في مثل هذا اليوم 9 اكتوبر 1967م..
المناضل الكوبي تشي غيفارا Guevara ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد. طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي. شخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزاً في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
درس الطب في جامعة بوينس أيريس و تخرج عام 1953 وكانت رئتيه مصابة بالربو وبسبب ذلك لم يلتحق بالتجنيد العسكري. قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت نلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحده أميركا الجنوبية وبالظلم الكبير من الدول الإمبريالية للمزارع البسيط الاميريكي.
برز تشي غيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت وسريع البديهة يحسن التصرف في الأزمات. لم يعد غيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد وشريك فيديل كاسترو في قيادة الثورة أشرف كاسترو على استراتيجية المعارك وقاد غيفارا وخطط للمعارك. عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت للثورة شعبيتها لكن كان غيفارا خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم ايديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني.
كره غيفارا اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه. ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا فإنه كان يحتقر التحريفيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وفي كوبا أيضا. وبالفعل فإن الثورة في كوبا على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم كانت مستقلة وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي. ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة التي لم يكن من السهل صنعها عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب.
سافر غيفارا لمدينة نيويورك على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة وخلال كلمته الحماسية انتقد غيفارا عدم قدرة الأمم المتحدة لمواجهة السياسة الوحشية ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وأعلن "ألا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل شيئا لوقف هذا الأمر؟".
ثم شجب جيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا: "أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم، الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً وقاموا بحمايتهم وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار. من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟".
في يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبراً القوات البوليفية الخاص بموقع غيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو فقامت القوات بمحاصرة المنطقة وجرح غيفارا وأسره حين كان يحاول قيادة الفرقة مع "سيمون كوبا سارابيا". تم تقييد غيفارا واقتيد إلى مبنى مدرسة متهالك بني من الطين في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا وبعد يوم ونصف رفض غيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط. في ليلة 8 أكتوبر قام غيفارا على الرغم من كونه مقييد من يديه بركل الضابط البوليفي اسبينوزا على الحائط بعد أن حاول الضابط انتزاع غليون غيفارا من فمه كتذكار. في مثال آخر للتحدي بصق جيفارا في وجه الاميرال البوليفي اوجاتاشى قبل إعدامه بوقت قصير.
في صباح 9 أكتوبر طلب غيفارا مقابلة مدرسة من القرية وهي جوليا كورتيز التي تبلغ من العمر 22 عاماً. كورتيز ذكرت في وقت لاحق أنها وجدت غيفارا "رجل مظهره مقبول ولديه نظرة بسيطة ولمحة من السخرية". خلال المحادثة القصيرة شكا غيفارا لكورتيز عن الحالة السيئة للمدرسة مشيراً إلى أنها مضادة لتربية وهو من غير المتوقع أن طلاب الكامبيسينو يتعلمون هنا في حين ان "المسؤولين الحكوميين يحصلون على سيارات مرسيدس " قائلاً ان هذا هو ما نحاربه.
وفي صباح ذلك اليوم أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل غيفارا. لجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور امر فيليكس رودريغيز بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي. وقبل لحظات من إعدم غيفارا سأل عما إذا كان يفكر في حياته والخلود فأجاب: "لا أنا أفكر في خلود الثورة". اصيب غيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعهم شمل هذا على خمس مرات في الساقين ومرة واحدة في كتفه الأيمن والذراع الأيمن ومرة واحدة في صدره وطلقه واحدة في الحلق.
من اقواله:
"لا يهمنى متى واين سأموت لكن يهمنى ان يبقى الثوار منتصبين يملأون الارض ضجيجاً كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق اجساد البائسين والفقراء والمظلومين" وسيظل صدى هذه الكلمات يتردد ويلهم المئات فى مكان وزمان ما دام الظلم والعنف يسود هذا العالم.!!