كتبت - أماني موسى
قال اللواء د. سمير فرج، المدير الأسسبق لإدارة الشئون المعنوية، أن تركيا دولة شرق أوسطية كبيرة، وكانت إحدى دول حلف الناتو، وبها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ونظرًا لكونها ظلت لنحو 600 سنة مقر الخلافة العثمانية الإسلامية، فأنها تريد أن تعيش دوردولة الخلافة.
لافتًا إلى أنه عمل كملحق عسكري بتركيا لمدة أربع سنوات، مضيفًا، أنها تريد عودة الخلافة الإسلامية ولذا تعادي كلاً من مصر والمملكة العربية السعودية، باعتبار أن مصر بها الأزهر الشريف الذي يؤم نحو 2 مليار مسلم حول العالم، والسعودية لوجود مناسك الحج بها، ويأتيها المسلمون من كل أنحاء العالم، ومن ثم فهاتين الدولتين هما المتزعمتان الدول الإسلامية بالمنطقة.
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية" المقدم عبر شاشة MBC مصر، تأمل تركيا بهدم مصر والسعودية، وتستعين بعلاقاتها الجيدة جدًا مع إسرائيل.
وأن تركيا تجمعها علاقات اقتصادية وعسكرية وسياحية هي الأقوى مع إسرائيل، ويواصل أردوغان اللعب على مشاعر المسلمين حول العالم من خلال أقوال باتت مكشوفة للرأي العام، وخاصة أنها لا تقترن بأفعال على الأرض.
كما أن تركيا حاولت جاهدة طيلة عقود أن تنضم للاتحاد الأوروبي ولكن كل محاولاتها بالفشل، وخاصة بعد انتهاكات أردوغان الأخيرة بحث الشعب التركي، بعد الانقلاب المزعوم، فقام بتسريح 50 ألف موظف، واعتقل أكثر من 8 آلاف شخص، ودمر القوات المسلحة التركية واعتقل رتب، وقام بتغيير هيكل الجيش التركي.
وأوضح على جانب تغير السياسات بين أنقرة وواشنطن على خلفية وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم، بالإضافة إلى قيام أمريكا بتسليح حركات الأكراد، وطلب أردوغان للسلطات الأمريكية باعتقال فتح الله غولن، المعارض التركي الشهير.
واستطرد في إيضاحه بأنه وقت إدارة أوباما كانت تعتبر أن الدول الحليفة بهذه المنطقة هي تركيا، وإسرائيل وقطر، ولكن ترامب ألغى هذا الأمر، وأصبحت مصر والسعودية ضمن قائمة الدول الحليفة بالشرق الأوسط.
وأكد فرج على أن تركيا هي أكثر الدول التي قدمت الدعم والمساعدة لداعش بالمنطقة، واستعرض أجزاء من فيلم وثائقي يؤكد دعم أردوغان لداعش، حيث قام أحد أعضاء البرلمان التركي بعرض وثائق تكشف نقل السلطات التركية لـ 1300 داعشي من العراق إلى داخل سوريا.
وكشف فرج أن أردوغان قام بمحاولة لاغتيال أكرم أوغلوا الذي فاز في الانتخابات ببلدية استنبول، ما يعني أنه خلال سنوات قليلة سيصبح الرئيس، ولذا يحاول أردوغان القضاء عليه، لافتًا إلى حدوث انشقاقات بحزب أردوغان الحرية والعدالة، بالإضافة إلى انهيار الليرة وعزل محافظ البنك المركزي، ووصول معدل التضخم إلى 16% ما يعني ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة بتركيا.
وعن المشكلة القبرصية، قال فرج، أنه في سبعينات القرن الماضي، نشبت حرب بين تركيا وقبرص واستولت أنقرة على جزء من جزيرة قبرص، واعتبرها دولة تركية ولا يوجد دولة معترفة بهذه الدولة المزعومة!
موضحًا أنه من أفضل ما قام به الرئيس السيسي هو ترسيم الحدود البحرية، لأن أي دولة لها 12 ميل مياه إقليمية، ومن ثم وقع حقل ظهر في الحدود المصرية، الذي سيقوم بضخ غاز لمصر حتى عام 2045، بالإضافة إلى أنه لا توجد أي يشركة بالعالم تقوم بالتنقيب عن الغاز في أي دولة إلا في حال وجود لترسيم الحدود.
مستطردًا، لذلك قام الرئيس السيسي بشراء الرافال، وأحدث 4 غواصات في العالم من ألمانيا، وحذر تركيا من مغبة التحرش بقبرص بحثًا عن الغاز بالشرق الأوسط، والإتحاد الأوروبي اليوم يدرس فرض عقوبات على تركيا نتيجة لهذه الأفعال، ولذا أقول للمصريين انتبهوا، وأن تسليح قواتنا المسلحة أمر ضروري وهام للحفاظ على هذه المكتسبات، إذ أن مصر ستصبح قوة للغاز وستصدر لجنوب أوروبا، وعليه لا بد من وجود قوة عسكرية لحماية هذه الاستثمارات.
شاهد الحلقة من هنا