كتب – روماني صبري
قال المفكر والتنويري "إسلام بحيري"، انه لا سلطان روحي على المواطنين في البلاد العربية ألا من خلال المؤسسات الدينية المعترف بها ، موضحا أن هذا شيء محمود لا خلاف عليه ، ولكن إذا كانت هذه المؤسسات ترعى وتساعد وتدعم التيار الإصلاحي في البلاد .
مصلحة الدين والوطن أولا
وأضاف "بحيري"، خلال برنامجه "البوصلة"، الذي يقدمه عبر فضائية "تن"،:" لابد أن تضع المؤسسات الدينية على قائمة أولوياتها مصلحة الدين والوطن ، كذلك التيارات الإصلاحية داخل المجتمع."
ما الذي يعيق البرنامج التنويري ؟
وأوضح :" لكن للأسف المؤسسات الدينية تسير ببطء شديد صوب هذا الطريق ، ولتقدم الوطن يجب إلغاء كل القيود التي تعيق البرنامج الإصلاحي والتنويري داخل المجتمع والموجودة داخل عقول رجال الدين الذين يديرون هذه المؤسسات .
أنقذوا الإسلام
واستطرد :"هما مش عاوزين يخطو الخطوة دي وبيقولوا مش عاوزين نفتح على نفسنا باب كبير ! .. تفتح على نفسك باب إيه والإسلام صورته اتدمرت في العالم وتطبيقه خاطيء من 1300 سنة ! .. هي دي الحقيقة ولازم تواجهوها .
تشويه صورة الإسلام
وشدد "بحيري" على أن المشكلة الكبرى تكمن في التراث الذي تركه " ابن تيمية"، لافتا إلى انه تراث طويل امتد من القرن الهجري الأول حتى الثاني ، وحول الأحاديث إلى نصوص دينية شوهت الصورة النقية لأطر الآيات وزمانها ومكانها ، ما اثر على قيم الإسلام العليا.
تبعات أفكار ابن تيمية
وأردف :" هذا الفقه نتج عنه معاقبة المرتد عن الإسلام بالقتل ، وغزو البلاد ووضع شروط للتعامل مع أهل الكتاب .. مش بس كده ابن تيمية خلاها ومسلم ومسلم بس غير كده الكل كافر ، حتى الطير اللي في السما مقول .
أفكار تخالف جوهر الإسلام
ونوه على أن ثمة العديد من الجرائم ارتكبت باسم الإسلام استنادا على هذه النصوص ، لافتا إلى أن الملايين لا يزالون يؤمنون بفقه ابن تيمية ، الذي يخالف قيم الإسلام .
العلم الفكري
وفي إشارة منه إلى أن أفكار الإنسان تتغير حتى رجال الدين ، استشهد بحيري بما يسمى ( العلم الفكري) ، موضحا أن هذا العلم كشف أن الإنسان قابل للتغيير ، وضرب أمثلة دون ذكر أسماء مثل الشباب المسلم الذي كان قرر الجهاد إيمان منه أن المسلم الحقيقي هو من يجاهد لرفعة الإسلام ، وبعد ذلك رأى أن الإسلام ليس كذلك بل يأمر بالمعروف .
وأردف :" يعني ممكن نقرا كتاب لكاتب كان كتبه وهو في مرحلة الثلاثينات ونكتشف انه غير أفكاره لما وصل لمرحلة الشيخوخة ، ولو سألناه هيقول ده كان رأيي وقتها .. لذلك عشان تقرأ أو تؤمن برأي إنسان لازم تفضل تتابع كتباته أو فقهه لحد أخر يوم في حياته .
