الأقباط متحدون | الفرق بين نجيب ساويرس وفينس مكمان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٦ | الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢ | ٦ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفرق بين نجيب ساويرس وفينس مكمان

الأحد ١٥ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : مايكل ماهر عزيز

مصارعة المحترفين من أهم وأنجح الرياضيات في وقتنا الحالي وأكتسبت مصارعة المحترفين شهرتها من قبل مؤسسها رجل الاعمال " فينس مكمان " وحقيقتاُ فأنا وغيري من عشاق هذه الرياضة دائما نتابعها بشغف ونشاهد بطولاتها , وفي ذات يوم من الايام سألت نفسى هذا السؤال هل المصارعة الحرة تمثيل أم حقيقة ؟؟

في الحقيقة المصارعة الحرة ليست في الاصل تمثيل وليست أيضا حقيقة !!! ولكن مصارعة المحترفين هيا عبارة عن " سيناريوهات " فيجب أن نعقلها هل من المعقول أن يترك رجل مثل " فينس مكمان " شركته التى تبلغ استثماراتها مليارات الدولارات أن يتحكم فيها الموظفون (المصارعون) فهذا يدفن ذاك وذلك يولع فى هذا والمصارعين يخلصوا علي بعض !!

ولكن الحقيقة هى أنه يوجد كتاب سيناريو يحدد الأحداث ... وأهم العوامل المتحكمة فى هذا السيناريو هـــو كيفية جذب المشاهد للحضور والدفع مقابل المشاهدة .

وهذا لا يمنع أشتراك فينس مكمان في هذه السيناريوهات فقد كان في الماضي يلعب دور الرجل الشرير وكان المصارع ستيف اوستين يلعب دور المشاكس وكان دائما ضد تصرفات مكمان وهذه الافعال والسيناريوهات دائما ما تجذب الجمهور وتجعلهم يفكرون فيما سيحدث من أحداث وما نهاية هذا الامر .

هذا الامر يدعونا للتساءل عن وجه التشابه بين فينس مكمان رئيس شركة المصارعة الترفيهية وبين رجل الاعمال نجيب ساويرس رئيس شركة أوراسكوم تيلكوم . فالاثنين يوجد تشابة كبير بينهما وهو ان كل منهما لديه شركته الخاصة وكل واحد منهما يلعب سيناريو خاص به يزيد من نجاحه وشهرته ... ولكن الفرق بين مكمان وساويرس أن الاول يلعب علي وتر المصارعة والثاني يلعب علي وتر الطائفية !!!.

مشكلة المهندس نجيب ساويرس بالنسبة للكثيرين انه رجل أعمال مسيحي ناجح !!
وفي نفس الوقت فهو الوحيد من رجال الاعمال هو وأفراد عائلته الذين نجو من المسائلة القانونية عن الكسب المشروع وغير المشروع وما هو مصدر تربحهم في السنين الماضية وقد أدرك السيد ساويرس وعائلته بالخطر علي اعمالهم في مصر وعلي شركاتهم الرئيسية في هذا البلد خصوصا بعد تقدم الاسلام السياسي وصعود الاسلاميين الي البرلمان .

هذا وقد أدرك ساويرس جيدا انه لو بقا علي هذه الشركات الكبيرة في مصر فأنه في المستقبل سوف تتعرض شركاته في يوماً من الايام الي التأميم من قبل الدولة مثلما حدث مع رجل الحديد المسجون أحمد عز والذي قامت الدولة بتأميم شركاته لإجل غير مسمي وغيره من رجال الاعمال المشكوك في مصدر ثروتهم ولذلك فقد قرر ساويرس بحماية شركاته والاندماج ببيع حصته بأوراسكوم تليكوم لصالح شركة فيمبلكوم الروسية وبهذا الاتفاق ستنشأ خامس اكبر شركة للهاتف النقال في العالم من حيث عدد المشتركين (174 مليونا)، وتبلغ ايراداتها التشغيلية 21.5 مليار دولار، كما اعلنت فيمبلكوم على موقعها الالكتروني .. وبموجب هذا الاتفاق ستحصل فيمبلكوم على كامل ملكية شركة الاتصالات الايطالية ويند التابعة لإوراسكوم واكثرية حصص الملكية في شركة اوراسكوم المصرية، المملوكتين لمجموعة ساويرس القابضة. وبالمقابل ستحصل مجموعة ساويرس على اموال نقدية وحصص ملكية في الشركة الجديدة.ولم يتم الكشف عن قيمة الصفقة، الا ان صحيفة فيدوموستي الروسية قدرت قيمتها بـ6.4 مليار دولار لصالح نجيب ساويرس

إذن فأن لعبة المال والمصالح هي المحرك الاساسي لبقاء عائلة " آل ساويرس " في مصر فقيمة شركات عائلة ساويرس حوالي 40 % من البورصة المصرية علي الاقل فلو أرتفعت أسهم اوراسكوم فبالتالي سوف يرتفع مؤشر البورصة المصرية والعكس الصحيح ..

لذلك تحرص القيادة المصرية في ان تتعامل بحذر مع نجيب ساويرس وأفراد عائلته وهذه المعاملة الخاصة تلقي غضباً وسخطاً من تيارات كثيرة ومنها الحركات الاسلامية الراديكالية الرافضة لكل ما هو مسيحي في البلاد فلو دخلت في إحدي المواقع المتشددة فسوف تري بعينك مدي الهجوم الرهيب علي شخص نجيب ساويرس وذلك الهجوم بسبب أراء وأقوال وأفعال المهندس نجيب ساويرس .

وفي الحقيقة يستفاد من هذا الهجوم ثلاثة خصوم :
1- الخصوم الاقتصاديين
2- الخصوم الدينيين
3- نجيب ساويرس نفسه !!!

فالخصوم الاقتصاديين وهم المستثمرين الذين ينافسون ساويرس سوقياً ويرونه عائقاً اقتصاديا لهم وقد أستغل هؤلاء الخصوم حادثة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة التي نشرها المهندس نجيب ساويرس علي صفحته علي تويتر أحسن أستغلال وعلي آثر ذلك ظهر علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك صفحة تدعو " وإحنا كمان بنهزر يا ساويرس " وتهاجم هذه الصفحة نجيب ساويرس وتدعو الي مقاطعته اقتصادياً وقد لبي الكثير من المغيبين مثل تلك الدعوات وقامو بتحويل خطوط الاتصال الخاصة بهم من شريحة موبينل الي أي شريحة إحدي تلك الشركات المنافسة وقد خسرت شركة موبينل جراء تلك الازمة قرابة المليون مشترك .

وبالنسبة للخصوم الدينيين وهم يعرفون نفوذ نجيب ساويرس ومدي تأثيره علي الاعلام فهو بالنسبة لهم رجل علماني لا يحترم الاديان ويبيح شرب الخمر وتوجد له فيديوهات كثيرة يتكلم فيها عن مفهومه للحرية ولبس المرأة والكثير من أحاديثه الاعلامية التي يراها هؤلاء الاسلاميين المتشددين بعيدة عن مفهوهم وثقافتهم الدينية لذا وجب علي هؤلاء مهاجمته واعلان الحرب عليه .

الرابح من كل هذا هو نجيب ساويرس ذاته فهو بتلك السينايورهات كما قولنا تزيد من شعبيته في الشارع القبطي والذي يري الاقباط فيه نموذج للمسيحي الناجح وأيضا بهذا الهجوم يكسب ود الدول الخارجية والمستثمرين الاجانب في الخارج الذين يلتفون حوله لمساعدته في الاستثمار بمصر وبقية الدول فنجيب ساويرس يعتبر وصلة الهمز بين هذا وذاك وقد علم بهذا الامر جيدا نظرا لموقع مصر الاستيراتيجي بمنطقة الشرق الاوسط وهو بنفسه أجــاد هذه اللعبة وهذا السيناريو .

فلو رائينا أحد من هؤلاء المتشديين يهاجم ساويرس نري عكسه تعاطفناً قبطياً كبيرا ونري هذا التعاطف في ردود فعل الاقباط علي المواقع الاجتماعية فبعد إنشاء صفحة " إحنا كمان بنهزر يا ساويرس " ظهرت صفحة قبطية بعنوان " إحنا كمان بنهزر يا سلفيين " !!! وهذا رد طبيعي فلكل فعل رد فعل .
ونظير هذا التعاطف يستغل ساويرس كونه رجل أعمال قبطي مضطهد للتأثير علي القيادة المصرية التي تري انه لو قامت في يوم من الايام بمحاولة محاكمته جدياً فذلك سوف يأثر علي البورصة والاقتصاد وسوف يعتبر الكثير ان هذه محاكمة طائفية .

وبهذا الشكل أصبح نجيب ساويرس يتمتع بحصانة سياسية واقتصادية ودينية لم يتمتع بها أحد بمصر في يوماً من الايام

فبالرغم من المحاكمة الشكلية التي يحاكم بها ساويرس الان بتهمة إزدراء الأديان ونشر صور مسيئة للإسلام إلا ان هذه المحاكمة تدخل تحت بند " السيناريوهات " التي تحدثنا عليها مسبقاً .

.. ففي الحقيقة لا يوجد شئ أسمه محاكمة بدون متهم واقف أمام المحكمة
فنجيب ساويرس قبل محاكمته بيوم واحد ذهب واصطحب معه أبنه الذي لم يستكمل خدمته العسكرية وسافرو الي باريس لقضاء عطلتهم ..

للاسف هذا سيناريو جديد لـ إلهــــاء المصريين عن مشاكلهم اليومية وإبعاد أنظارهم عن المجلس العسكري وما يفعله وما يخطط له .. فقد نجح السلفيين في كل مرة بأن بجعلو المصريين يلتفتو نحو قضية جديدة يفتعلونها لإشغالنا وأشغال انتباه الاقباط في قضية جديدة . فبعد كاميليا وعبير أصبح هناك نجيب ساويرس !!!

وكرد فعل لنتيجة هذا السيناريو فسوف يقوم مجموعة من الاقباط بعمل سيناريو أخر وهو المطالبة بمحاكمة بعض الرموز السلفية التي تزدرء المسيحية .

والســـؤال الان

إلي متي سوف ينتهي هذا السيناريو وغيره من السيناريوهات وهل سيربح أصحاب هذا السيناريو مثل كل مرة وهل سنستمر نحن المصريين في المشاهدة فقط
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :