حمدي رزق
الشعب المصرى صم أذنيه عن قنوات العار التركية، وأعاد توظيف حصيلة شهادات قناة السويس فى أوعية ادخارية جديدة. عاكف المغربى، نائب رئيس بنك مصر، يثمن نجاح مصرفه فى الإبقاء على نسبة 97 فى المائة من أصحاب شهادات قناة السويس من الأفراد، من خلال إعادة توظيف أموالهم فى أوعية الادخار المختلفة.
يحيى أبوالفتوح، نائب رئيس البنك الأهلى المصرى، يكشف أن نسبة أموال شهادات قناة السويس التى أُعيد استثمارها لدى مصرفه تبلغ نحو 90 فى المائة تقريبا، (تزيد على 31 مليار جنيه)، أغلبها فى الشهادة البلاتينية التى تمنح فائدة 14.25 فى المائة لأجل 3 سنوات.
طارق فايد، رئيس بنك القاهرة، صرح بأن الجانب الأكبر من الأموال مازال بالبنك، دون أن يحدد قيمة المبالغ، فيما أكد حسين رفاعى، رئيس بنك قناة السويس، أن نسبة 100% من الشهادات وافق أصحابها على الاكتتاب بها، إما فى أوعية ادخارية داخل البنك أو بنوك أخرى، بجانب أذون الخزانة المحلية.
نقل تقرير مهم نشرته صحيفة «المال» وأهميته أن المصريين محقوا دعايات قنوات رابعة الإخوانية، والتى جيشت نفرًا من منتسبيها لتخويف ملاك الشهادات من إعادة استثمارها فى البنوك الوطنية، وعمدوا إلى هز ثقتهم بالأوعية الادخارية الجديدة فى رهان مستميت أن يسحب المصريون أموالهم إذ فجأة فينهار الجهاز المصرفى أو يتأثر سلبًا ضمن مخطط إخوانجى لإسقاط النظام المصرفى تحت وطأة السحوبات المفاجئة.
إخوان كاذبون، المصريون لم يسحبوا إلا أقل القليل، هامش لحاجة طارئة أو تلبية لمطلب عاجل، أو استثمار خارج البنك، لكن الكتلة الكبيرة من أصحاب الشهادات تأتمن مصارفنا الوطنية على أموالها فى الحفظ والصون، لم يسمعوا لخزعبلات الإخوانجية، ولا لتحليلاتهم البائسة، بؤس السنين، وتحولوا طواعية إلى أوعية ادخارية جديدة دون أى تردد أو خشية كالتى حاول المرجفون بثها فى القلوب.
الترجمة الصحيحة لهذا التصرف العقلانى من ملاك الشهادات أن الشفافية التى هى عنوان الجهاز المصرفى تولد ثقة طيبة، وأن يقظة رؤساء البنوك الأربعة كانت على المستوى المطلوب، لم يجلسوا جنب الحيطة بل تحركوا سريعًا لمواجهة الموقف، بإتاحة أوعية ادخارية جديدة ذات فائدة جيدة لاستيعاب احتياجات صغار المودعين الذين وضعوا شقى العمر فى مشروع وطنى.
توجه الحكومة بإرادة سياسية لرد حصيلة الشهادات بفوائدها كاملة وعلى وقتها كان تصرف دولة تثق فى قدراتها، وتصرف البنوك الأربعة وفق استراتيجية إعادة الاستثمار فى أوعية ادخارية مجزية جاء رشيدًا، فتقبله المودعون عن طيب خاطر، ولم يخرج من البنوك إلا هامش ضئيل لأسباب معيشية وحياتية، لكن السياق عبر عن نفسه فى إعادة الادخار، ما يعنى ثقة فى الجهاز المصرفى من ثقة فى اقتصاد واعد يمنح فوائد مجزية على الادخار والاستثمار.
نقلا عن المصرى اليوم