بقلم : د.هانى حجاج
في الفترة التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعيه، بدأت تظهر بعض المعلومات والحقائق التي كانت قبل وقت قريب محاطة بسور متين من السرية والتكتم في خزان الدولة.
ولكن تظل قصة الكائنات الغريبة التي تم العثور عليها في سيبيريا وبعض
الأراضي الروسية الأخرى من اكبر الأسرار التي حاول الاتحاد السوفيتي اخفاهاعن الجميع، واعتبرها سرا قومياً يندرج في ملفات سري للغاية جنباً إلى جنب مع اسرار الدوله العليا.
ففي عام 1968م عثرت مصلحة الأمن القومي الروسية على مخلفات مركبة فضائية انفجرت في بيرتسوفسكي القريبة من منطقة سفيردلوفسكي وبداخلها عدد كبير من القطع المعدنية الصغيرة، وبقايا كائنات غريبه محترقة ومتفحمة، واختفت معظم معالمها بسبب الاصطدام العنيف بالأرض، وبعد ذلك بفتره قصيره تم العثور بالقرب من مدينة كوروليف على بقايا أخرى لكائنات تنتمي الى عوالم مجهوله، وقامت بنقلها الى مركز تم انشاؤه خصيصا لدراسة الظواهر الغامضه من تلك النوعية خصيصاً، أي ما يخص شئون الكائنات القادمه من خارج الأرض. لكن لماذا ظلت هذه الاكتشافات محجوبه عن الرأي العام طوال هذه السنوات الطويله؟ ولماذا تعمد المسؤولون في الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت اخفاءها عن الجميع؟
لعل الإجابة على تلك التساؤلات تحتاج أولاً إلى متابعة الفترة التي ظهرت فيها تلك الأمور. ففي ذلك الوقت كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا قد وصلت إلى قمتها، وأصبح سباق التسلح مهولاً ويهدد بكارثة، وصار حلم غزو الفضاء، أسلوب حياة تسعى اليه كل من الدولتين العظمتين روسيا وأمريكا لتحقيقه بتأكيد نجاح نظامها الذي حاولت فرضه على العالم أجمع، وأصبحت المواجهه بذلك منصبه حول اثبات التفوق في المعسكر الرأسمالي أوالشيوعي.
يقول العالم "ميخالوف بريتشكوف" الذي اهتم بدراسة الظواهر الغريبه التي كانت تحدث في سماء الاتحاد السوفياتي السابق:كان الساسة السوفييت يبذلون قصارى جهدهم لاقناع الناس ان النظام العالمي الجديد سينقلهم الى الرفاهيه والنعيم، وقد لعبت الانجازات العلميه، ومشاريع الغزو الفضائي، دورا كبيرا في ترسيخ هذا الاعتقاد عند الناس، كما ساهمت وسائل الإعلام بشكل كبير في اقناع المواطنين بأنهم طينه أخرى من البشر ومتفوقون على باقي الأمم، ولهذا السبب بالذات، ظلت كل المعلومات التي تم تجميعها عن الظواهر الغريبه، والكائنات القادمه من خارج الأرض في طي الكتمان، وسرا من أسرار الدوله الكبرى، حيث لم يكن من المعقول أن يعترف المسؤولون السوفيات، الذين حاولوا لعدة سنوات اقناع الناس بنجاح النظام الجديد، وهيمنتهم في مجال غزو الفضاء، بفشلهم في حل لغز ظواهر غريبه حدثت فوق أراضيهم. ولو تسربت مثل هذه الأخبار في ذلك الوقت، فان الناس قد تفقد ثقتها في قدرة الاتحاد السوفياتي على غزو الفضاء، والتفوق العلمي، وهي النغمه التي كان يعزف عليها المسؤولون في ذلك الوقت.
ويضيف الأستاذ "بريجنيف بابالوف" موضحا لمجلة"كارما"الاسبانيه:
لاأحد في وقتنا هذا يستطيع أن ينكر أن الاتحاد السوفياتي قد أخفى كل المعلومات التي تجمعت لديه حول الكائنات المجهوله التي عثر عليها في مناطق متفرقه من البلاد، ولاأحد يجادل في حقيقة الظواهر الغريبه التي عجز العلماء عن ايجاد تفسير منطقي لوقوعها، مثل حكاية الأشخاص الذين تم اختطافهم من طرف صحون طائره، والذين أجريت عليهم تجارب مختلفه، وزيارة مركبات فضائيه لمناطق متفرقه من البلاد،وأخذ عينه من التراب والنبات،أومثل بقايا المركبه الفضائيه التي عثر عليها في منطقة سفيردلوفسكي. إلا أنه لم يكن بمقدور أي أحد من المسؤولين أن يعترف بذلك علانيه لأن ذلك كان من شأنه أن يخلق مشاعر الخوف والقلق في المجتمع، ولأن المواطنين لم يكونوا مهيئين لتقبل مثل هذه الغرائب، كما أن بعض المسؤولين كانوا في عز الحرب البارده بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية، يعتقدون أن بعض الظواهر من تخطيط وصنع وكالة الفضاءالامريكية التي قامت بذلك لأغراض تجسسية.
يقول العالم "ميخالوف بريتشكوف" من جديد:لقد كان الناس سعداء بنشوة النصر الذي حققه الاتحاد السوفياتي في أكثر من مجال وخصوصافي مجال غزو الفضاء، لدرجة أن بعض المتفائلين بدأوا يحلمون باقامة تجمعات سكنيه في القمر وفي بعض الكواكب الأخرى. وأصبح بعض العلماء يطلقون تصريحات مغروره توحي للناس وكأن الفضاء أصبح في متناول أيديهم، ولذلك لم يكن من الضروي أن يعرف المواطن العادي في الاتحاد السوفياتي أن هناك كائنات أخرى تعيش خارج كوكبنا الصغير، تتمتع بقدرات أعلى بكثيرمن قدراتنا، تخترق أجواءنا دون أن تضبطها أجهزة الرصد المتطوره، تخطف أناسا من بين ظهرانينا، تجري عليهم تجارب متعدده، وتمتلك تكنولوجيا قطعت أشواطا بعيده في التطور والرقي. فهل كان من المعقول أن يعترف المسؤولون في الاتحاد السوفياتي للناس بهذه الحقائق بكل برود، ويتركوا هذه الكائنات الغريبه تنتزع منهم نشوة النصر الذي حققوه في مجال غزو الفضاء؟