قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها (750)
بقلم: يوسف سيدهم
استعرضت الأسبوع الماضي سجل إنجازات لجنة تقنين أوضاع الكنائس ومباني الخدمات التابعة لها عبر عامين من عمل اللجنة (2017/9/28- 2019/9/28) والذي أسفر عن دراسة 1171 حالة من أصل 3730 حالة مسلمة أوراقها إلي اللجنة, أي دراسة نسبة 31.4% من الحالات وتتبقي نسبة 68.6% من الحالات تنتظر البت فيها… كما استعرضت المراتب المختلفة من قرارات اللجنة في سياق دراسة الأوراق وتقنين الأوضاع, الأمر الذي يتضح منه أن إجمالي الحالات التي قامت اللجنة بدراسة أوراقها وإصدار قرارات بشأنها لا يمثل بالضرورة الكنائس التي تم تقنين أوضاعها نهائيا, بل يتضمن حالات ليست قليلة لكنائس ومبان خدمات عليها عبء استكمال مستندات أو استيفاء اشتراطات قبل تقنين أوضاعها نهائيا, وتلك حالات تتوجب متابعتها للتحقق من وفائها للمطلوب منها قبل التأهل النهائي لتقنين أوضاعها.
وفي دراسة أكثر تفصيلا للقرارات العشرة التي صدرت عن لجنة تقنين أوضاع الكنائس ومباني الخدمات التابعة لها قمت برصد وحصر الأعداد التابعة لكل نوعية من قرارات اللجنة والتي أوردها في الجدول التالي:
من هذا الجدول يتضح أنه باستثناء الحالات الواردة أمام المرتبة الأولي من قرارات اللجنة كنائس ومباني خدمات تم إقرار تقنين أوضاعها وجملتها …… حالة فإن باقي المراتب من قرارات اللجنة والحالات الواردة أمام كل منها تمثل حالات مرهونا تقنين أوضاعها باستكمالها المستندات المذكورة أو باستيفائها الاشتراطات المطلوبة أو بإتمامها الأعمال المنوه عنها سواء كانت أعمال ترميم أو أعمال هدم وإعادة بناء, هذا بخلاف الحالات الواردة أمام مرتبة مقام علي أملاك دولة أو خارج الحيز العمراني والتي تتطلب قرارات رسمية تتجاوز تقنين الأوضاع.
ومن ذلك كله أخلص إلي أن التشريع الأخير المتمثل في قانون بناء وترميم الكنائس وما تضمنه من بنود تخص تقنين أوضاع الكنائس ومباني الخدمات التابعة لها والتي أقيمت في زمن أزمة دون تراخيص, هو تشريع غير مسبوق يكفل الحقوق الدستورية في حرية إقامة دور العبادة شريطة استيفاء الأوراق واشتراطات القوانين لاكتساب الشرعية… وتلك قصة أخري سوف أتناولها في مقال لاحق بإذن الله.