كتب – روماني صبري
غيب الموت بالأمس عن عالمنا الفنان "طلعت زكريا"، اثر تعرضه لوعكة صحية شديدة ، ولكن كالعادة ظاهرة الشماتة في الموت باتت لا تنفك عن جماعة الإخوان الإرهابية وكل معارض سياسي للنظام ، حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان خبر رحيل زكريا ، ففلان أخذ يقول : "نفق" طلعت زكريا كاره ثورة يناير"، وآخر سياسي شهير عبر حسابه على فيسبوك:" لن أترحم على طلعت زكريا .. كان ضد ثورة يناير وشبابها ، أما محمد مرسي العياط فكان خصم شريف لذلك ترحمت عليه !"، أما المتشددون الذين يسكنون بجوار منازلنا ويحملون نفس جنسيتنا المصرية من رواد هذه المواقع فشرعوا على الفور يعلقون ويجودون قائلين :" رحل زكريا الذي ينتمي للفنون الكافرة حتى يلاقي عذابا أليما ".. الكارثة الكبرى أن التعامل والترحم مع الميت بات وفقا للأهواء السياسية، وهو ما يضرب بمصطلح (الإنسانية) الذي لا أحبه عرض الحائط .. رحم الله الفنان الراحل طلعت زكريا وكل إنسان على وجه الأرض سواء كان دينيا أو غير دينيا .. سياسيا آو من ضمن هؤلاء الذين يبغضون السياسة .. فليرحم الله الجميع ويهذب ألسنتنا.
البداية
ولد طلعت زكريا محمد يوسف عام 1960 بمحافظة الإسكندرية، ولان حب الفن حط رحاله داخله مبكرا ، قرر "زكريا"، الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية - قسم التمثيل والإخراج – ليشارك بعد ذلك في مسرحية (الشخص) عام 1982 ، وفي عام 1984 تخرج طلعت من المعهد العالي للفنون المسرحية .
كنز ثمين
اعتمد "زكريا" على تقديم الكوميديا البسيطة التي افتقدها الجمهور المصري منذ أفلام الأبيض والأسود ، ولا يعني هذا انه كان ممثلا كوميديا فقط ، وأعماله غير الكوميدية تعكس ذلك ، لكنه برع في الكوميديا ، ما جعل صناع السينما ينتبهون إليه ويعتبرونه رمانة ميزان الفيلم، مثل الفنان حسن حسني .
في فيلم "حريم كريم" الذي أخرجه علي إدريس، لم يكن زكريا بطله الرئيسي ، بل كان مصطفى قمر وياسمين عبد العزيز ، وآخرون رأينا أسماءهم تظهر على( تتر) بداية الفيلم قبله ، لكن لأنه نجح في كسر تابوه الممثل البطل ، بات هو بطل الفيلم ، وما يؤكد ذلك إفيهاته في الفيلم التي لا يزال الجمهور يستعين بها ومنها : مشهده مع الفنانة علا غانم عندما اعتقدت أن رائحة عطرها حاز إعجابه ، فرد عليها :" ريحة الخروف اللي بيتشوي هي اللي مجننة أمي."
ملك الافيهات
كما برع زكريا في تأليف الافيهات، وعرضها على المخرجين ، ما جعل البعض يلقبونه بملك الافيهات ، ومن ابرز مشاهده في السينما، التي لا ينساها الجمهور ، عندما ظهر بمشهد واحد في فيلم "هو في إيه" وراح يهدد ركاب الطائرة كأنه سائق ميكروباص وليس قائد طائرة :" أي حد هشوفه بيدخن ورحمه أمي الغالية في تربتها لأنزله من الطيارة ."
وقدم زكريا عدد من الأعمال السينمائية الناجحة منها ، أبو علي، عوكل، حاحا وتفاحة، غبي منه فيه، طباخ الرئيس, حرامية في كي جي تو، حرامية في تايلاند.
الأزمة الصحية
كان تعرض الراحل في سبتمبر عام 2007 لازمة صحية كان لها اثر على وفاته ، وذلك بعد إصابته بالتهاب شديد في أحد شرايين المخ ، ما جعله يصاب بغيبوبة ، لكن بعد السفر للخارج لتلقي العلاج مرت الأزمة بسلام لكن تبعات المرض ظهرت على طلعت بعدها خلال لقاءاته التليفزيونية وأعماله الفنية ومنها فقدان الوزن المفرط ، التعرق الشديد، عدم القدرة على التنفس بكيفية طبيعية .
حياته الشخصية
وتزوج زكريا مرتين ، الأولى من سيدة تدعى صباح، وأنجب منها عمر واميمة، والثانية من السيدة شيرين المنزلاوي والدة الفنانة هنا الزاهد .
رثاء الزاهد له
ونعته هنا الزاهد عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات بنشر صورة لها برفقته وعلقت عليها: "دي آخر صورة اتصورتها في كتب كتابي مع أبويا وحبيبي وسندي اللي كبرت معاه سنين، وعايزة أقولك انك ربنا هيدخلك الجنه يااطيب خلق الله".
وأضافت: "أنا عايزة أقولك إني معرفتش كلمة بابا غير وانا معاك عمري ماقولت أصلا تقريبا بابا غير ليك، كنت بجري عليك أول ما اعمل حاجة غلط عشان تدافع عني قدام ماما".
وتابعت: "فاكرة أول بيض أومليت وقولتلي اعملي مطعم بالهنا والشفا وأدتني 100جنية عشان تشجعني أطبخ، كنت دايما بتقولي أنتي هتبقي حاجة كبيرة وكنت بتشجعني كنت فخور بيا لما اتخرجت وعيطت اليوم ده".
واختتمت: "أنا عمري ماحسيت انك مش أبويا اللي مخلفني أنا مش مصدقة اني مش هشوفك تاني وأقولك زازي يازازي، نفسي ترجع وأقولك قد اية احنا بنحبك كلنا وأقولك انك أعظم ممثل انا بحبك أوي وماكونتش اعرف اني بحبك اوي كده ..هتوحشني ياأحن انسان عرفته في حياتي ..أرجو الدعاء."