن تصريحاتهم وفتاويهم جعلتهم محل سخرية وأستهزاء ليست فقط أمام الشعوب الإسلامية بل أيضا أمام شعوب العالم .. تمسك هذا البرشومي واشباهه بالشهرة والنعيم عن طريق تشبسهم بالحرف وإغراقهم روح الكلمة في أعماق البحـر أو حدفها إلي أعلي طبقا لتصورهم إلي ما وراء الغيوم السوداء الناتجة عن إحتراق الزبالة وإشعال الفتن .
نسي هذا البرشومي أن اصله مصري .. ولو إكتشف نفسه أنه ليس مصريا فعليه أن يترك بلادنا المقدسة فورا ويعيش هناك في بلدان البدو والصحراء .. عليه أن يترك سيارته الفاخرة وقصره الثري ويتلهف ويشتاق إلي ركوب الجمال والعيش في خيام من وبر الإبل .. وانا أتصور حتي هذه البلدان سوف تلفظه الآن .. فقد تقدمت هذه البلدان وازدهرت لأنها تطرد كل من يحاول تخريب معتقدها بفتاوي لا ترقي الآن بعقلية الإنسان .


واضح أن البرشومي لم يكن يتابع تطورات الأحداث الأخيرة والتي كانت إحدي ثمار الثورة الحقيقية يوم 25 يناير 2011 التي قام بها واستشهد منها الشباب المصري الأصيل .. محمد وماري وفاطمة ومينا . كلهم مصريون لا تعرف تميز من هو المسلم او المسيحي من وسطهم . واضح أن البرشومي شيخ السلفيين لم يعرف أن هناك كيان مسيحي عظيم تكون بالفطرة علي مدي هذه الشهور لا يرضي باي حال من الأحوال أن يعيش مرة أخري في الذل والإهانات .. فقد تواجد هذا الكيان طبيعيا وإنضم إلي الكيان الإسلامي الحقيقي والذي نعرفه منذ زمن والذي عاش اصحابه معنا طيلة هذه السنوات , وكونا كيانا مصريا خالصا .. لا يفرق بين مسيحي ومسلم .. تصلبا وتشددا معا مكونين جبل عال يصعب علي أمثال سيادتك أن تهز حجرا منه , ومهما تفوهت من فتاوي مزلزلة أو ألقيت قنابل فتن أو فجرت ديناميت التعصب ... فسوف يبقي هذا الجبل ثابتا شامخا بطول وعرض مصــر.


لم يري الشيخ البرشومي يوم عرس مصر في ليلة راس السنة الجديدة .. لم يري كم من الأخوة الأحباء المسلمين يشاركون إخوتهم المسيحيين في الإحتفال بإستقبال سنة جديدة ووداع سنة قديمة بكل مرارتها وقبحها . هذا العرس والتي قامت به مشكورة الأستاذة الواعية جميلة اسماعيل مع بعض القيادات الروحية المسيحية لجميع الطوائف وشباب الثورة بجميع تشكيلاتهم من قصر الدوبارة إلي ميدان التحرير ما هو إلا الإصرار علي كسر فتواك .. وتعليمك درسا قاسيا أن العلاقة بين المسلم والمسيحي ليست علاق أديان بل علاقة الوطن الواحد ... فكلمة مصر والتي تحمل كل نواحي حياتها هي كلمة السر التي تجعل اواصل العلاقة أقوي بكثير من تباين أديانهم.


كان عُرس قصر الدوبارة بمثابة إحراج لك ولأمثالك الذين يريدون تفتيت مصر .. انتم لا تريدون الخير لديانتكم .. بل تريدون الخلافة والسطوة لكم ... انتم تريدون المجد الأرضي متناسيين أن الله وحده هو مالك الأرض والسموات .
كان زفاف هذه الفتاة المسلمة وعريسها المسلم علي منصة هذا الإحتفال هو خير مثال علي طبيعة وثقافة المصري أيا كان مسلما أو مسيحيا .. إلي الآن لم تدرك هذه الطبيعة يا شيخنا البرشومي ... هي طبيعة لا يدركها أو يصل إلي مفهومها إلا الذي يعيش عقيدته بحق , ويطلب وجه الله , ولا يطلب وجه مغريات السلطة والشهرة . ياليتكم يا شيوخ البرشومية تحاولون الوصول إلي طبيعة المصري .. فسوف ترتاحون جدا وتعيشون حياة البر والخير والسلام معنـــا.


كُنت متأكدا أنه بعد فتوتك التي يندى لها الجبين أن إخوتي المسلمين سوف يزدادون من تهنئتهم لنا .. حتي الذي انقطعت أخباره عني بحكم عمله أو سكنه فوجئت به يهنئني بالتليفون مؤكدا حبه وأصالته المصرية .. لذلك أقدم لك الشكر لك ولفتواك هذه لأنها جددت وقوّت عراول الصلة بين عنصري الأمة . أشكرك يا شيخنا البرشومي علي إصدار مثل تلك الفتوي الفاشلة التي عكست وعبرت عن إعتراضك لثورة الشباب يوم 25 يناير ... تصريحاتك أنت وزملائك أظهرت مدي جهلكم عن طبيعة الإنسان والعلاقات الإنسانية التي خلقها الله بالفطرة بين ابناء الوطن الواحد.


ألا تشاهد هذا الإحتفال الذي تم في الكاتدرائية وكم هذا العدد من المسلمين الذين حضروا من جميع مستويات ومراكز واحزاب الدولة لكي يقدموا التهنئة للبابا شنودة نيابة عن المسيحيين بجميع طوائفهم . واضح يا شيخنا البرشومي أنك لم تراعي أو تدرك أن جميع الفتاوي التي تلقيها علينا بين الحين والحين لا تلقي أي إهتمام ... حتي من مريدينك ... فكثير من السلفيين الأحباء لم تفوتهم أن يأتوا إلينا لكي يقدموا أيضا التهنئة لنا بعيد الميلاد .


لكن لا تنسي يا شيخنا البرشومي , أن تصريحاتك هذه .. ربما تكون الخطوات الأولي في إشعال الفتنة الكبري .. فسوف يأتي الوقت ولا يرضي بها أي مسيحي وأي مسلم شريف مصري مما يؤدي إلي حدوث فتنة كبري بين المتعصبين من السلفيين والمصريين الشرفاء .. وربما تؤدي هذه التصريحات غير الواعية إلي معارك كلامية طاحنة .. فقد إستيقظ المصري الأصيل في يوم 25 يناير 2011 وعرف أن تشابك الأيادي هو الحل الوحيد للوصول إلي مصر المستقبل التي تمنوها شبابنا ... لذلك فهم أقسموا وتعهدوا أنهم سوف لا يتركون مصير البلد تترنح بين "رياح" تصريحاتكم التي تؤدي إلي التأخر والتقهقر.
أخيرا أقدم كل الشكر لجميع مسلمي مصر الذين قدموا التهنئة لنا في عيد الميلاد المجيد ... والذي إن دل فقد دل علي مصريتهم ووطنيتهم ... وعلي كل من لم يهنيء فعليه أن يترك بلادنـــا ., لكي نركز نحن في كيفية إستعادة مجد مصر الذي فقدناه سنوات وسنوات .. !!!

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :