كتب – روماني صبري
يعد الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب الجيش المصري الأسبق، واحدا من أعظم أباطرة الحروب في العالم، حيث دفع باسمه إلى واجهة إبطال الحروب عقب انتصار الجيش المصري على العدو الإسرائيلي في حرب 1973 ، جراء خطته الناجحة للهجوم على قوات الجيش الإسرائيلي ، وفي إطار ذكرى نصر 6 أكتوبر العظيم ، نرصد في السطور المقبلة ابرز المحطات في حياة الشاذلي .
البداية
شهدت قرية شبراتنا الواقعة بمركز بسيون - محافظة الغربية - في دلتا النيل يوم 1 أبريل عام 1922 ولادة الشاذلي ، وكانت أسرته واسعة الثراء ، حيث كانت تمتلك عائلته 70 فدانا، وكان والده يسمى الحسيني الشاذلي وأنجبه من زوجته الثانية السيدة تفيده الجوهري .
ألحقته أسرته بمدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريته حولي 6 كيلو مترات، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية ذهب مع والده للعيش في القاهرة وكان بلغ وقتها 11 عاما ، وحصل الشاذلي على شهادته الإعدادية والثانوية من مدارس القاهرة .
الالتحاق بالكلية الحربية
وفي عام 1939 التحق بالكلية الحربية ، وكان اصغر طالب في الدفعة ، وفي عام 1940 تخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم في سلاح المشاة ، وهي نفس دفعة خالد محيي الدين، أما العام 1943 فشهد انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان وقتها برتبة ملازم.
أول فرقة سلاح مظلات في مصر .. وحياته المهنية
ونجح الشاذلي في تأسيس أول فرقة سلاح مظلات في مصر عام 1954، وبعد ذلك بعامين تولى قيادة الكتيبة 75 مظلات إثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، ويعد الشاذلي أول قائد قوات عربية في الكونجو كجزء من قوات الأمم المتحدة عام 1960 – 1961 ، كما شارك في حرب فلسطين، والحرب العالمية الثانية، كذلك كان الشاذلي ملحق حربي في لندن 1961-، قائد اللواء الأول مشاة، خاض حرب اليمن 1965 – 1966، قائد القوات الخاصة، المظلات والصاعقة، 1967 – 1969، قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية 1970 – 1971، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية 1971 – 1973، أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية 1971 – 1973، سفير مصر في بريطانيا 1974-، سفير مصر في البرتغال 1975-1978.
أبو البنات
تزوج الشاذلي في 13 ديسمبر عام 1943 من زينات محمد متولي السحيمي ، ابنة محمد متولي باشا السحيمى مدير الكلية الحربية في حقبة الثلاثينات ، وأنجبا ثلاثة فتيات هن : سامية وناهد وشهدان .
الخلاف مع السادات
وبدأ الخلاف بين الشاذلي والرئيس الراحل محمد أنور السادات ، عندما صرخ الأخير في وجهه داخل (مركز 10) الذي شهد قيادة الحرب ضد العدو الإسرائيلي ، وكان هذا اليوم 16 أكتوبر وكان السادات يغلي كالبركان ما جعله يقول للشاذلي :"أنا لا أريد أن أسمع منك مرة ثانية هذه الاقتراحات الخاصة بسحب القوات من الشرق، إذا أثرت هذا الموضوع مرة أخرى فإني سوف أحاكمك"، كما ذكر الشاذلي في مذكراته .
ويضيف الشاذلي قائلا :" كانت وصلتنا معلومات عن اختراق العدو صباح يوم 16 أكتوبر، وكانت المعلومات الأولية مقتضبة ولا تثير أي انزعاج، وكان البلاغ يقول: لقد نجحت جماعات صغيرة من العدو في العبور إلى الضفة الغربية ويقوم الجيش باتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليها.. وعلى الرغم من هذه المعلومات المطمئنة فقد رفعت درجة استعداد اللواء المدرع 23 الموجود في القاهرة، وأصدرت إليه أمرا إنذاريا بأن يستعد للتحرك إلى الجبهة في قطاع الجيش الثاني، وفى خلال نهار يوم 16 بدأت المعلومات تصل إلينا بأن عددا من كتائب الصواريخ قد هوجمت بواسطة دبابات العدو، وكانت بعض هذه الكتائب على عمق حوالي 15 كيلو متر غرب القناة."
فقام السادات بعدها بإقالته لفترة مؤقتة خلال الحرب وعين محمد عبد الغني الجمسي للتعامل مع هذه المشكلة ، وتصاعد التوتر أكثر بينهما بعدما رفض الشاذلي معاهدة السلام التي ابرمها السادات مع إسرائيل ، فهاجم السادات أمام العالم ، ما جعل الغضب يستبد بالسادات منه ، خاصة عندما وصفه بالحاكم الديكتاتور .. ليستقيل بعدها الشاذلي من منصبه كسفيرا لدى البرتغال ، ويقيم في الجزائر كلاجئ سياسي ، ولم يتوقف الأمر على هذا الحد ، حيث تعمد السادات تجاهله في ذكرى انتصارات أكتوبر .
وقبض على الشاذلي عقب عودته إلى مصر عام 1992 بمطار القاهرة ، جراء الأسرار العسكرية التي أفشاها في كتابه ، ونشر الكتاب بدون موافقة مسبقة عليه ، لكن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرر العفو عنه عام 1993، وفي نهاية حياته عمل الشاذلي كخبير سياسي واستراتيجي لقناة (الجزيرة) القطرية، وفارق الفريق الشاذلي الحياة عام 2011 بالمركز الطبي العالمي للقوات المسلحة، عن عمر 89 عاما.