الأقباط متحدون | ثورة جديدة قادمة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٤ | الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢ | ٤ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثورة جديدة قادمة

بقلم: أوليفر | الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

نفس الظروف، نفس المظالم، نفس السياسات، نفس القهر، نفس القضاء الفاسد، نفس الإعلام المغيب بفعل فاعل، نفس التعامي عن حق الشعب، نفس التعالي على الشعب، نفس الاضطهادات للأقباط وبقية الفئات.. فكيف لا تكون ثورة قادمة؟؟؟؟؟ قل لي ماذا تغيَّر منذ عام؟ ربما أسماء.. ربما ألفاظ جديدة ومصطلحات تم تعليبها من مفرمة الثورة.. ربما ظهرت شخصيات أشبه بالأورام السرطانية المنتشرة التي سُميت بالمجلس العسكري.

نفس التغابي (إدعاء الغباء)، سواء غباء المجلس العسكري أو افتراض غباء الشعب، نفس ترويض القوى السياسية وتحديد أدوارها مسبقًا، نفس الحكومة التي بلا خطة، بلا نظرة واضحة، بلا سياسة، بل فقط الخضوع للأوامر العليا.

نفس القهر للأقباط والأقليات، نفس الإجرام الممهور بالتجاهل التام من المسئولين، نفس الترهيب للكنيسة واستغلالها.

نفس الفساد والتهرُّب من المحاسبة وإدعاء البطولات الزائفة.
نفس أقلام الصحافة الخائبة. نفس التملق الإعلامي. نفس التخديم الساذج من شخصيات عامة لصالح النظام، سواء كان التخديم من الكنيسة أو من الأزهر.

نفس التزوير الانتخابي. ليس تزوير الأوراق فحسب بل تزوير النتائج، وتزوير القضاء، وتزوير اللجنة العليا للانتخابات.

إذن، كيف لا تكون ثورة بعد أن تذوَّق المصريون حلاوة التعبير عن أنفسهم دون الاستعانة بصديق؟ كيف لا تكون ثورة والمجلس يبيع "مصر" كل يوم لـ"السعودية" حينًا ولـ"قطر" حينًا وللتيارات المتشدِّدة حينًا؟.. يبيعها دون ضمير وكأنه يبيع ورثًا ورثه عن أبيه "مبارك"، حتى أصبحت "السعودية" و"قطر" ليستا في حاجة لتقديم مساعدات ثمنًا لمصالحها؛ لأن الإخوان والسلفيين قبضوا منهم الثمن نيابة عن الدولة، ولا يهم أن تحترق "مصر" بعد ذلك أو تفلس.

كيف لا تكون ثورة والنظام العسكري الذي لا نظام له يدَّعي أن كل شيء على ما يُرام، تمامًا كما حدث فيما سبق، رغم فوضى التشريعات، وفوضى المسئوليات، وفوضى الاقتصاد، وفوضى الأمن؟؟ فما الجديد إذن؟ كيف لا تكون ثورة والمجلس يتفاوض على الخروج الآمن من السلطة، وهو اعتراف غير مباشر بأنهم مدانون وفاسدون يخشون الحساب.. خروج آمن يروِّج له الفاشلون مقدمًا "أبو الفتوح" و"العوا".. خروج آمن للفاسدين ولكنه ليس آمنًا لـ"مصر".

كيف لا تكون ثورة والثوار يتعرضون للحبس بأمر مباشر من أي مقدم في الشئون القانونية في القوات المسلحة، دون أدلة، دون تقاضي، فقط كما يذلون العساكر في الجيش يذلون المدنيين أيضًا؟.

باختصار، كيف لا تكون ثورة إذا لم يتحقَّق شيئًا من الثورة؟

مقدمات مريبة
انظر.. متى رأيت تلالًا من التصريحات تتحدث عن تمجيد ثورة لم تتم بعد، وتتفق على روح الثورة، من أشخاص هم الأبعد عن روح الثورة سواء الكنيسة أم الأزهر، فاعلم أن ترتيبات تتم في الخفاء لوأد الثورة المقبلة، ولن تستطيع.

إذا ما قرأت أن اللواء "عثمان" (مدير الشئون المعنوية) يقول أن (3) احتفاليات ستُقام بمناسبة الثورة يوم 25 المقبل.. الأولي بميدان "التحرير" (وكأنه هو الذي سيقيم الاحتفال) بينما أن الشعب لن يحتفل بالثورة بل سيستكمل الثورة. ويقول أن الجيش والشرطة لن يشاركا في هذا الاحتفال.. ومنذ متى شارك هؤلاء في الثورة؟ بل هم أعدى أعداء الثورة. ثم احتفالية بروتوكولية (مجرد منظر رسمي وصور للإعلام والدعاية)، ثم احتفالية غنائية، ربما ستكون تواشيح ودعاء بالقضاء على الثورة والثوار.

متى قرأت تصريحًا كهذا فاعلم أن الجيش والشرطة يتنصلان مقدمًا من أحداث جسام تهدِّد الثوار في ذلك اليوم.

متى قرأت هذا التصريح فاعلم أن الجيش يريد أن يصدر ترويجًا زائفًا أن الشعب يحتفل، وأن الجيش يحتفل، وأن الثورة تمت بسلام، وأن الشعب راضٍ عن الوضع فاهدأوا يا أولي الألباب ويا كل من يستدعي روح الثورة.

متي صاحبَ هذا التصريح تصريح من السلفي "عاصم عبد الماجد" أن السلفيين سوف يتولون منع البلطجية، عندئذ تفهم أن السلفيين هم البلطجية الذين يعتدون على الثوار في الميدان، وهذا ثمن صفقة نجاحهم في البرلمان، ولابد أن يدفعوه نقدًا للمجلس العسكري الذي وكَّلهم لوأد الثورة بالقوة وإخلاء ميدان "التحرير" باللباس الشرعي الذي يرتديه السلفيون تحت شعار الأمر بالمعروف، والقتل هنا معروف!.

حين يصرِّح "أبو بركة" القيادي الإخواني أن الإخوان سيشاركون في الميدان، وأنهم لن يسمحوا بالهتاف ضد المجلس العسكري، فاعلم أن الميدان سيكتسي باللون الأحمر بأياديهم الملطخة بالاغتيالات عبر تاريخ الإخوان.

حين يقبل قداسة البابا أن يذهب إلي الأزهر، وهو الذي يتحرَّك بصعوبة بالغة، فقط ليؤيِّد الأزهر، وكلاهما يؤيد المجلس تحت شعار ما سمعناه من قبل "لقاء استعادة روح الثورة"، فهل اجتمعوا ليحضروا لنا روح الثورة ثم يخنقوها أو يصرفوها بعيدًا عن "مصر" التي يأبى النظام أن يتخلى عن مخالبه المنتشبة في كل مكان فيها؟ إذا رأيت ذلك فاعلم أن كماشة المجلس تطوِّق الثورة من كل الاتجاهات، وهي بصدد خنق الثورة، مما يخلق ثورات وليس مجرد ثورة واحدة.

إذا رأيت الكتلة المصرية تنسحب من الترشُّح لمجلس الشورى فاعلم أنه اعتراض واضح على التزوير في انتخابات البرلمان، وأن هذا الاعتراض رسالة يفهمها العالم جيدًا، وستؤثِّر على شكل المجلس العسكري المتهاوي أصلًا.

متى قرأت أن (35) قيادة إعلامية ستتغيَّر والآن فقط، فاعلم أنهم يسترضون الثوار بأي شكل دون المساس بكراسيهم هم. يضحون بأي مستوى عدا التضحية بالكراسي والسلطة التي يخبئون خلفها فسادهم وظلمهم.

إذا رأيت ممثل النيابة في محاكمة "مبارك" يترافع بكلام مرسل أجوف قرأه من موضوع تعبير كتبه أحد تلاميذ ابتدائي، ثم يشتكي الآن- والآن فقط- أن الأجهزة السيادية لم تساعده في الحصول على أية أدلة، وأنه أوجد بنفسه أدلة الإدعاء ضد "مبارك" (طبعًا الأدلة عبارة عن شوية فيدويهات يوتيوب من النت، وشوية كلام من قصاصات الصحف، مع كلمة من ده على كلمة من التاني وكأنها محاكمة بجد...)، حينها تعرف أنه ليس "مبارك" وحده الذي يمثِّل دور المريض بل كل المحكمة تمثِّل على الناس والشعب يفهم ذلك جيدًا.

حين يتم تسريع الجلسات لكي ينتهي الفيلم سريعًا حسب طلب المشاهدين، ويمتلئ الكلام بالتهريج والطرائف، فاعلم أننا على مشارف ستعصف بجميع الممثلين من على خشبة المسرح؛ لأن هذه المحكمة التمثيلية مقيتة، مملة، ومعادة.

هذه هي المقدمات المريبة وجميعها سلبية.

مقدمات إيجابية تصنع الثورة
في وجود شخصيات مخلصة لم تتاجر بالثورة وبأدوارها وتضحياتها، عليك أن تتوقَّع الأفضل دائمًا. نبلاء مثل: "البرادعي"، و"نجيب ساويرس"، و"الأسواني"، و"نبيل شرف الدين"، و"أحمد حرارة"، و"إبراهيم عيسى"، و"جلال عامر"، و"دينا عبد الرحمن".

في وجود شعب لم تنطلي عليه كل محاولات غسيل المخ التي قام بها دعاة الفضائيات والمبشرين بجنة الإخوان والسلفيين الذين لم يكن لهم شاغل سوى الكراسي، ولاسيما الأقباط الذين صاروا رقمًا مؤثرًا في أي معادلة سياسية قادمة بعد خروجهم من عباءة الكنيسة وتحركهم بحرية.

في وجود برامج تستحق الاحترام يقدمها "يسري فودة"، والمرح "باسم يوسف"، وأحيانًا "أحمد المسلماني"، في وجود حركة "6 أبريل" التي لم تتلوث، في وجود الجبهة الوطنية للتغيير، في محاولات مترددة من "أيمن نور"، وومضات تذوب وتنبعث من جديد في وجود أهالي "السويس" الذين وجدوا قتلة الثوار يخرجون معززين مكرمين بالقضاء الفاشل في "مصر" الذي يبرئ المذنب ويذنب "مينا نبيل"- لن يجد هؤلاء سوى إبقاء الثورة على المحك حتي تندمل جراحاتهم، وهم الذين وعدوا بالثأر لذويهم بأنفسهم، وإن كنت أرى أن الثأر الحقيقي هو تحرير "مصر" من الفساد.


في فشل المنشقين على الثورة، مثل الهامشي "عكاشة"، ورجل السيديهات "مرتضى منصور".. أود لو أنه تشطَّر وأخرج لنا "سي دي" عن انتهاكات الانتخابات فيكون أفيد "سي دي" يمكن أن يلوِّح به بدلًا من سيديهات تافهة لا تخدم "مصر"، ولكن كل هذه مؤشرات نعرف منها أن العقل المصري لازال يفكِّر وينتقى (نوعًا ما).

في إنكار السلفيين بانتساب جماعة "الأمر والنهي" لحزبهم- هذه الجماعة الغبراء الهلامية- ولكن تبرأهم منها- وهي أقصى طموحاتهم- علامة على معرفة قدرهم الحقيقي في الشارع.

وفي تصريح الإخوان أن الفن حلال (بإذن الله) ترضية. وفي تصريحاتهم أن رجال السياحة يجب أن يشاركوا في وضع الدستور مؤشر جديد على أن الواقع السياسي يختلف عن الدعاية الانتخابية المليئة بالمبالغات الكاذبة.

ملاحظات أخيرة
هل تصدِّق أن المجلس العسكري لا يصدِّق أنه ستقوم ثورة في "مصر" يوم 25 يناير المقبل؟ سيتفاجئ كما تفاجأ كل الظالمين على عروشهم، سيتفاجئ رغم أن كل الخطوات تتم تحت أعين و بصر الجميع؟

هل تعرف أن الثوار أخذوا خبرات كافية لسيناريوهات الثورة؟ هل تعرف أن شخصيات كبيرة ستقود الثورة القادمة وتملأ الثغرات السابقة حين لم تكن للثورة قيادة؟ هل تعرف أن الثورة ستكون شاملة جارفة منتشرة أكبر من قدرات أي مقاومة لوقفها؟ هل تعرف أن الثورة ستكتمل لأن الشعب لن يدع ثورته مجرد قشور بل ستنفذ حتى أعماق "مصر" في كل الجسد المصري؟ هل تعرف أن تصريحات الكنيسة والأزهر لن تبدل شيئًا من السيل الجارف للثورة؟ هل تعرف أن هذا الشعب العظيم يحب السلام والأمان وهو مفتقدهما، ولذلك لن يلجأ الثوار كما نعرفهم إلى أي أعمال عنف؟

بدأت الثورة سلمية وستبقى سلمية، وأي محاولة لتلطيخها بيد المندسين هذه المرة لن تفلت من الشعب، فاحذروا غضب المصريين الحقيقيين الذين لا ينتظرون المواد التموينية في ميدان "التحرير"، بل ينتظرون الحق والعدالة والحرية. أما بعد هذا فلننتقل إلي وادي السلام.

كم تمشيت في الطريق. كان الخطر يلوِّح من هنا وهناك، وكانت يداك المثقوبتان حائلًا بين الخطر وبيني، فمشيت في سلام، حتى ابتدأ المراقبون ينظرون ويتعجبون، كيف تحفظ عبدك سالمًا سالمًا.

كم اجتزت البحار وهاجت الأمواج. لا أخفي عليك أنني ظننت أحيانًا أنك على وسادتك لا يهمك أمري. أنا أخطأت فاغفر لي ظنوني؛ لأنك حين دعوتك لم تتوان. حين صرخت انتشلتني. أمرت الأمواج بسلطان فهدأت. هدأت الحروب والمنازعات وغيرة الحاقدين، وبقيت واقفًا بجواري فلم تلطمني الأمواج. بدوت أنا عملاقًا بينما أن الحقيقة هو أنت. أنت هو الجبار، وأنا كنت في ظلك أحتمي، فبدوت كبيرًا في ظلك.

كم مرة أٌغلقتْ الأبواب وانتظرت النهايات البائسة. لكنك أنت أتيت بدلًا من النهايات، وفتحت لي بابك، وصرت بروحك القوة لي. روح النجاح والنصح. فتغيَّرت النهايات البائسة وصارت بدايات مقدَّسة، كأنما أنت صنعت لي حياة أخرى وأخرى وأخرى. كم مرة كنت أموت وأعيش بعظمة قيامتك.

يا قدوس كل الكون، تقدَّس في شعبك "مصر" لكي يستعلن شخصك في كل نجاح فتتقدس النجاحات بيمينك. فلتكن لك القيادة ويتبعك الشعب، فيتخلص الفاسدون من فسادهم، وتبقى أنت كالأبدية مصيرهم.

بسلامك سيِّج حول الثائرين لأجل الحب والخير والحق؛ لأن هذا ما أتيت لتعمله معنا. لسنا شيئًا إذا لم تكن في صفنا بعونك. ولن نصطد شيئًا سوى شباكًا خالية إلا من الحسرة والتعب إن لم تقل كلمة بركة وسلام وعليها نتكل.

قل كلمة فتبرأ "مصر". قل كلمة فعلى كلامك نلقي الثورة. نتبعك فيكون لنا مجازاة الأوفياء.

يا من اخترت الغيور ليكون من تلاميذك، اغرس فينا الغيرة في الحسنى. لنكون أبنائك أيها المبارك الرب يسوع. أحببت "أورشليم" و"مصر"، فامزج بين "مصر" والمقدسات، واصنع طريقًا للسلام في "مصر" حتى آخر الدنيا.

"مصر" مذبحك وشعبك، كانت ملاذك في القديم واليوم أنت ملاذها.
أنت أغنية "مصر" المحبوبة. أنت نشيد انتصارها الحقيقي. أنت نورها وحياتها الجديدة. أنت أيضًا إلهها ومخلصها. ليت "مصر" تتحوَّل بأكملها إلى الملكوت. نعم، نؤمن أنك أنت القادر على كل شيء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :