قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في احتفالات ذكرى حرب أكتوبر 1973، في محلها تمامًا وموفقة للغاية.
وأضاف "عكاشة"، خلال مداخلة تليفونية مع برنامج "اليوم"، المذاع على فضائية "دي إم سي" مساء اليوم الأحد، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قائد حقيقي يتحدث لشعبه وللجيش، ويتحدث بمفردات صادقة ومباشرة تجاه الأخطار التي اتخذت أشكال جديدة ومتنعة ومتنوعة.
وأشار مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يستلهم من خلال كلمته همم الشعب المصري جميعًا، ويذكره بما جرى في انتصار أكتوبر العظيم، مؤكدًا أنه لم يكن أن يتحقق هذا النصر إلا بتكاتف الشعب المصري جميعًا وتكامل إرادته مع إرادة الجيش المصري، لافتًا إلى أن ما حدث في حرب أكتوبر 1973 فخر لنا حتى هذه اللحظة.
ولفت مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن العدو وقت حرب أكتوبر، كان يمارس على مصر وعلى الجيش المصري حرب نفسية ممنهجة ومكثفة لزرع اليأس في نفوس المصريين، وإرباك القوات المسلحة المصري، مؤكدًا أنه كان جيلًا ذهبيًا وهزم الحروب النفسية بثباته ويقينه، لافتًا إلى أن الشعب المصري استطاع في هذا التوقيت أن يفرز الغث من الثمين، مشددًا على أن هذه التجربة تستحق الالتفات.
وكان قد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر اليوم تمر بأحد أعظم وأمجد أيامها، ويوم عبور الحد الفاصل بين اليأس والأمل، وبين الماضي والمستقبل، مضيفا أن يوم السادس من أكتوبر عام 1973 لا يمثل فقط نصرًا عسكريًا باهرًا، حققته القوات المسلحة باقتدار، بل هو تعبير فريد عن إرادة أمة، وتماسك شعب استمد من تاريخه العريق صلابة وقوة لا تقهر.
وأضاف "السيسي"، خلال كلمته في الذكرى الـ 46 لنصر أكتوبر، أن من حق الأجيال الحالية أن تعرف ماذا حدث في تلك الفترة ومن حقهم علينا نحن من عاصرنا تلك الأيام، وأن نوضح بجلاء كيف كان الاختبار قاسيًا، وكيف استطاع المصريون تجاوزه بنجاح، وكيف تكاتف الشعب كله وراء قواته المسلحة، وليصبح الشعب كله جيشًا، ليخرج من هذه الملحمة نصرًا، ويرد الاعتبار، ويفتح الأبواب أمام استعادة الأرض، وتحقيق السلام معًا.
وأكمل: قدر هذا الوطن أن يتعرض لأمواجٍ عاتية يأتي أغلبها من الخارج، ولكنها تتحطم دومًا أمام صلابة وتماسك الشعب المصري الذي يربطه بأرضه رباطٌ وثيق، ويربطه بجيشه الوطني ميثاقٌ وعهد بالحفاظ على الأرض، وحماية الشعب، وصولا الكرامة الوطنية، مضيفا أنه خلال العقود الأخيرة تغيرت أشكال الحرب وأساليبها وصولًا إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب.. ولتصل إلى المواطن داخل بيته من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة، حيث أنها حربٌ تستهدف إثارة الشك والحيرة، وبث الخوف والإرهاب، وتستهدف تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية بتصوير الدولة كأنها هي العدو، وتصبح الجهات الخارجية التي تشن الحرب كأنها هي الحصن والملاذ.
وأكد "السيسي"، أن تلك الحرب التي تعتمد على الخداع والأكاذيب والشائعات، يكون النصر فيها معقودًا على وعي كل مواطن وعلى مفاهيمه وأفكاره ومعتقداته، مضيفا: "فإنني على ثقة كاملة من النصر في تلك الحرب.. ليقيني التام بأن الشعب المصري بأغلبيته الكاسحة.. يدرك بقلبه السليم الصدق من الافتراء.. وأن هذا الشعب الأصيل سئم من الخداع والمخادعين.. ومن كثرة الافتراء على وطنه بالباطل".
واستطرد أن الشعب المصري الذي حقق عام 1973 ما ظنه الجميع مستحيلًا، والذي حافظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط لعقود طويلة بعدها، وتحمل في سبيل ذلك سَيْلٌ لم ينقطع من الهجوم والتشكيك لقادرٌ بإذن الله على مواصلة انتصاراته، والحفاظ على وطنه، وحماية دولته ومؤسساتها، يقينًا منه بأنها مؤسسات وطنية مخلصة تعمل من أجل حماية أمنه، وصون استقراره.. وتعظيم إنجازاته.
وتقدم "السيسي"، بتحية احترام وتقدير إلى روح البطل الشهيد محمد أنور السادات الرجل الذي تحمل مسئولية تنوء بحملها الجبال.. فكان على قدر ثقة مصر وشعبها فيه.. قائدًا وطنيًا ذا عبقرية استراتيجية.. وضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار آخر.. وبلغ بها بر الأمان والسلام.
ووجه تحية إجلال واعتزاز لشهداء وأبطال القوات المسلحة.. أبناء الشعب المصري البواسل.. الذين ضحوا بدمائهم لتروي تراب سيناء المقدس، متابعا: "أبنائكم وأحفادكم لعاقدون العزم على مواصلة مسيرتكم.. وعلى الحفاظ على ما تركتموه لنا من وطنٍ حر.. تحت السيادة الوطنية.. لا يقبل المهانة ولا الخضوع.. لا تخدعه الأكاذيب ولا تهزمه الحرب النفسية".
وأكد أن مصر ستظل أبدًا بإذن الله وطنًا منصورًا مرفوع الراية، وشاهدًا على انكسارات أعدائه وخيبة أملهم مهما تعددت أشكال الحرب، وتغيرت أساليبها، مختتما كلمته بـ "تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر".