عسل أسود أم أبيض
بقلم : ماجد المصرى
بعد غيابى لسنوات عن مصر و مشاهدتي للفيلم الرائع عسل أسود للفنان المتميز أحمد حلمي الذي يتحدث عن شخص غاب لسنوات عن مصر ورجع ليرى ما التدهور الذي حدث في تلك الفترة فسألت نفسي ماذا سأجد عند رجوعي لمصر وبعد قيام الثورة ونمو التيارات الدينية وتغيرات كبيرة في الوضع العام بمصر
ماذا سأجد : هل أجد الشارع المصري يتسم بالنظام والنظافة وأحترام قوانين المرور أم سأجد الأهمال واللامبالاه ورشاوي تجتاح شارعنا بل وزاد عليها البلطجية واطفال الشوارع .
ماذا سأجد :هل أجد السياحة مزدهرة بمصر ويتهافت
السياح من كل أنحاء العالم ليتمتعوا بجمال بلدنا ونلبسهم زي السعادة والانبهار بحضارتنا وأصالتنا أو نلبسهم زي الخزي عندما يصفونا بدول العالم الثالث
أم سأجد فرض زي معين وشروط وأوامر للسياح للسماح لهم بدخول مصر
ماذا سأجد : هل أجد مصر دولة صناعية حديثة متطورة تعتمد على اقتصاد حر يتيح الفرص ويعطي التسهيلات اللازمة لكل المستثمرين للاستثمار في مصر وخلق فرص عمل للشباب أم سأجد المسئولين مازالوا يضعون العراقيل أمام كل مستثمر يريد الاستثمار في مصر ومازال عم عبده روتين بيدور على الختم الواضح و في الأخر “فوت علينا بكرة”
ماذا سأجد : هل أجد المرأة تتمتع بكل حقوقها وتعامل كعضو منتج في المجتمع أم سأجد المرأة توشحت بالسواد وتعامل وكأنها عورة محرم عليها كل المناصب القيادية والوظائف التي تتطلب التعامل مع الرجال وربما تحرم من قيادة السيارة أيضاً
ماذا سأجد : هل أجد صدور قانون العبادة الموحد الذي يتيح لكل فئة من أبناء الوطن ممارسة شعائرها الدينية في ظل القانون أم سأجد صدور قانون العبادة الواحدة الذي يتيح بناء الجوامع والزوايا و الأضرحة بدون شروط وفى أي مكان على ضفاف النيل ومنع بناء أي كنيسة بل وعمل خطة خمسية لهدم الكنائس حتى القضاء عليهم نهائيا
ماذا سأجد : هل أجد دستور جديدا لمصر مبنى على الحرية والمساوة والعدل بين كل فئات الشعب ويكون شعارنا " الدين لله والوطن للجميع " أم سأجد تطبيق الشريعة الأسلامية بما فيها الحدود على غير المسلمين وتزويد السجون ببعض الجلادين المحترفين الذين يتسمون بالشراسة وثلاجات أعضاء بشرية للأيدي والأرجل المقطعة وايضاً بعض الحجارة الفتاكة لتنفيذ حكم الرجم
ماذا سأجد : هل أجد الشباب الصحبة و جلسات السمر التي لا تخلو من النكات و ألإفيهات فتكاد أن تقف قلوبنا من كثرة الضحك أم سأجد الوجوه العابثة التي فقدت الأمل في المستقبل و تشكو غلو الأسعار و كثرة متطلبات الحياة مع ضعف الأجور و تتحول الجلسات لجلسات الهم
ماذا سأجد : هل أجد مصر منارة الفن في العالم العربي وأري أم كلثوم جديدة تلم أذان الوطن العربي أول خميس من كل شهر ونجيب محفوظ أخر يبدع ويرفع أسم مصر بين دول العالم أم سأجد مصر إنغلقت علي نفسها و حرمت جميع الفنون وألغيت كل وسائل الترفيه وكفر كل مبدع وكل فنان وفنانة ووصفهم بالفاسقين والأكتفاء بالشعائر الدينية ودروس الأزهر وعلوم الفقه مع بعض البرامج الفضائية للمشايخ لتقديم الفتاوي .
أتمني من الله عند زيارتي لمصر أن أجد العسل أبيض
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :