بقلم : مودى يوسف

هل تدرك أن الوصية الأساسية التى وضعها الله لنا هى المحبة بل ليست الوصية الأساسية فقط بل هى حجر أساس إيماننا المسيحى. وعندما نفكر فى هذا الأمر نجد أن الوصية التى طالبنا بها الله أن نحب لأن العلاقة بيننا وبين الآخرين تبنى فى الأساس على شركة المحبة والمحبة هى تكميل الناموس وهى أيضاً لا تصنع شراً للقريب أو البعيد.

فالكتاب المقدس ملئ بالآيات التى تثبت أن الله وضع المحبة كحجر أساس نرتكز عليه فى علاقاتنا الحياتية مع الله ومع الناس فإذا راجعنا ما كتب فى متى الأصحاح الثانى والعشرون عندما سؤل المسيح عن أيه وصية هى العظمى فى الناموس فكان رد المسيح كالآتى : "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك. هذه هى الوصية العظمى. والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء".

هذا ما علمنا إياه ربنا يسوع المسيح وهى المحبة التى هى أساس كل العلاقات التى تربطنا فى هذه الحياة نعم فعلينا أولاً أن نحب الله بقلب كامل أى أن نؤمن به نحبه من كل أنفسنا وبكامل أفكارنا وعندها نستطيع أن نستمد المحبة الحقيقية التى نستطيع أن نعامل بها الناس. الوصية تكمل بأن تحب قريبك كنفسك أى أن ما تريده لنفسك قد تتركه لأخيك أو لقريبك وفى هذه الآية نستطيع أن نلاحظ أن المحبة هى التضحية بأن نحب الآخرين كمحبتنا لأنفسنا .

هل وقف الأمر عند هذا الحد؟ كلا بل أكمل الله وصيته لنا بأن نحب أيضاً أعدائنا ونبارك لاعنينا ونحسن إلى المبغضين وأن نصلى لجميع من يسيئون إلينا. أتوجد محبة أعظم من هذا؟ وهل نستطيع نحن أن نسلك فى ظل هذه الوصية وأن نطبقها فى حياتنا؟ علينا أن نفعل ذلك لأنه وعندما نفعل ذلك نحقق ما أوصانا الله به ولكننا لا نستطيع أن أن نفعل ذلك دون أن نحبه هو أولاً وعندها سنفهم هذا المعنى الرائع من الحب والذى يربطنا حتى بمن يعادينا ويسئ إلينا.

ولكن كيف نحب هل مجرد كلام أو صورة فقط حتى نظهر هكذا أمام الناس؟ لا ففى رسالة بولس الرسول إلى تيموثاوس الإصحاح الأول أعلن الوحى عن طريقة تنفيذ محبتنا للآخرين معتمداً على ثلاثة أمور يجب أن تنفذ من خلالها محبتنا "أما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر ، وضمير صالح ، وإيمان بلا رياء" فعلينا أن نحب الجميع وعلى رأسهم الله الذى هو المحبة والمصدر الوحيد الذى يدخل لنا المحبة فى قلوبنا ونحب عائلتنا والآخرين بل ومن يبغضوننا وأعدائنا من قلب طاهر يمتلك الله مجريات أمور ويملك المسيح فيه وضمير صالح يريد أن يحب بحق وإيمان راسخ بلا رياء.

يا الله يا منبع المحبة إجعلنا أن نخطو خطوات حقيقية فى محبتنا المستمدة منك لأن نحب جميع الناس.