الأقباط متحدون | أين الإرادة المصرية ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٥٨ | السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ | ٥ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أين الإرادة المصرية ؟

السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : نسيم عبيد عوض


ونحن نسعى لتفعيل سلطة الشعب المصرى بكل طبقاتة وفئاته بمسلميه وأقباطه ‘ونحو إرادة مصرية مستقلة ‘وطريق واحد للمواطنة ‘نستعيد اليوم صفحة من تاريخ مصر الوطنى والعريق ‘‘ففى عام 1805 عام الأرادة المصرية ‘ وبداية نهضة مصر الحديثة‘عندما شبت الثورة بقيادة السيد عمر مكرم ‘ قام نواب الشعب وزعماؤه بخلع الوالى التركى خورشيد باشا عن ولاية مصر‘ وقرروا تولية محمد على واليا على مصر‘ ‘فقام مندوب خورشيد باشا بلقاء عمر مكرم ‘ وابلغه برفض قراراتهم ‘ وقال له " كيف تعزلون من ولاه السلطان عليكم وقد قال الله تعالى " أطيعوا الله .والرسول . وأولى الأمر منكم " فأجابه عمر مكرم " أن أولى الأمر هم العلماء وحملة الشريعة والسلطان العادل ‘ وهذا الرجل رجل ظالم ‘ وقد جرت العادة من قديم الزمان أن أهل البلد يعزلون الولاة الظالمين.


وإزاء هذا الرفض قرر الشعب الثورة . فأجتمع قادة الشعب ‘ عمر مكرم ‘ جرجس الجوهرى كبير المباشرين الأقباط والشيخ الشرقاوى والشيخ الأمير والقاضى ‘ وقرروا حمل السلاح لكل قادر . وخرجت جموع الشعب بجميع طبقاته واختلاف أعمارهم ومراكزهم وطوائفهم ‘ حتى قال المؤرخون أن فقراء الشعب من العامة كانوا يبيعون ملابسهم أو يستدينون ليشتروا الأسلحة ‘ ونشب القتال بين الوالى والشعب ‘ حول القلعة ‘ حتى إستسلم خورشيد باشا ‘وترك القلعة وغادر البلاد . وهنا إنصاع السلطان العثمانى لقرار شعب مصر ‘ وأصدر الفرمان بتثبيت محمد على واليا على مصر ‘ إستجابة لثورة وطلب شعب مصر .وهكذا توجت الثورة بفوز إرادة الأمة المصرية ‘ وإستقر الحكم لما أراده الشعب ‘ وهكذا بدأت نهضة مصر الحديثة عام 1805.


هذه صفحة واحدة من تاريخ مصر الناصع ‘ نرى فيه تحكم الإرادة المصرية فى مصير شعبها وأمتها ‘ ومستقبل أيامها ‘ حيث قرر الشعب وزعماؤه ‘ ولم يستسلموا الآ بتحقيق مطالبهم. هذا كان منذ أكثر من مائتي سنة . والناظر إلى حال مصر فى السنين الأخيرة ‘يرى أن الإرادة المصرية تائهة ‘تبحث عن شعب يتمسك بها فلا تجد . فالإرادة المصرية غائبة حائرة لاتجد من يلتف حولها ‘والكل فى وادي النسيان . تقطعت الإرادة الى مئات الأجزا ء ‘ وكل قطاع من الشعب يتعلق بجانب منها وبمصالحة ‘ تشتت الأمة بين ثوار فى ميدان التحرير ‘ وآخرين فى ميدان مصطفى محمود ‘ ووآخرين فى ميدان العباسية ‘ ومجموعات ذات توجهات مختلفة بعضها فى محمد محمود ‘ وبعضها فى مجلس الوزراء ‘ وجماعة محظورة تتحول الى حزب سياسى يحصد الأغلبية العددية لمجلس الشعب ‘ وخارجون من سجون أمن الدولة يستولون على شوارع مصر ‘ وجماعات أنصار السنة المحمدية (السلفيون حاليا ) يحتلون باقى كراسى المجالس ‘ ثم جماعة مجلس الوزراء ‘ وفوق الكل مجلس عال يسمى المجلس العسكرى ‘ وجماعات ومثقفين من بيوتهم ‘ وآخرون من أموال البتروليات ‘ وفضائيات تعمل بأموال قطر والسعودية ‘ وموجهو تربية وتعليم يطلبون فى إمتحانات المدارس ‘ أن يشكر الطلبة المجلس العسكرى ‘ وتهنئة حزب الحرية والعدالة بالفوز فى الإنتخابات ‘ وأن يحطوا بقدر ثوار 25 يناير ‘ ومفتى الديار المصرية يكفر أتباع المسيح عيسى بن مريم ‘ ويكون فى نفس الوقت فى مقدمة وأول المهنئين بعيد ميلاد عيسى المسيح ‘ و مهندس كبير ‘وعضو مؤسس فى حزب أطلقوا عليه النور ‘ وليس فيه تباشير النور ‘ ينشر علنا أنه لا يفتخر بحضارة الفراعنة من دون العالم المبهور كله بهذه الحضارة ‘ويطالب بتغطية تماثيلهم بالشمع حتى يغطى عورتهم ‘ ويقرر بأن كتابات الحائز على جائزة نوبل ‘ أدب دعارة وفسق .


مانعانيه الآن هو تشتت الإرادة المصريةوتفتيت إرادة الشعب ‘وهو نجاح عظيم لإجهاض أية ثورة ,فلو بحثت الآن كيف يسعى الوطن الى الإستقرار ونهضة مصر تجد الفكر موزعا بين ‘هل يوضع الدستورثم الأنتخابات البرلمانية ثم انتخاب الرئيس ‘ أو الإنتخابات ثم الدستور ويليه الرئيس ‘ وآخرون يرون إنتخاب الرئيس قبل الدستور ‘ ثم هل يبقى مجلس الشورى او يلغى ‘ وهل يستمر تزييف الحقيقة من أفندى الى فلاح او عامل ‘ او بقاء نسبتهم فى المجلس أو تلغى ‘ثم من سيختار اللجنة التأسيسية التى ستقنن الدستور ‘والفقه الدستورى المعروف للعالم كله ‘ غيروه الى فقه اخوان وسلفيين ‘ بمعرفة طارق البشرى وصبحى صالح ‘ اللذين باعا للمجلس العسكرى دستورا يحرم إنشاء أحزاب بمرجعية دينية ‘ ثم تتحول الجمعية الدينية الى حزب سياسى , وفى النهاية مجلس برلمانى يكاد يخلو من الأقباط الذين يمثلون 19 مليون نسمة ‘ ومن المرأة وهى نصف المجتمع ‘ وكذلك من الشباب الذى يمثل 30% من شعب مصر ‘ ولكن أغلبيتة ذوو لحى قصيرة وطويلة ‘ وتركت بضعة كراسى لباقى الشعب . فهل هذه هى الديمقراطية ‘ وهل تختلف عن ديمقراطية الحزب الوطنى .


لقد نجحت عوامل كثيرة فى قتل الإرادة المصرية وفى عز النهار ‘ القتله يسفكون الدماء ويهرسون الأقباط تحت المدرعات ‘ ثم يأتون الى الكنائس يهنؤون الكنائس ويوزعون القبلات يمينا ويسارا ‘ يخنقون الشعب بالقنابل الكيماوية ‘ ثم يخرج علينا البعض يطالبون بضرورة بتكريم مجلس القتلة والسفاحين . يصوبون الرصاص الى أجساد وعيون المصريين ‘ ويخرجون علينا بالملابس الميرى المهيبة ‘ يحتفلون بثورة مصر ‘ والشعب افقدوه ارادته والجموا لسانه ‘ لكى لا يسأل أي ثورة ستحتفلون بها ‘ الثورة التى أسقطت النظام ‘ أم ثورة إعادة نظام الحكم القديم .


ليس هذا شعبى الذى أراه فى صفحات تاريخ بلدى ‘ حيث كانت الإرادة المصرية واحدة متماسكة بمواطنة كاملة ‘ أستطاعت ان تحقق إستقلال مصر عن المستعمرين الطغاة ‘ وتجمع الشعب بكل فئاته وطوائفه على كلمة سواء ‘ وقفوا صفا واحدا أمام أعتى دول العالم ‘حتى أصبح لمصر مكانتها المرموقة فى كل المجالات علميا وفنيا وحضاريا ‘ تتغنى بها الأمم وتقتدى بها ‘ ولكن النظام السابق منذ عقود عديدة نجحوا فى تفتيت الإرادة المصرية ‘حتى أصبحت وحدة الإرادة حلما من الأحلام‘وأصبح مستقبل مصر فى مفترق الطرق . ولك الله يامصر بدون إرادة شعبك .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :