بقلم : م. يوسف
يخرج علينا من اَن لأخر شيوخ ودعاه وقاده إسلامين مبشرين الأقباط بأن الشريعه الإسلاميه تحمل في مضامينها قيم العدل والكرامه والمساوه وإحترام وقبول الأخر، لكل إنسان حتى وإن إختلف في العقيده، أذن فلا داعي لقلق النصاري من تطبيق الشرع حسب الكتاب والسنه، فالرسول أواصنا بهم.
لكن الغريب أن هولاء بعينهم -الذين يتغنون بكمال ومثالية الشريعه- هم أول من ينتهكون أبسط قواعد الإحترام وقبول الأخر،لأن الإصرار على تسمية المسيحيين ب"النصارى" رغم عدم قبولهم لهذه التسميه هو إستهانهبحرياتهم،وإنتقاص من حقوقهم.
من الناحيه التاريخيه، في عام ٧٠م، أطلقت تسمية "النصارى" على طائفة من الناس ابتدعوا فكراً ومعتقدها مختلفاً عن العقيدة المسيحية أيضاً، والعقيدة النصرانية هم ألأبيونيين، الذين هم اليهود وآمنوا بالمسيح إيماناً مختلفاً عن المسيحيين، أى أنهم تمسكوا بالشريعة والتقاليد والعادات والشريعة اليهودية وهم طائفة قليلة العدد بالمقارنة بالمسيحيين الذين تبعوا تلاميذ ورسل المسيح وقد كانت لهم تجمعات فى بعض البلدان فكان يطلق عليهم مثلاً نصارى مكة، نصارى الشام،ونصارى نجران.
أما لغوياً، فلو المقصود ب"النصارى" نسبة الى بلدة "الناصره" مسقط رأس السيد المسيح، فبالأولى يُسّمى المسيحين "ناصريين" وليس "نصارى".
إذن فالمسيحيين ليسوا هم نصارى، هذا بالإضافه الى إن كلمة "نصارى" كثيرا ما تُقترن بكلمة "كفره". وهذا يحدد ملامح عنصريه في المعاملات مما يتناقض تماما مع مبدأ المساواه.
فإن كانت الشريعه الإسلاميه تحمل للمسيحين السلام والقبول وإحترام لحقوقهم، فمن إذن سيطبق هذه الشريعه، ورموز الأسلام الفقهيين والسياسين أنفسهم يخروجون عن أبسط قواعد الإحترام وقبول الأخربإصرارهم على إستفزاز المسيحين بتسميتهم بتسميه يرفضونها ؟
في النهايه، نحن مصريين مسيحين= (أقباط)، ولسنا نصارى... دعونا نرتقي فوق الخلاف ونقبل ونحترم بعضنا رغم الإختلاف..