بقلم : مودى يوسف


لا أستطيع أن ألوم المصريين الذين يحملون صورة تشاؤمية لما حدث فى مصر خلال عام كامل بعد الثورة ولا أستطيع أن أكبح جماح شعورهم إما بالحزن لما حدث أو بالإحساس العميق بالخوف لما يمكن أن يحدث. فالكثير من هؤلاء يحملون مخاوف متعددة لما آلت إليه الأمور فى بلدهم وترتبط قناعاتهم بما يحملونه مما يشاهدوه على أرض الواقع أو مما تنتقيه بعض وسائل الإعلام إما لتهدئة الموقف أو لبعث رسائل تفيد بأن هناك أمور يجب أن نحذر منها أو نرتاب لما يمكن أن يحدث يوماً ما من إنهيار فى الأمور فى هذا البلد العظيم وبالرغم من هذه النظرة التشاؤمية إلا أنهم يتشبثون بأمل أن تتغير الظروف وأن تصبح الدنيا أكثر وضوحاً مما يشعرون به هذه الأيام.


ولا أستطيع ايضاً أن أنهر هؤلاء الذين يملأ قلوبهم التفاول بما حدث وهم فى إنتظار الأفضل والأفضل ويتربصون للفساد فى كل مكان ويرون أن الخطوات التى تحركت بها البلد وبالرغم من إعتراض البعض بل الكثير عليها ما هى إلا خطوة لم نكن نعهدها قبلاً وبالفعل فالكلام منطقى جداً بنزول أغلب المصريين للإدلاء بأصواتهم فى إنتخابات مجلس الشعب هو أمر لم نعهده إلا عندما تغيرت الأمور ولم نكن نحلم – بغض النظر عن النتائج – أن يشعر المواطن المصرى بأنه ذو قيمة فى وطنه ويشعرون أن الليل قد حان أن ينفرج وأن النهار والشمس ستسطع على هذه الأرض الطيبة وأنه مازال لدينا القدرة على صناعة أمر جديد وأن الأغانى مازالت ممكنة وأن القادم هو الأفضل.


ولكن ما آراه ومن وجهة نظرى أنه لابد وأن يقوم الجميع بعمل الأفضل ليس فقط إنتظار عندما تتحسن الأمور بل أن نتحرك نحن ليكون الأفضل هو من صنع ايادينا ومن خلال معتقاداتنا وإيماننا بأن هذا الوطن يجب أن نتعامل معه لا مجرد "تورتة" يريد الجميع إقتسامها بل أنه "وطن يعيش فينا" يلزم على الجميع الحفاظ عليه وألخص وجهة نظرى فى النقاط التالية:


1- على جميع الأحزاب السياسية القيام بدورها الحقيقى لا لكسب أكثر عدد من المقاعد فى البرلمان بل لتوعية طوائف الشعب المصرى بإختلاف إنتمائاتهم لكيفية التمرس فى الحياة السياسية والتعامل مع المواقف السياسية بشكل فعال وهادف.
2- أن تقوم دور العبادة المسيحية والإسلامية – المساجد والكنائس – بدورها الفعال لا لإختيار نائب بعينه أو لتفتيت أصوات لنائب آخر بل يلزم التغيير الفعلى للخطاب الدينى بحيث يبتعد تماماً عن السياسة ويرتكز على التعاليم السامية فى الديانتين المرتكزة على محبة الناس والتسامح وكيفية التعامل مع الآخرين بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو أى إختلافات أخرى.
3- أن يتفاءل المتشائمون وينظرون لنصف الكوب الممتلئ الذى وربما ينظرون إلى الأمور أنها غير مواتية لإحداث تغيرات حقيقية لكن وإن بقى فقط الأمل فلن يصبح الأمر من المحال.
4- أن يبدأ المتفائلون فى العمل الجاد والتفكير فى النزول لشارع الحياة الحقيقية التى تهدف إلى الإجتهاد والعمل والإنتاج وتوفير واقع يستطيع الجميع أن يعمل بشكل فعال وآمن.
5- أن تقوم وسائل الإعلام بدور محايد لا إنصاف لطرف على طرف ولا تعبئة ضد فصيل بعينه بل أن يكون الدور التوعوى والدور الوطنى لها فعال بشكل يؤدى إلى حصولها على المصداقية الكاملة لدى المواطن.
6- يجب أن تتوحد جميع أطياف الشعب لإتخاذ مواقف وقرارات واحدة لا للتخبط أو المعاداة أو العنف ضد الآخر وقتها فقط نستطيع أن نقول "لسه الأغانى ممكنة".