سليمان شفيق
فاز المرشح المستقل قيس سعيّد (61 عاما) في الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت جولتها الثانية الأحد بحصوله على نسبة 76 في المئة من إجمالي أصوات الناخبين، حسب ما أعلنه التلفزيون الرسمي التونسي، متقدما بفارق كبير على منافسه رجل الأعمال نبيل القروي.
ووفقا للنتائج فقد نال سعيد 76,9 في المئة من الأصوات في حين حاز القروي 23,1 في المئة من الأصوات.
وهنأت حركة "النهضة" ذات المرجعية الإسلامية سعيّد ودعت أنصارها "للالتحاق والاحتفال مع الشعب التونسي بشارع الثورة" في وسط العاصمة.
فيما أعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 57,7 في المئة في سبعين بالمئة من مراكز الاقتراع.
وتجمع مئات من أنصار سعيّد في مقر حملته الانتخابية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وهتفوا "الشعب يريد قيس سعيّد" و"تحيا تونس"، مرددين النشيد الوطني التونسي.
وتجمع الآلاف من أنصار سعيّد في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وهتفوا "الشعب يريد قيس سعيّد" و"تحيا تونس"، مرددين النشيد الوطني التونسي.
وشكر سعيّد في أول تصريح صحافي له إثر إعلان النتائج رأي الشباب الذي "فتح صفحة جديدة في التاريخ". وقال في مؤتمر صحافي بفندق مطل على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة: "أشكر الشباب الذي فتح صفحة جديدة في التاريخ".
وتابع بصوته الجهوري: "سأحمل الأمانة...الشعب يريد"، وهو الشعار الذي رفعه التونسيون خلال الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي في العام2011 .
ولد سعيّد في 22 شباط/فبراير 1958 في عائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى من أب موظف وأم ربة بيت، ودرس بالجامعة التونسية وتخرج فيها ليدرس فيها لاحقا القانون الدستوري قبل التقاعد بسنة. حصل على دبلوم في سن 28 عاما من الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري في تونس ثم باشر تدريس القانون في جامعة (سوسة) وأشرف لفترة وجيزة على قسم القانون العام لينتقل إثرها ومنذ العام 1999 إلى حدود 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة.
ولسعيّد بنتان وولد وهو متزوج من القاضية إشراف شبيل التي ظهرت لأول مرّة برفقته خلال الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية بشعرها القصيرة ونظارتها الشمسية، غير حزبي وبلا خبرة سياسية .
عرف شهرة واستحسانا من قبل التونسيين خلال ظهوره المتعدد منذ 2011 في وسائل الإعلام التونسية، يقدم التفسيرات والتوضيحات ويبسط المسائل الدستورية المعقدة خلال كتابة الدستور الجديد للبلاد عام 2014. أثار سعيّد الجدل منذ إعلان ترشحه للرئاسة لقلة المعلومات عنه ولقربه من شخصيات سياسية محافظة. واعتبره البعض يساريا فيما صنفه آخرون بالإسلامي المحافظ.
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر بعض التوجهات والأفكار للرجل الذي يدافع بشدة على لامركزية القرار السياسي وضرورة توزيع السلطة على الجهات. يدعو سعيّد لانتخاب مجالس جهوية تعين بدورها ممثلين لها "من أجل أن تصل إرادة الشعب للسلطة المركزية ومقاومة الفساد
ظهر في نوايا التصويت في استطلاعات الرأي في الربيع الفائت لكونه شخصية خارج نظام الحكم والسياسيين وقريبة من التونسيين الذين ملّوا نظام الحكم وممثليه. ينظر إليه "كرجل نظيف" ويقطن منزلا في منطقة اجتماعية متوسطة ومقر حملته الانتخابية مكتب متواضع وسط العاصمة.
انتقد سعيّد لمواقفه المحافظة في بعض القضايا الاجتماعية لكنه وفي خطاباته لا يستند إلى مرجعيات دينية وعقائدية. قال عنه خبير القانون الدستوري وأستاذه السابق عياض بن عاشور في تصريح لصحيفة "لاكروا" الفرنسية "هو بالفعل محافظ جدا وليس إسلاميا ولا يقدم قناعاته الشخصية في خصوص المسائل ذات الأولوية".
وأكد سعيّد "أحترم كل من اختار بكل حرية انتهى عهد الوصاية وسندخل مرحلة جديدة في التاريخ". وتابع: "قدمتم درسا للعالم وأبهرتم العالم، أشكركم من أعماق الأعماق"، مضيفا: "نحن في حاجة الى تجديد الثقة بين الحاكم والمحكومين".
وأكد سعبّد على أن القضية الفلسطينية ستكون ضمن أولوياته في الخارج، مبينا "سنعمل في الخارج من أجل القضايا العادلة وأولها القضية الفلسطينية".
ولرئيس البلاد صلاحيات محدودة بالمقارنة مع تلك التي تمنح لرئيس الحكومة والبرلمان. وهو يتولى ملفات السياسة الخارجية والأمن القومي والدفاع خصوصا.
وأفرزت الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الفائت برلمانا بكتل مشتتة. وتلوح في الأفق بوادر مشاورات طويلة من أجل تحالفات سياسية لأن حزب النهضة" الذي حل في الصدارة بـ52 مقعدا لا يستطيع تشكيل حكومة تتطلب مصادقة 109 نواب.
وأعلن رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي الأحد بدء حزبه بمشاورات لتشكيل الحكومة.
هكذا يختار الشعب التونسي الاسلاميين والعروبيين في الانتخابات التشريعية ، ورئيس يتوسط المسافة بين الاسلاميين واليسار ، مناصر للقضية الفلسطينة ، وموقفة من مصر غامض وقريب من كثيرين من اليسار "التروتسكي" ، وهكذا ترسل تونس رسالة الي الجزائر والمغرب ان التوجة الاسلامي يتجة مغاربيا .