الأقباط متحدون | "لغز" انسحاب البرادعي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٩ | الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢ | ٧ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس مقالات مختارة
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

"لغز" انسحاب البرادعي

بقلم: عصام عبد الله | الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢ - ١١: ٠٨ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إعلان الدكتور محمد البرادعى انسحابه من سباق الترشح للرئاسة خسارة "محسوبة"، لأنه كان – ولا يزال - من أكثر الشخصيات المؤهلة لقيادة مصر فى هذه الفترة الحاسمة من تاريخها، رغم كل الاتهامات والإساءات التي نالت منه، ووصلت إلي مستوي "متدني" من تشويه سمعته والتعريض ببعض أفراد أسرته، قبل وبعد ثورة 25 يناير، من النظام السابق للرئيس مبارك وامتداداته مع العسكر.
 

انسحاب البرادعى جاء نتيجة لقناعته – علي حد قوله - بعدم وجود مناخ مناسب فى مصر يشجعه على استكمال مسيرة الثورة، ومن الطبيعى أن أى شخص لديه ذرة من الكرامة واحترام الذات، وتم تجريحه وإهانته بهذه الطريقة سيفعل مثله ويحذو حذوه.
هذا الانسحاب – علي اختلاف التفسيرات والتأويلات - يحمل "إدانة" قوية لسياسات المجلس العسكرى الحاكم، باعتباره المسئول المباشر عن تردي الأوضاع في مصر وتنكبها عن المسار الديمقراطي الليبرالي في هذه المرحلة الانتقالية، ومناصرته لفصيل واحد من الشعب (الإسلاميين)، ووقوفه ضد القوي المدنية في المجتمع وتحديدا (الشباب) الذي قاد ثورة 25 يناير، وبالتالي فإن هذا الانسحاب – بالمعني التفكيكي الدريدي – قد يكون "حضورا" كثيفا في قلب المشهد الثوري، ودعوة "تحريضية" علي استكمال الثورة، انطلاقا من أن (الشعب كله) – خاصة الشباب - هو الذي يملك القدرة على التغيير.
في أحدث فيديو بثه البرادعي علي اليوتيوب، كشف بوضوح عن أن "الانسحاب" هو أنسب وسيلة تمكنه من المساعدة فى بناء مصر، من خلال العمل خارج الإطار الرسمى، وعدم الترشح لأى منصب حتي ولو كان رئيسا للدولة المصرية – مؤكدا أنه نجح بهذا الأسلوب (مع الشباب) قبل الثورة وأيضا سينجح بعدها – لأن عدم التقيد بإلتزامات معينة يساعده على المرونة والقدرة على التغيير بطريقة أكثر حسمًا.


فك "لغز" انسحاب البرادعي يمكن أن يساعدنا – مؤقتا - في الإجابة عن هذا السؤال : هل سيحتفل المصريون (بعد أيام) بالعام الأول لبداية الثورة أم بالذكري السنوية الأولي لوفاتها؟.. فقد شهدت الشهور القليلة الماضية صراعا مكتوما بين الإدارة الأمريكية والعسكر من جهة، وبين العسكر والتيار الديني خاصة الإخوان المسلمين من جهة أخري، كلمة السر فيه هي (البرادعي).
قبل أيام أنفجر هذا الصراع في وجه الجميع (وعلي عينك يا تاجر) في وسائل الإعلام، فقد كانت "وثيقة المبادئ فوق الدستورية" ثم "وثيقة السلمي" محاولة لإحتفاظ العسكر بجزء أكبر من السلطة "المحصنة" ومشاركة الإخوان المسلمن في الحكم من (أعلي)، وهو ما رفضه الأمريكان والإخوان معا. أعقب ذلك حملة العسكر ضد الشباب المدنيين (وليس الإسلاميين) من نشطاء الحركات "الثورية" المختلفة، فضلا عن اتهام العسكر لمنظمات المجتمع المدني بتلقي "تمويل أجنبي" من الخارج (الولايات المتحدة) لضرب استقرار مصر... كل هذه المحاولات والتحركات كانت جزءا من (فلفصة) العسكر من رغبة الأمريكان في تسليم الحكم للإخوان المسلمين، واعتراضهم أيضا علي "تفضيل" الأمريكان لترشيح الدكتور البرادعي رئيسا لمصر.


أضف إلي ذلك عداء الإخوان المسلمين المستحكم للبرادعي، الذي يرفض فكرة انتخاب الرئيس القادم قبل إعداد الدستور، والتوافق عليه من قبل كل القوي الوطنية أولا، ووقوفهم ضد ترشيحه رئيسا لوزراء مصر بدلا من الدكتور كمال الجنزوري، تحقيقا لمطالب شباب الثورة والقوي العلمانية والليبرالية، وهو ما أمتثل إليه العسكر في نهاية المطاف، وكأنهم يقفون علي نفس أرضية الإخوان وليس علي أرضية الميدان (ميدان التحرير).
توقيت إنسحاب البرادعي، قد يعني أيضا رفضه الاستمرار في هذه اللعبة الخطرة بين (الأمريكان والإخوان والعسكر) التي ستدفع بمصر إلي هوة العصور الوسطي المظلمة، وهو الرد السريع (لا المتسرع) علي تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر": أن العسكر لن يتخلوا عن السلطة كاملة، في نفس التوقيت الذي التقي فيه معظم التيارات الدينية، ناهيك عن اللقاءات السرية والمعلنة بين المسئول الثاني للخارجية الأمريكية "وليام بيرنز" ثم نائب وزيرة الخارجية الأمريكية "، وقبلهما السيناتور "جون كيري" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي مع الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة".


في تصوري أن انسحاب البرادعي محسوب ومدروس، وهو يحتفظ له بالمنطقة الرمادية التي تضمن دخوله إلي الملعب في الوقت المناسب، كما أنه يساعد علي رأب الصدع بين العسكر والإخوان والإدارة الأمريكية بضربة واحدة، ويحصر المنافسة بين ثلاثة مرشحين للرئاسة: الأول مدعوم من العسكر والثاني مدعوم من التيار الديني (الإخوان والسلفيين)، والثالث يتوافق عليه العسكر والإخوان معا.... تري عزيزي القارئ: هل توجد علاقة بين انسحاب الدكتور البرادعي من سباق الرئاسة، ودخول الفريق أحمد شفيق إلى مضمار السباق "بقوة"؟

dressamabdalla@yahoo.com

نقلا عن ايلاف

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :