كتبت - أماني موسى
يحتفل المصريون بأصداء الذكرى الـ 46 لانتصارات أكتوبر المجيد، ولازالت الأسماء التي شاركت بهذه البطولة والملحمة تتوالى، لازال التاريخ يذكرها بكل فخر وإعزاز، من بين هذه الأسماء المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في حرب أكتوبر، والذي شغل منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة أيضًا، وشغل قبلها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة. تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا في التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية. يعتبر آخر وزير حمل لقب وزير حربية في مصر، حيث تغير اسم الوزارة بعد ذلك إلى وزارة الدفاع.. نورد بالسطور المقبلة بعض المعلومات عن حياته.
وُلد محمد عبد الغني الجمسي يوم 9 سبتمبر عام 1921 في محافظة المنوفية بقرية البتانون، لأسرة ريفية كبيرة متوسطة الحال، تتكون من سبعة أشقاء وكانت ميسورة الحال يعمل عائلها في الأراضي الزراعية بمحافظة المنوفية.
أتم التعليم النظامي في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، وألتحق بالكلية الحربية وهو ابن 17 عامًا مع عدد من أبناء جيله،وكان منهم : جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، وصلاح وجمال سالم، وخالد محيي الدين. وغيرهم من الضباط الأحرار، وتخرج منها عام 1939 في سلاح الفرسان سابقًا وهو سلاح المدرعات حاليًا.
ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عُين كضابط في صحراء مصر الغربية، وكان شاهدًا على أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل، وكانت تجربة مهمة ودرسًا مفيدًا استوعبه واختزنه لأكثر من ثلاثين عامًا.
وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل مسيرته العسكرية، فعمل ضابطًا بالمخابرات الحربية، فمدرسًا بمدرسة المخابرات؛ حيث تخصص في تدريس التاريخ العسكري لإسرائيل الذي كان يضم كل ما يتعلق بها عسكريًا من التسليح إلى الإستراتيجية إلى المواجهة. وبعد ذلك تلقى عددا من الدورات التدريبية العسكرية في كثير من دول العالم، وحصل على اجازة كلية القادة والأركان عام 1951، وحصل على اجازة أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966.
استقالته عقب النكسة وتعيينه رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة
وبعد هزيمة 67 تقدم باستقالته من القوات المسلحة، لكن عبد الناصر رفض استقالته وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري، وتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
في عام 1973 عندما اقترب موعد الهجوم لتحرير سيناء كان يرأس آنذاك هيئة عمليات القوات المسلحة، وقام بوضع دراسة حول أنسب توقيتات عملية الهجوم، لتقديمها إلى الرئيس أنور السادات والرئيس حافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين، وسميت بـ كشكول الجسمي، وتم اختيار يوم الهجوم ليكون 6 أكتوبر.
وبعد نجاح القوات المصرية في مهمتها وتحقيق النصر، كانت ثغرة الدفرسوار التي نجحت القوات الصهيونية في اقتحامها، سببًا لخلاف الرئيس السادات ورئيس أركانه سعد الدين الشاذلي، وتم تعيين الجسمي رئيسًا للأركان وإقالة الشاذلي، فأعد خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها " شـامل" إلا أنها لم تنفذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار.
واختاره الرئيس السادات قائدًا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، وترقى بعدها إلى رتبة فريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975.
وله موقف شهير حين تجاهل مصافحة الجنرال "ياريف" رئيس الوفد الإسرائيلي، أثناء اجتماع للمفاوضات، وجلس مترأسًا الوفد المصري مفاوضًا.
تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًا في التاريخ كما ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية، ووصفته إسرائيل بـ الجنرال النحيف المخيف.